التصفح للزوار محدود

أسير التحدي في حوار مع جريدة اليوم الجزائرية

أسير التحدي

الشعر والخواطر
الطاهر بوصبع في حوار لجريدة اليوم: (الكتابة هي البحث عن الكمال المستحيل)
tahar02.jpg










































- من هو الشاعر(الطاهر بوصبع)..؟

ربما من أصعب الأسئلة، سؤالك(من أكون..؟) فصعب على المرء أن يَعْرٍفَ ذاته في خضم هذا الواقع المتأزم ،والمفعم بالأسئلة الملغمة،ناهيك على أن يعرف نفسه للآخرين،ومع هذا أقول:
أنا بشر ولد تحت سماء هذا الوطن الجميل ذات صيحة من سنة 1974،منذ الطفولة الباكرة، وفي سن الثالثة،توشحت رداء المرض والإعاقة ،مرض متطور يصيب جميع عضلات الجسم ،ويفقدها فعاليتها مع مرور الزمن،إنه (مرض ضمور العضلات الشوكي)الذي يفقد المرء طعم الحياة ،ويجعله دائم التفكير في واقعه ومصيره،كيف لا وهو لا يدع عضلة من عضلات الجسم،إلا ويشل حركاتها،سنة بعد سنة ليزداد شدة عنفوانا إلى أن أقعدني على كرسي متحرك منذ 17سنة وشلني تماما،إلا أنه كان رحيما معي حين ترك يدي اليمنى تتحرك ببطء ،وتوقع على بياض الورق،أنيني واحتراقي...جنوني وانخطافي..وجع الروح...وإشراقات الأعماق،ويحفزني–أيضا-على أن أمتطي صهوة الإرادة ،وأصر على مواصلة الدراسة-بعد انقطاع اضطراري دام ست سنوات- عن طريق المراسلة،من السنة السابعة أساسي حتى الباكالوريا،ومن ثم دخلت جامعة قسنطينة ،وتخرجت منها بشاهدتي:الليسانس في الحقوق(2002)والكفاءة المهنية للمحاماة(2004).

كيف ومتى ولج(الطاهر بوصبع) بحر الكتابة..؟

الشعر هو تجربة إنسانية عميقة يستمدها الشاعر من لقائه الكبير بالحياة،وتنعكس هذه التجربة الحياتية على تجربته الشعرية،في الحقيقة أنا لم أبدأ الكتابة مبكرا،لكن إرهاصاتها الأولى كانت تراودني منذ الطفولة، بفعل الإعاقة التي جعلتني أنطوي على نفسي –مرغما-هذا الإنطواء جعلني كثير الإنتباه إلى الأشياء الصغيرة في القرية الجبيلة الجميلة التي نشأت فيها(بلدية عين التين)،وجعلني أحمل في دخيلة الروح سؤال الحياة من خلال التأمل في ملكوت الله في تلك الطبيعة الريفية الساحرة،وهكذا كان السؤال الشعري حاضرا بقوة في مخيلتي ،إلا أنني لم أستطع حمل القلم،إلى أن أقعدتني الإعاقة تماما ،وأجبرتني على دخول مرحلة من العزلة القاتلة دامت حوالي أكثر من ست سنوات ،تأججت من خلالها جذوة الكتابة في صدري،فكان أن حملت القلم لأسكب حمم الروح ،وتفاصيل الألم الذي يربض بدخيلة نفسي،على بياض الورق ،في شكل قصائد منزوعة من سراديب الأعماق ،شكلت متنفسا هاما لي ،هذه القصائد التي دونت فيها تصوري للحياة ،برؤى فلسفية خاصة ،وكانت تشغلني أحوال الأمة الرازحة تحت نير التخلف والظلم والخيانة،وجرح القدس بالتحديد،فكان النصيب الأوفر لقصائد الثورة بمعناها العام،ثورة الذات على كل ذلك العالم الخارجي المحيط ، والثورة على الغربة التي يعيشها الإنسان المعولم، والثورة على الأوضاع التي تعيشها أمتي من المحيط إلى الخليج،وكان جرح الجزائر-آنذاك-ينزف بغزارة، والفتنة تكشر عن أنيابها،وتفتك بأبناء هذا الوطن العزيز،فكان أول نزيف بعنوان(إليك يا جزائر)سنة1993 ،حيث بدأت بالخواطر البسيطة،والقصائد التي لا تخضع لأي وزن ،وبفضل قراءاتي الكثيرة في مجال الشعر والنقد استطعت أن أصقل موهبتي،وصرت انشر في العديد من الصحف الجزائرية والعربية(الحياة،الشروق العربي،رسالة الأطلس،صوت الأحرار،المجاهد الأسبوعي،جريدة عمان،جريدة تشرين السورية....الخ) كما أذيعت لي عدة قصائد على أمواج الإذاعات والقنوات الفضائية(الإذاعة الوطنية،القناة الأولى،إذاعة قسنطينة الجهوية،وقناة المستقبل اللبنانية..الخ).

- لأية مدرسة شعرية ينتمي (الطاهر بوصبع)وبمن تاثر من الشعراء..؟

-في الحقيقة أنا لا أحبذ كثيرا مثل هذه التصنيفات في الأدب،فالقصيدة بالنسبة لي هي رؤية خاصة للحياة،ولكل شاعر روحه وفلسفته في الكتابة،بغض النظر عن القالب الذي يوضع فيه النص،فاللغة والأسلوب يولدان في لحظة بدء العملية الإبداعية،لتصلان بالنص إلى نقطة التجاوز للنصوص الأخرى،لأن الكتابة حرية وإضافة أو لا تكون ،وما أعرفه –بعيدا عن تعقيدات المدارس والمذاهب الأدبية – أنني أكتب شعرا عموديا أحينا،وأحينا أكتب شعرا حرا(التفعيلة)بحسب كل حالة نفسية،وكل موقف وانفعال،ولا يهمني الشكل وبرأيي الشعر إذا لم يحمل رسالة أو قضية ما،يبقى شعرا بلا روح،وأنا ضد فكرة الفن للفن،أو الأدب منزوع الأخلاق،كما يدعي (إدغار الان بو)وأنصار مدرسته،أما عن تأثري بشاعر معين،فأنا لم أتأثر بشاعر بعينه،إنما تأثرت بما يسمى بالمدرسة الثورية في الشعر لدى(ابو القاسم الشابي،مفدي زكرياء،محمود درويش،أحمد مطر،ومصطفى محمد الغماري...الخ)بالإضافة طبعا لتراثنا الزاخر بفطاحل الشعراء( امرئ القيس ،المتنبي،أبو تمام......الخ).
-من خلال قراءتي لبعض قصائدك لمست فيها مسحة حزن عميق،وبعدا صوفيا خاصا،فما الذي تريد قوله على مساحات البياض..؟

الكتابة عموما هي بحث مستمر في فضاء لا محدود من المعاني،انطلاقا من الذات،وما يجول بدواخلها،إلى آفاق جديدة عامرة بالإيحاءات والدلالات لبلوغ الآخر واكتشاف عوالمه،ومن خلال قصائدي أحاول ببساطةأن أبحث عن تخوم جديدة للذات،هناك بعيدا بعيد في بساتين الأعماق،أحاول أن أبحث عن مساحات عذراء في أقاصي الروح،كيما أقول ذاتي..وجعي..خيباتي..وأحاول أن أمسك بالغياب،أو لأقل محاولة الإمساك بالكمال المستحيل، هاجسي المركزي في ذلك هو البحث عن الإنسان فينا،في زمن سيطرت فيه المادية بمعناها الواسع،في ظل تدني قيمة الإنسان التائه في أتون من الفقد،والتيه ،والاغتراب ،وبجانب هذا الهاجس المركزي ،أكتب عن جراح الأمة،عن انكسار الذات العربية الإسلامية،في مواجهة هذا التكالب الصهصليبي ،عن جرح بلدي الجزائر،عن المستضعفين في الأرض،عن فئة ذوي التحديات الخاصة(المعاقين)،أكتب لحظات الحياة الناذرة، دهشة الأطفال فينا،ورغبتنا دائما في البوح لنقاوم انكسار أرواحنا المتعبة،ومن خلال كل هذا أحاول أن أوفق بين الذاتية المتأججة في أقاصي الروح،وبين هذا الفضاء الخارجي المتأزم الذي أحاول التعامل معه بموضوعية،أي أقف في المنطقة الوسطى،أو البرزخ-على حد تعبير الصوفيين-باحثا عن اليقين الجازم،وطارحا أسئلة وجودية،بلغة أقرب إلى اللغة الصوفية من حيث المفردات المستعملة في صياغة معظم قصائدي الإنسانية،ولكنها لغة بسيطة تحاول الاقتراب من هيئات المشاعر المتدفقة،وتجسد حجمي الحزن والاغتراب الذين أعيش تفاصيلهما بمرارة،لذا أرى في الكتابة خلاصا من كل هذا الدنس الذي يحاصرنا من كل جانب،وبياض الورقة هو الرقعة الوحيدة المتبقية لي لممارسة طقوس غربتي،ومقاومة جبروت الإعاقة وألمها الجسدي والنفسي.

- كيف ترى الساحة الشعرية في الجزائر،وما موقعك فيها..؟

- والله الساحة الشعرية في الجزائر ،هي ساحة غنية بالمواهب الشعرية الشابة التي أثبتت جدارتها من خلال الجوائز العربية التي حازت عليها،ومن خلال المواضيع التي تثيرها في كتاباتها،ولكنها تعاني التهميش واللامبالاة،حيث تتداول على الساحة الأدبية الرسمية أسماء معينة فقط،تجدها في كل مناسبة للتكريم،أو النشر،أو تمثيل الجزائر في المناسبات الدولية،كما أن الصراعات الأدبية في اتحاد الكاتب الجزائريين،أثرت على سمعة الأدب الجزائري،أما الجمعيات الأدبية القليلة،فبينها حساسيات،وكل جمعية تعمل بمعزل عن الأخرى،أما موقعي في هذه الساحة،فأنا مقل جدا في كتاباتي،وكسول جدا فيما يخص النشر في الجرائد والمجلات،أما الملتقيات الأدبية فلا احضرها بسب وضعيتي الصحية المتدهورة،كما ان معظمها ملتقيات لا تضيف الكثير للمشهد الثقافي،إلا ما نذر.

-وماذا عن مشاريعك المستقبلية...؟؟؟

-كما قلت في حوار سابق منذ ثلاث سنوات،أمامي بحر طموح أحاول أن أمخر عبابه بكثير من التريث ،وأول طموح أن أنشر باكورة أعمالي التي بقيت حبيسة الأدراج،فقد وضعت نسخة منها لدى جمعية الجاحظية،منذ سنة2003وقد وعدني عمي الطاهر(الطاهر وطار) بنشرها ضمن حصته من منشورات دعم الإبداع،ولكن نشرت عدة أعمال من طرف الجمعية،وبقي عملي حبيس الأدراج ،أيضا أرسلت عملا آخر للنشر في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية،ولم يرى النور هو كذلك،وأملي كل أملي أن تنفتح الساحة الثقافية الرسمية على المواهب الشابة التي تعمل في الظل،جراء التهميش القاتل،وأملي أيضا أن تنشط الساحة الأدبية الخاملة في مدينتي (ميلة)التي تعيش ركودا ثقافيا ،وكل الآمال معلقة على الإفتتاح الرسمي لدار الثقافة للنهوض بالفعل الثقافي في هذه الولاية،بشرط ألا تكون كمعظم المؤسسات الثقافية هيكلا بدون روح.
 
ما شاء الله لقاء جميل
يعطيك العافيه اخي اسير التحدي
واسال الله ان يحقق جميع آمالك
 
وفقك الله أخي الكريم
 
أسير التحدي
حوارك مع جريدة اليوم الجزائرية حوار ممتع وإن شاء الله نرى لك أول ديوان شعري يطبع في القريب العاجل وبإذن الله تعالى ستتربع في يوم ما ساحة الشعر العربي
 
أسير التحدي

لقاء ثري يفصح عن جوانب كثيرة في حياتك و في شحصيتك
وفقك الله و حقق أمانيك
دمت في حفظ الرحمن

صوت من بعيد
 
أسير التحدي

لقاء ثري يفصح عن جوانب كثيرة في حياتك و في شحصيتك

وفقك الله و حقق أمانيك
دمت في حفظ الرحمن
lakhdar:23::23::23::23:
 
اخي الفاضل أسير التحدي
حوارك مع جريدة اليوم الجزائرية

حوار ممتع للغاية اتمنى لك التوفيق
ومزيدا من النجاح دمت بالق
تحياتي وتقديري
\
اميرة الاحساس
 
كل التحية لك اخى اسير التحدى

و اراك و الحمد لله قد كسبت التحدى

موفق دائما باذن الله
 
ما شاء الله عليك يامووووووووووو
ربي يحقق امنياتك وجميع طموحاتك
تقديري لشخصك الكريم
بنت التحدي
 

عودة
أعلى