التصفح للزوار محدود

تجربة جامعية مع أبنائها

أم الحسن

Well-known member
كما نعرف فإن الحديث يكثر يومياً حول العنف المنتشر في مجتمعنا ومجتمعات العالم وارتباط ذلك بالمؤثرات التي تحيط بحياتنا اليومية مع اختلاف الفارق بين درجات التعرض لهذه المؤثرات واختلاف أنواعه التي ما تفتأ تتعقد وتمتزج بحياتنا المعاصرة في محاصرة لا فكاك منها.
فهناك العنف المنزلي الذي يتعرض له الأطفال سواء كان جسدياً أو نفسياً أو جنسياً أو لفظياً أو عاطفياً. وهناك العنف المدرسي الذي قد يتعرضون له من قبل معلمين أو محتويات منهج تحمل معاني عنيفة كالتهديد بالنار بالنسبة لأطفال الروضة. وهناك العنف في محلات الألعاب، حيث تنتشر المسدسات والبنادق والرشاشات والدبابات، ومجسمات الشخصيات العنيفة جداً في برامج الأطفال. وهناك العنف المادي من مباشَرة للسلاح والعنف الذي يتعرض له الأطفال والأحداث الذين يعيشون تحت القصف والنار في الحروب المنتشرة في كل مكان. وهناك العنف الأثيري سواء كان من قنوات فضائية أو أفلام منزلية أو في ألعاب البلاي ستيشين وباقي أشكال الألعاب التي نجدها في الملاهي المنتشرة في جميع أسواقنا. ولا تنتهي صور العنف من محيطنا الذي يفترض فيه أنه يعيش في بيئة آمنة ومسالمة، بل تنقض علينا من كل مكان.
وقد انتهجت وزوجي مع ابننا أجواد البالغ من العمر ثلاث سنوات وابنتنا زين الشرف التي تبلغ عاماً ونصفاً سياسة تجنيبهما أي مصادر أو مشاهد للعنف قدر الإمكان. فوجدنا أنها تخرج إلينا من كل مكان لا نتوقعه، فضلاً عن صعوبة تحييد المحيط بالكامل لاسيما وأن هناك أطفالاً آخرين لا يمانع أهلهم لعبهم بالمسدسات أو في مشاهدة برامج عنيفة وهناك أهل وأصدقاء لا يفتأون يرسلون هدايا من هذا القبيل وتخشى أن تجرح شعورهم، والملاهي تجدها مكرسة لشخصيات عنيفة تقدم في صورة أبطال.
وأصعب ما قابلناه هو أن نجد لهما برامج تلفزيون هادفة ومناسبة لسنهما، وربما يكفي أن تكون مناسبة لأجواد على الأقل فزين الشرف تتابع المشهد لمدة ثوان ثم تنشغل بشيء آخر. ورافق صعوبة العثور على برامج تلفزيون العثور على برامج كرتون أو أفلام مناسبة خالية من العنف سواء على مستوى الصورة أو الصوت أو الفكرة، فكانت الخيارات محدودة وغالبها من خارج البيئة العربية وأحياناً بدبلجة مفتعلة غير واضحة باللهجة المحلية لبلدان عربية.
وما أعنيه بالبرامج العنيفة هي في الواقع ما نعتبرها برامج أطفال كرتونية بريئة وأقرب مثال لذلك "توم أند جيري". فقصة القط والفار قصة ممتعة في ملاحقاتها وخفة الدم المرافقة لها، ولكن عندما تدقق النظر فيها تجد أنها في الواقع موجهة للكبار فالصغار لا يعون هذه المستويات من المكر والاحتيال والعداوة والحرب المعلنة والخفية وغيرها من المعاني المقدمة.
إن تمعناً بسيطاً في هذه الحلقات يجدها دعوة مفتوحة للعنف بين الأطفال، للضرب، للاعتداء، للاحتيال. إنه يقدم أفكاراً في الإيذاء خطيرة جداً أبسطها الطرق بالمطرقة على الرأس أو الأطراف أو القطع والبتر. ونظراً لأن أفلام الكرتون تعيد من يقع من علو شاهق ومن يحترق ومن يغرق إلى الحياة فبالتالي ليس هناك مانع من تجربة كل هذه الوسائل التي تقدم في إطار ممتع. وتلاحقنا أفلام توم أند جيري في كل مكان في الأسواق ومحلات الأطفال والألعاب والمطارات، بل وفي المدارس والحضانات والروضات، تعرض لهم للتلهية والتسلية وسط سعادة أهاليهم بل وإصرارهم وقبول عام من المجتمع.
فكيف نقرأ كل ذلك؟
@ يعقد برنامج الأمان الأسري مؤتمره الأول حول العنف الأسري يومي 1- 2جمادى الآخرة (الثلاثاء والأربعاء) من هذا الأسبوع في فندق الماريوت.​
 
شكرا لك اختي الكريمه
 
باااااااااارك الله فيك اختي الفاضلة
ربي يبعدنا عن العنف ويرحمنا برحمته
كل التقدير
بنت التحدي
 
تسلموووووووا على المرور الكريم
ودمتم في سلام وأمن وآمان
 

عودة
أعلى