التصفح للزوار محدود

شبهات الشرك وجوابها

ابو فيصل

التميز
أكبر شبهات دعاة الشرك وجوابها مختصراً.
أكبر شبهات دعاة الشرك كما قال الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كشف الشبهات ثلاث.
وهي من إختلال مفهوم الشرك عند المخالفين الذي أوقعهم في الصد عن أشرف المطالب ومعاداة أهله قديماً وحديثاً.
وإليكها مع جوابها:
الأولى: لا شرك إلا شرك الربوبية.
وجوابها: أن المشركين الأولين لم يصيروا مشركين بشركهم في الربوبية فإنهم كانوا مقرين به في الجملة؛ ولم يخرجهم هذا الإقرار من حزب المشركين فقاتلهم النبي ‘ واستحل أموالهم، فعلم أن الشرك الذي ناوأه المرسلون چ ليس هو شرك الربوبية، ويالجهل من كان أبوجهل أعلم منه بمقصود دعوة النبي ‘ وحقيقة ما يناقض أصلها.
الثانية: لا شرك إلا بعبادة الأصنام.
وجوابها: أن الله تعالى أناط حكم الشرك بفعل الشرك لا بنوع المشرك به فقال: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ) (البقرة : 193) وقال: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء: 48)، وقال: (إنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة: 72)، وقال: (وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة : 31).
وأن النبي ‘ قاتل المشركين ولم يفرق بينهم مع تباين معبوداتهم من دون الله، فكان منهم من يعبد الملائكة كما قال تعالى: (وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 80)، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) (المائدة: 116-117)، وقال: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً) (الإسراء: 57)، وقال: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) (الأحقاف: 6 -5)، والغفلة والمعاداة من صفات العقلاء لا من صفات الجمادات، وقال: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النحل: 21-20)، ولا ينفى الشعور إلا عمن كان حياً عاقلاً ثم مات، ومنهم من يعبد الجن كما قال تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ) (سبأ : 41-40)، ومنهم من يعبد الشمس والقمر كما قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) (فصلت: 37)، ومنهم من يعبد الأوثان من الأحجار والأشجار كما قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَ مَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى) (النجم:19-20).
الثالثة: لا شرك إلا شرك التقرب أما شرك التوسط فليس شركاً.
وجوابها: أن هذه هي شبهة المشركين الأولين، ولم يعذرهم الله بهذا، بل جعلهم مشركين ولم يكن شركهم إلا بقصد التقريب والشفاعة كما قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) (الزمر: 3)، وقال: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ çؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ ´ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (يونس: 18).

منقول
 
رد: شبهات الشرك وجوابها

وهذه قصة عجيبة عن التابعي الجليل زياد بن جرير رحمه الله في الخوف الشديد من الشرك وتقبيحه.
قال أبو نعيم في الحلية (4/196): حدثنا عبدالله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا ابن المبارك أخبرنا شريك عن أبي اسحاق الشيباني عن خناس بن سحيم قال: أقبلت مع زياد بن جريرمن الكناسة فقلت في كلامي: لا والامانة؛ فجعل زياد يبكي ويبكي حتى ظننت أني أتيت أمرا عظيما، فقلت له: أكان يكره ما قلت، قال: نعم كان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه ينهى عن الحلف بالامانة أشد النهي.
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله ابن احمد بن حنبل ثنا احمد بن ابراهيم ثنا زهير بن عثمان ثنا هشام أخبرنا العوام هو ابن حوشب عن ربيع بن عتاب قال: كنت أمشي مع زياد ابن جرير فسمع رجلا يحلف بالامانة قال: فنظرت اليه وهو يبكي قلت: ما يبكيك فقال: أما سمعت هذا يحلف بالامانة فلئن تحك أحشائي حتى تدمى أحب إلي من أحلف بالأمانة. انتهى
فرضي الله عن السلف ما أعظم معرفتهم بالله وما أحراهم برضوان الله عليهم وإصطفائه لهم، وقبح الله ضُلّال الخلف الذين هونوا من أمر الشرك -لا أقول الأصغر- بل الأكبر الصراح كدعاء غير الله والأستغاثة بغيره والذبح لغيره والخوف من غيره خوف السر.
وقد استفدت هذه القصة من محاضرة لشيخنا الكريم فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز السندي حفظه الله ونفع به
 
رد: شبهات الشرك وجوابها

بااااااااااااارك الله فيك
في ميزاااااااااااان حسنااااااااااااااتك
كل التقدير
 
رد: شبهات الشرك وجوابها

جزيت الجنان
 
رد: شبهات الشرك وجوابها

رزقك الله سعادة الدارين يابوفيصل وغفرلك ولوالديك
بورك فيك ووفقك لكل خير ..
ننتظر تميز مواضيعك..​
 
رد: شبهات الشرك وجوابها

اللهم جنبنا الشرك ما ظهر منه وما بطن
اللهم جبنا الشرك ما علمنا منه وما لم نعلم
اللهم جنبنا الشرك ما عظم منه وما صغر
اللهم اجعلنا من الموحدين المخلصين لك يا رب العالمين

شكرا اخي الكريم على هذا الموضوع
جعله الله في ميزان حساناتك وبارك لك في عمرك وفكرك
 
رد: شبهات الشرك وجوابها

شكرا لك أخي الكريم عالموضوع القيم
جعله الله في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرا
 
رد: شبهات الشرك وجوابها

شكر لك على الموضوع
بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
 
رد: شبهات الشرك وجوابها

جزاك الله عنا خيرا
وجعله في ميزان اعمالك
 

عودة
أعلى