التصفح للزوار محدود

صناع الحياة ( متجدد )

رد: صناع الحياة ( متجدد )

تاتي يعطيك العافية موضوع جيد للغاية ودورس نأخذ منه العبرة
دمتي بخير

شكراً لكِ شاطئ الامل
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

( 135) الرجل المجادل ...


ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له: كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟ ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له: هل أوجعتك؟ قال: نعم.. أوجعتني فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويؤلمك الطين؟ فلم يرد الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله تعالى من نار، وسوف يعذبه بالنار.


( 136) قصة الطاعون ...




خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاصداً بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة، وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيراً من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام. فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفراراً من قدر الله يا أمير المؤمنين؟ فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ! ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيت لو أن لك إبلاً هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، والأخرى جديبة (أي لا زرع فيها، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)، أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الجديبة رعيتها بقدر الله ؟




( 137) الخليفة والقاضي ...




طلب أحد الخلفاء من رجاله أن يحضروا له الفقيه إياس بن معاوية، فلما حضر الفقيه قال له الخليفة: إني أريد منك أن تتولى منصب القضاء. فرفض إياس هذا المنصب، وقال: إني لا أصلح للقضاء. وكان هذا الجواب مفاجأة للخليفة، فقال له غاضبا: أنت غير صادق. فرد الفقيه على الفور: إذن فقد حكمت علي بأني لا أصلح. فسأله الخليفة: كيف ذلك؟ فأجاب الفقيه: لأني لوكنت كاذباً - كما تقول - فأنا لا أصلح للقضاء، وإن كنت صادقاً فقد أخبرتك أني لا أصلح للقضاء.





(138) السؤال الصعب ..


جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله: ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله. فقال الشيخ: وماذا أيضا ؟ قال: سنة رسول الله. قال الشيخ: وماذا أيضا ؟ قال: اتفاق الأمة. قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟ فسكت الشافعي. فقال له الشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام. فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحث في الأمر. وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس. فقال له الشافعي: قرأت القرآن عدد من المرات، حتى هداني الله إلى قوله تعالى: "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا". [ النساء : 115] .. فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار، وساءت مصيرا. فقال الشيخ: صدقت.


( 139 ) إذا خشع العبد في الأرض رحم جبار السماء ...



جاء مبعوث الخليفة الناصر مرة إلى منذر بن سعيد يدعوه للاستسقاء . فقال المنذر للرسول : ها أنا سائر ، فما الذي يصنعه الخليفة في يومنا هذا ؟ فقال المبعوث : ما رأيته قط أخشع منه في يومه هذا ، إنه منفرد بنفسه ، لابس أخشن الثياب ، مفترش التراب ، قد علا نحيبه واعترافه بذنوبه ، يقول : رب هذه ناصيتي بيدك ، أتراك تعذب الرعية ، وأنت أحكم الحاكمين وأعدلهم ، أن يفوتك مني شيء . فتهلل منذر بن سعيد وقال : إذن فاحترس من المطر ، فإنه إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء .

هكذا كان الاستسقاء عند سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى ، يقدمون علماءهم وصلحائهم للاستسقاء ، ويتوب الحاكم من ذنوبه قبل الرعية وعامة الناس ، ويقدمون قبل الصلاة والدعاء التوبة والبكاء والاعتراف بذنوبهم . فهل نفعل كما يفعلون ، ونخلص كما يخلصون ، إن فعلنا أجبنا كما أجيبوا.





(140) الدنيا غرور...





صنع هارون الرشيد يوماً طعاماً فاخراً وزخرف مجلسه ثم أحضر الشاعر أبا العتاهية فقال له : صف ما نحن فيه من نعيم الدنيا .. فأنشد :
عش ما بدا لك سالما ------ في ظل شاهقة القصور
فقال الرشيد : أحسنت .. ثم ماذا ؟ فأنشد :
يسعى اليك بما اشتهيت ---- لدى العشية والبكور



قال : أحسنت .. ثم ماذا ؟ فأنشد :
وإذا النفوس تغرغرت ------ بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً ------- ما كنت إلا في غرور
فبكى الرشيد فقال بعض الحاضرين لأبي العتاهية: بعث اليك أمير المؤمنين لتسرّه فأحزنته ..
فقال الرشيد : دعه فإنه رآنا في عَمَى فكَرِه أن يزيدنا منه .


يتبع باذن الله







 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

(141) من أقوال سيدنا عمر ...



يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مربّياً: من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استخف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه.





(142) الأخ الموافق ...






كتب الأحنف بن قيس إلى صديق له ينصحه: أما بعد فإذا قدم عليك أخ لك موافق فليكن منك مكان سمعك وبصرك، فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف ألا تسمع إلى قول الله عزّ وجلّ مخاطباً سيدنا نوح في شأن ابنه: "إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ" . يقول: ليس من أهل ملتك، فانظر إلى هذا وأشباهه فاجعلهم كنوزك وذخائرك وأصحابك في سفرك وحضرك، فإنك إن تقرّبهم تقرّبوا منك، وإن تباعدهم يستغنوا عنك .





(143) أدمْ البكاء لعل الموّلى يرحمك ...





عن حمزة الأعمى قال ذهبت بي أمي إلى الحسن البصريّ فقالت : يا أبا سعيد ابني هذا قد أحببت أن يلزمك فلعل الله أن ينفعه بك . قال : فكنت أختلف إليه فقال لي يوما : يا بُني .. أدم الحزن على خير الآخرة لعله أن يوصلك إليه ، وأبك في ساعات الخلوة لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك فتكون من الفائزين . قال : وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي وآتيه مع الناس وهو يبكي وربما جئت وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه قال فقلت له يوما : يا أبا سعيد إنك لتكثر من البكاء ، فبكى ثم قال : يا بُني فما يصنع المؤمن إذا لم يبك ؟ يا بُني إن البكاء داع إلى الرحمة فإن استطعت أن لا تكون عمرك إلا باكيا فافعل لعله يراك على حالة فيرحمك بها فإذا أنت قد نجوت من النار





(144) الأحنف بن قيس..صلاته وصومه ...





لقد كانت عامة صلاة الأحنف بن قيس بالليل، وكان يضع المصباح قريبًا منه فيضع إصبعه على المصباح ثم يقول: حس، ثم يقول: يا أحنف ما حملك على أن صنعت كذا يوم كذا.



وقد قيل للأحنف بن قيس: إنك شيخ كبير، وإن الصيام يضعفك، فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه.






(145) من أقوال الحسن البصري ...






يقول الحسن: بئس الرفيقان الدينار والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقاك.



وقال الحسن: أهينوا الدنيا فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتها.



وكان يقول: اصحب الناس بما شئت أن تصحبهم فإنهم سيصحبونك بمثله.



ومن أقواله: فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحا . وروى ثابت عنه قال : ضِحك المؤمن غفلة من قلبه



وسأله رجل فقال له: يا أبا سعيد، ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة فقال: يا أبا سعيد ما الصبر والسماحة؟ قال: الصبر عن معصية الله، السماحة بأداء فرائض الله.




(146) الصابرين في البأساء والضراء ...



كان عروة بن الزبير من الصابرين في البأساء والضراء، ولقد اجتمعت عليه مصائب كثيرة، فما زادته إلا شكرًا لله، وصبرًا على ما ابتلاه الله به، يقول سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة: خرج عروة بن الزبير إلى الوليد بن عبد الملك فخرجت برجله آكلة فقطعها، وسقط ابن له عن ظهر بيت فوقع تحت أرجل الدواب فقطَّعته فأتاه رجل يعزيه فقال: بأي شيء تعزيني؟ ولم يدر بابنه فقال له رجل: ابنك يحيى قطَّعته الدواب قال: وأيم الله لئن كنت أخذت لقد أعطيت ولئن كنت ابتليت لقد عافيت وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا. وروي أنه قال: اللهم كانوا سبعة فأخذت واحدا وأبقيت ستة، وكن أربعًا (يقصد أطرافه الأربع) فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثًا، وأيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت ولئن كنت ابتليت لقد أعفيت.







(147) من أقوال الأحنف بن قيس ...







قال الأحنف بن قيس: الكامل من عدد هفواته ، ولا تعد إلا من قلة.

وقال: ليس فضل الحلم أن تُظلم فتحلم حتى إذا قدرت انتقمت، ولكنه إذا ظُلِمت فحلمت ثم قدرت فعفوت.
وسُئل الأحنف بن قيس عن الحلم فقال: أن تصبر على ما تكره قليلاً.
وقال رجل للأحنف بن قيس: بم سدت قومك وأنت أحنف أعور؟ قال: بتركي مالا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
وعن الأحنف بن قيس قال: في خلال ثلاث ما أذكرها إلا أن يعتبر رجل بخلق صالح، ما أتيت باب سلطان قط إلا أن دعا، ولا دخلت بين اثنين قط إلا أن يأمراني، ولا خلفت أحدًا بعده بسوء قط.
ويقول: ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم : الآتي طعامًا لم يدع إليه، والمتآمر على رب البيت في بيته، وطالب الفضل من أعدائه، وراجي الخير من اللئام، والمقبل بحديثه على من لا يسمعه، والجالس في المجلس الذي لا يستأهله، والداخل بين اثنين في حديثهما من غير أن يدخلاه، والمتقدم بالدالة على السلطان.






يتبع باذن الله






 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

(148) فضول الكلام ...



يقول عطاء بن أبي رباح: إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام وكانوا يعدّون فضوله ما عدا كتاب الله عز وجل أن تقرأه، وتأمر بمعروف أو تنهى عن منكر، أو تنطق بحاجتك في معيشك التي لا بد لك منها أتنكرون أن عليكم حافظين كرامًا كاتبين، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد؟ أما يستحيى أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التي أمل صدر نهاره فإن أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه.



(149) مالك بن دينار واللص ...



كان مالك بن دينار من البكائين والواقفين على كتاب الله، واستطاع ليحدث في الآخرين أثرًا كبيرًا، ولقد دخل عليه لص فما وجد ما يأخذ، فناداه مالك لم تجد شيئا من الدنيا، أترغب في شيء من الآخرة؟ قال: نعم قال: توضأ وصل ركعتين ففعل ثم جلس وخرج إلى المسجد فسُئل من ذا؟ قال : جاء ليسرق فسرقناه





(150) عطاء البكّاء ...




قال أبو عبيدة: قالت لي امرأة عطاء السليمى: عاتب عطاء فى كثرة البكاء فعاتبته فقال لي: كيف تعاتبني فى شيء ليس هو إلىّ .. إني إذا ذكرت أهل النار وما ينزل بهم من عذاب الله وعقابه تمثلت لي نفسي بهم فكيف لنفس تغل يدها إلى عنقها وتسحب فى النار ألا تصيح فتبكى وكيف لنفس تعذب ألا تبكى .



(151) من كلمات مالك بن دينار ...





كان مالك بن دينار يقول: يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن ربيع المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض فقد ينزل الغيث من السماء إلى الأرض فيصيب الحش فتكون فيه الحبة فلا يمنعها موضعها أن تهتز وتخضر. فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟



ويقول مالك بن دينار: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها قيل: وما هو قال معرفة الله تعالى.





ويقول: لو كانت الدنيا من ذهب يفنى والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى على ذهب يفنى فكيف والآخرة من ذهب يبقى والدنيا من خزف يفنى؟!.




(152) علامة المؤمن ...








يقول الأصمعي :



إن من علامة المؤمن قوة في الدين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين، وحكماً في علم، وكسباً في رفق، وإعطاء في حق، وقصداً في غنى، وغنى في فاقه، وإحساناً في قُدره، وطاعة في نصيحه، وتورّعاً في رغبه، وتعففاً في جهد، وصبراً في شده، وهو في المكاره صبوراً وفي الرخاء شكوراً.




(153) عمله في الدنيا ...




يقول معاذ بن جبل وهو على فراش الموت:اللهم إنك كنت تعلم أني لم أكن أحب الدنيا، وطولَ البقاء فيها لغرس الأشجار وجري الأنهار.هو يفهم حقيقة الدنيا جيدًا، إذن فما الذي كان يجعله سعيدًا في الدنيا، يقول رضي الله عنه:ولكن لظمأ الهواجر- أي الصيام في الأيام الشديدة الحرارة- ومكابدة الساعات- أي القيام بين يدي الله كثيرا- ، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر..




(154) من وصايا سيدنا عمر رضي الله عنه ...


كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى لأبنه عبدالله: أما بعد .فإنه من أتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن شكر له زاده، ومن أقرضه جزاه، فأجعل التقوى عماد قلبك، وجلاء بصرك، فإنه لاعمل لمن لانية له، ولا أجر لمن لاخشية له، ولاجديد لمن لاخلق له.





(155) اسمع ولا تتكلم ...





كتب رجل لحكيم يقول:
لم تبخل على الناس بالكلام؟
فقال الحكيم: إن الخالق سبحانه وتعالى قد خلق لك أذنين ولساناً واحداً ... لتسمع أكثر مما تقول، لا تقول أكثر مما تسمع.






يتبع باذن الله


 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اختي الحبيبه تاتـي

وفقك الله وجزاكي خيرا""
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

(156) من آداب الحديث ...





- قال الخلال :أخبرنا الداودي سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام
يقول : إن من شكر العلم أن يجلس مع رجل فيذاكره بشيء لا يعرفه ، فيذكر له الحرف عند ذلك فيذكر ذلك الحرف الذي سمعت من ذلك الرجل ، فيقول ما كان عندي من هذا شيء حتى سمعت فلانا يقول فيه كذا وكذا . فإذا فعلت ذلك فقد شكرت العلم ولا توهمهم أنك قلت هذا من نفسك . .


- وقال ابن الجوزي : وإذا روى المحدث حديثا قد عرفه السامع ، فلا ينبغي أن يداخله فيه .. قال عطاء بن أبي رباح : إن الشاب ليحدثني بحديث فأستمع له كأني لم أسمعه ، ولقد سمعته قبل أن يولد ، ثم روى بإسناده عن خالد بن صفوان قال : إذا رأيت محدّثا يحدّث حديثا قد سمعته أو يخبر بخبر قد علمته , فلا تشاركه فيه حرصاً على أن يعلم من حضرك أنك قد علمته ، فإن ذلك خفة فيك وسوء أدب .


- وروى أبو حفص العكبري في الأدب له عن ابن وهب قال : إني لأسمع من الرجل الحديث قد سمعته قبل أن يجتمع أبواه فأنصت له كأني لم أسمعه ، ثم روى ما تقدم عن عطاء ثم قال : سمعت أبا علي الحسن بن عبد الله جليس أبي أحمد الفقيه البغدادي يقول : يروى عن سفيان الثوري أنه قال : وتراه يعجب من حديث ولعله أدرى به .



(157) أنا الماشي وأنت الراجل ...



بينما كان ابراهيم بن أدهم يسير في طريقه إلى بيت الله الحرام ، قابله إعرابي راكباً ناقة ، فقال له :
- إلى أين أيها الشيخ؟
فقال له إبراهيم : إلى بيت الله الحرام .
فقال الإعرابي متعجباً : كأنك مجنون ، لا أرى لك مركباً ولا زاداً للسفر .
فقال ابراهيم : إن لي مراكب ولكن لا تراها .
فقال الإعرابي : وما هي ؟
قال : إذا نزلت عليّ بليّة ركبت مركب الصبر ، وإذا نزلت عليّ نعمة ركبت مركب الشكر ، وإذا نزل بي القضاء ركبت مركب الرضا ، وإذا تعبت جعلت ذكر الله مركبي ، وإذا جعت جعلت الصلاة على رسول الله زادي ، وإذا عطشت جعلت المحبة سقائي ... وإذا دعتني النفس إلى شئ علمت أنما ما بقي من العمر أقل مما مضى .
فقال له الإعرابي : سر بإذن الله ، فأنت الراكب وأنا الراجل ( أي الماشي) .







(158) طلق خمس نساء في ساعة واحدة ...





قال رجل للخليفة هارون الرشيد : بلغني يا أمير المؤمنين أن رجلاً من العرب طلق في يوم خمسة نسوة .
قال هارون الرشيد : إنما يجوز ملك الرجل على أربعة نسوة ، فكيف طلق خمساً ؟
قال : كان لرجل أربعة نسوة ، فدخل عليهن يوماً فوجدهن متلاحيات - أي يتشاجرن - متنازعات .. وكان الرجل سئ الخلق فقال :
- إلى متى هذا التنازع ؟
ثم قال لإحداهن : ما أخال هذا الأمر إلا من قبلك .. اذهبي فأنتِ طالق .
فقالت له الزوجة الثانية : عجلت عليها بالطلاق ، ولو أدبتها بغير ذلك لكان أحسن لك ..
فقال لها : وأنتِ أيضاً طالق .
فقالت الثالثة : قبّحك الله ، فوالله لقد كانتا إليك محسنتين ، وعليك متفضلتين ..
فقال لها : وأنتِ أيتها المعددة أياديهما طالق أيضاً .
فقال له الرابعة وكانت هلالية - من بني هلال - وفيها أناة شديدة : ضاق صدرك عن أن تؤدب نساءك إلا بالطلاق ..
فقال لها : وأنت طالق أيضاً .
وكان ذلك بمسمع جارة لهم ، فأشرفت عليه وقد سمعت كلامه فقالت :
والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم ووجدوه فيكم .. أبيت إلا طلاق نساءك كلهن في ساعة واحدة ؟!
قال : وأنتِ أيتها المتكلمة طالق إن أجاز زوجك .
فأجابه زوجها من داخل بيته : قد أجزت ... قد أجزت .
فصارت الخامسة ...


يتبع باذن الله


 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

159) والله اني أستحي أن أطلب الدنيا ممن لا يملكها ....




ذكر ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان ، أن سفيان الثوري رحمه الله تعالى ، لقى رابعة العدوية رحمها الله تعالى ، وكانت فقيرة الحال زاهدة ، فقال لها : يا أم عمرو ، أرى حالك أصبح با ئساً .. فلو قصدت أحد يقرضك شيئاً من المال لتغيير حالك ..
فقالت له : يا سفيان ، وما ترى من سوء حالي .. ألست على طريق الإسلام والهدى والإستقامة ... فهذا والله هو العز الذي لا ذل معه .. والغنى الذي لا فقر معه .. والأنس الذي لا وحشة معه ..
ثم قالت : والله إني لأستحي أن أسأل الدنيا ممن يملكها ... فكيف أسألها ممن لا يملكها ..
فقام سفيان من عندها وهو يقول : ما سمعت مثل هذا الكلام قط ..
فقالت رابعة العدوية : إنما أنت أياماً معدودة ، فإذا ذهب يوم ، ذهب بعضك .. ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل .. وأنت تعلم .. فاعمل ..



(160) من مناقب سيدنا عمر بن عبد العزيز ...




** حج الخليفة سليمان بن عبد الملك ومعه سيدنا عمر بن عبد العزيز ، فرأى الخلائق كثيرة يوم عرفة فقال لعمر :
- أما ترى هذا الخلق الذي لا يحصى عددهم إلا الله ؟
فقال له سيدنا عمر :
- هؤلاء اليوم رعيتك ، وهم غداً خصماؤك .
فبكى الخليفة ..
لقد أدرك سيدنا عمر قبل أن يتولى أمر الخلافة أن المسلمين وغيرهم من رعايا دولته ، هم اليوم رعايا ومواطنون ، وغداً يوم القيامة سيقفون أمام الله تعالى كلهم جميعاً خصماء له ، وسوف يحاسبه الله تعالى أمامهم ، فيا له من موقف عظيم أدركه سيدنا عمر بن عبد العزيز ..فلما تولى الخلافة كان عادلاً راشداً ...
** عن محمد بن الوليد قال : مر عمر بن عبد العزيز برجل في يده حصاة يحركها بين يديه وهو يقول : اللهم زوجني من الحور العين .
فقال له سيدنا عمر : بئس الخطاب أنت ، ألا ألقيت الحصاة وأخلصت إلى الله الدعاء ؟!




( 162) لم يشاركوا أهل الدنيا في عيشهم ....




قال ميمون بن مهران: خرجت مع عمر بن عبد العزيز إلى المقبرة فلما نظر إلى القبور بكى، ثم أقبل علي فقال:
ياميمون هذه قبور آبائي "بني أمية" كأنهم لم يشاركوا أهل الدنيا في لذاتهم وعيشهم، أما تراهم صرعى قد خلت بهم المثلات، واستحكم فيهم البلاء، وأصاب الهدام مقبلاً في أبدانهم.

ثم بكى وقال: والله ما أعلم أحداً أنعم ممن صار إلى هذه القبور وقد أمن من عذاب الله تعالى.


(163) نصيحة لمعاوية ....




دخل شيخ من الأزد على معاوية فقال له:

اتق الله يا معاوية، واعلم أنك في كل يوم يخرج عنك وفي كل ليلة تأتي عليك، لا تزداد من الدنيا إلا بعداً، ومن الآخرة إلا قرباً، وعلى أثرك طالب لا تفوته، وقد نصب لك علم لا تجوزه، فما أسرع ما تبلغ العلم، وما أوشك أن يلحقك الطالب، وإنا وما نحن فيه وأنت زائل، والذي صائرون إليه باقٍ، إنْ خيراً فخير، وإنْ شراً فشر.




(164) وصية سيدنا أبو بكر لسيدنا عمر ...





لما حضرت أبا بكر الوفاة أرسل إلى عمر رضي الله عنه قال: إني أوصيك بوصية إن أنت قبلت عني:
إن لله عز وجل حقاً بالليل لا يقبله بالنهار، وإن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة باتباعهم الحق في الدنيا، وثقُل ذلك عليهم، وحقَّ لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلاً. وإنما خفَتْ موازين مَنْ خفَّتْ موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل، وخفّته عليهم في الدنيا، وحُقَّ لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً. ألم تر أن الله أنزل آية الرجاء عند آية الشدة وآية الشدة، عند آية الرجاء، ليكون العبد راغباً راهباً، لا يلقي بيديه إلى التهلكة، ولا يتمنى على الله غير الحق.
فإن أنت حفظتَ وصيتي هذه، فلا يكونن غائب أحبَّ إليك من الموت، ولا بد لك منه، وإن أنت ضيَّعْتَ وصيتي هذه، فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت، ولا بد لك منه، ولستَ تعجزه.



(165) كيف ترضى بمرتبة الضعفاء ...






الفضيل بن عياض العالم الزاهد القدوة إمام الحجاز شيخ الإسلام في القرن الثاني من الهجرة، كان له صديق عابد. قرر العابد يوما أن يخرج في تجارة من بلده، وودع الإمام. لكنه لم يلبث أن عاد للبلد. سأله الفضيل ما القصة؟ قال: بينما كنت في الطريق أبصرت قُبّرَة (طائرا صغيرا) عمياءَ. فسألت نفسي كيف تعيش هذه ومِم تقتات؟ ثم إذا بقبَّرة مبصرة تأتيها بطعام تضعه في فمها. قال العابد المؤمن: فعلمت أن الله تعالى يرزق من يشاء كما يشاء. ورجعت مقتنعا بأن رزقي يأتيني بتجارة وبدون تجارة.




فماذا قال الفضيل؟ وكان الفضيل رحمه الله من أئمة الزهاد.




قال للعابد: يا أخي، الأمر كما تقول، لكن كيف ترضى أن تكون مثل القبرة العمياء التي يسعى إليها برزقها غيرها، ولا تسمو بك همة لتكون أنت القبرة المبصرة التي تسعى لنفسها ولغيرها. كيف ترضى بمرتبة الضعفاء ولك قدرة على الكسب؟




قبراتٍ عمياواتٍ تردن معشر المؤمنين والمومنات، أم ساعين وساعياتٍ على أنفسهم وعلى أمتهم؟










هذا غيض من فيض واتمنى ان يُنفع به واكتفى بهذا القدر لما كان عليه السلف الصالح الذى لا ينتهى





TNg65342.gif
مجمع

 

عودة
أعلى