التصفح للزوار محدود

طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم والصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


003.jpg


قال تعالى :

"إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)



إن ليلة القدر ليلة عظيمة، يفتح فيها الباب، ويقرب فيها الأحباب، ويسمع الخطاب ويرد الجواب.
وصفها الله سبحانه بأنها مباركة، انزل القرآن فيها

ومن فضائل ليلة القدر ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه
(( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية وما تأخر ))

وسيتطرق في هاته السلسلة الجديدة إلى مواضيع تخص هاته الليلة الفضيلة نذكر منها:

-تعريفها
-سبب تسميتها بذلك

-فضائلها

-تفسير سورة القدر

-أقول العلماء في تحديد تلك الليلة

-الدعاء فيها
وهاته السلسلة إنما هي في أغلبها اختصار لكتاب

(( سطوع البدر بفضائل ليلة القدر )) لمؤلفه إبراهيم بن عبد الله موسى الحاومي حفظه الله وجعل عمله متقبلا


1-تعريف ليلة القدر:

جاء في لسان العرب لابن المنظور رحمه الله أن:

القدر: القضاء الموفّق. يقال قدّر الإله كذا تقديرا، وإذا وافق الشيء الشيء قلتَ: جاء قدره.
القدْرُ والقَدَرُ القضاء والحكم وهو ما يقدّره الله عز وجل من القضاء ويحكم به من الأمور.
قال تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" أي الحُكْمُ
"ليلة القدر خير من الف شهر" أي ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.


2-سبب تسمية ليلة القدر بهذا الإسم:

اختلف العلماء في سبب تسمية ليلة القدر بهذا الإسم على عدة وجوه:

-القول الأول: سميت بذلك لأن الله تعالى يقدر فيها الأرزاق والآجال وحوادث العام كلها
ويدفع ذلك إلى الملائكة لتمتَثِلَهُ كما قال تعالى (( فيها يفرق كل أمر حكيم ))
وقال ابن عباس حبر هذه الأمة رضي الله عنه أنه يكتب في ليلة القدر ما يكون في السنة
من موت وحياة ورزق ومطر وشيء حتى الحجاج يحج فلان ويحج فلان.
وروي عن أمنا عائشة رضي الله عنها نحو هذا القول أيضا.
قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء سميت ليلة القدر لما تكتب فيها الملائكة من الأقدار.

*لكن أخي في الله إن تقدير الله لا يحدث في تلك الليلة، إذ أن الله تعالى قد قدر المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض
وإنما المراد من ذلك هو إظهار تلك المقادير للملائكة في تلك الليلة بأن يكتبها في اللوح المحفوظ.

-القول الثاني: قال الإمام الزهري رحمه الله: ليلة القدر ليلة العظمة والشرف
من قولهم لفلان قدر عند فلان أي منزلة وشرفا والدليل على ذلك قوله تعالى: (( ليلة القدر خير من ألف شهر ))

-القول الثالث: سميت بذلك لأنها تكسب من أحياها قدرا عظيما لم يكن له قبل ذلك وتزيده شرفا عند الله تعالى.

-القول الرابع: لأن العمل فيها له قدر عظيم.

-القول الخامس: نقل عن العالم اللغوي الخليل بن أحمد أنه قال:
القدر هو الضيق لأنها ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون .

-القول السادس: سميت بذلك لأن القدر بمعنى التعظيم كقوله تعالى: "وما قدروا الله حق قدره"
أي أن لها قدرا عظيما لنزول القرآن فيها...ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله

-القول السابع: سميت بذلك لأن للطاعات فيها قدرا عظيما وثوابا جزيلا..أنظر تفسير الإمام القرطبي رحمه الله.

-القول الثامن سميت بذلك لأن من لم يكن له قدر يصبح له قدرا إن أحيا هاته الليلة.(تفسير القرطبي)

-القول التاسع: سميت لذلك لأنه أنزل فيها كتابا ذا قدر على رسول ذا قدر على أمة ذات قدر (تفسير القرطبي).

-القول العاشر: سميت بذلك لأنه ينزل فيها ملائكة ذو قدر.

-القول الحادي عشر: سميت بذلك لأن الله ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة.

-القول الثاني عشر: لأن الله تعالى قدر فيها الرحمة على المؤمنين. وقد ذهب إلى هذا الإمام سهل رحمه الله تعالى.


يتبع بمشيئة الله ….فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من مواضع وتجميع الاخ عيون الليل

فجزاه الله عنا خير
 
التعديل الأخير:
رد: طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

رد: طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

جزاك الله خيراً​
 
رد: طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

رد: طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تابع لما سبق

3-تفسير سورة القدر



ليلة القدر ليلة عظيمة وشريفة تدل على ذلك أن الله تعالى أنزل في فضلها سورة تتلى إلى يوم القيامة
هي سورة القدر. ولذلك فإنه يستحسن بنا أن نقف معا وقفة ولو قصيرة نذكر فيها ما قاله المفسرون في هاته السورة.

قال الله تعالى:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم:

(( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )) (سورة القدر)

قال المفسرون: إن الضمير في أنزلناه عائد على القرآن الكريم وإن لم يتقدم ذكره لدلالة المعنى عليه
كما قال تعالى (( كل من عليها فان )) فلم يتقدم ذكر الأرض فيها.
وقوله تعالى (( إنا أنزلناه )) أي القرآن المقروء .وإنا مستعمل للجمع والتعظيم

قال الإمام التابعي الشعبي رحمه الله تعالى:إنا ابتدأنا إنزال هذا القرآن إليك في ليلة القدر.

(( ليلة القدر خير من الف شهر )) أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
إذ أن الأوقات تفضل بعضها على بعض بما يكون فيها من الخير والنفع.

(( تنزل الملائكة والروح فيها ))

أي يكثر تنزل الملائكة في هاته الليلة لكثرة بركتها والملائكة يتنزلون مع تنزيل البركة والرحمة
كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له.
وأما الروح، فقد اختلف في المراد به، فقيل المراد بالروح هنا جبريل عليه السلام، وقيل صنف من الملائكة ..فالله أعلم

أما قوله (( من كل أمر ))أي من أجل كل أمر من الأمور التي قضي الله بها في تلك السنة
وقيل إن من بمعنى حرف اللام أي لكل أمر وقيل بمعنى حرف الباء أي بكل أمر.

(( سلام هي )) أي ما هي إلا سلامة وخير كلها لا شر فيها. قيل أيضا أن الملائكة تسلم على كل مؤمن لقيته.

قال الإمام التابعي مجاهد رحمه الله هي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوء ولا أذى.

(( حتى مطلع الفجر )) قال ابن عباس رضي الله عنه أي من غروب الشمس إلى مطلع الفجر.

وبذلك فإن من السورة يمكن استنباط الفضائل التالية:
-أن الله أنزل فيها القرآن الذي به هداية الإنسانية وسعادتهم.
-تعظيم وتشريف ليلة القدر ودلالة ذلك قوله تعالى (( وما أدراك ما ليلة القدر ))
-أنها خير من ألف شهر وأن الملائكة يتنزلون فيها وهم لا يتنزلون إلا بالخير والرحمة والبركة.
-أنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل
-ان الله أنزل سورة كاملة في فضلها تتلى إلى يوم القيامة


4-فوائد جليلة في فضل ليلة القدر والليل بصفة عامة:
-في قوله تعالى (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ))
فيه دليل على فضل الليل على النهار وذلك لأن إنزال القرآن كان في الليل دون النهار
وأيضا إن الليل راحة والراحة من الجنة والنهار تعب والتعب من النار.
-والليل حظ الفراش والنهار حظ اللباس.
-أيضا فقد أنزل الله سورة الليل ولم ينزل سورة النهار. كما قدم الله الليل على النهار في أكثر الآيات كقوله
(( وجعلنا الليل والنهار آيتين ))
-ليالي الشهر سابقة على أيامه وفي الليل ساعة استجابة يتنزل فيها الملك الجبار إلى السماء الدنيا
كما ورد ذلك في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(( ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول:
من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ))

-لا توجد في الليل ساعة مكروه فيها الصلاة بخلاف النهار
-في الليل التهجد و الاستغفار بالأسحار، وهو أفضل من صلاة و استغفار النهار،و
وهو أصح لتلاوة الذكر لقوله تعالى (( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ))

-وقع في الليل الإسراء والمعراج


5-كيفية إنزال القرآن:
اختلف العلماء في كيفية إنزال القرآن على عدة أقوال نجملها فيما يلي:
-القول الأول: أنه نزل –أي القرآن- إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة
ثم نزل بعد ذلك منجما في عشرين سنة أو في ثلاث وعشرين سنة أو في ثلاث وعشرين
أو خمس وعشرين على حسب الاختلاف في مدة إقامته بمكة بعد النبوة
(أنظر البداية والنهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله).

-القول الثاني: أنه أنزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قدر من عشرين سنة
وقيل في ثلاث وعشرين ليلة قدر من ثلاث وعشرين سنة وقيل خمس وعشرين ليلة قدر من خمس وعشرين سنة
في كل ليلة ما يقدر الله سبحانه إنزاله في كل سنة
ثم ينزل بعد ذلك منجما في جميع السنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

-القول الثالث: أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجما في أوقات مختلفة من سائر الأوقات.

-القول الرابع: أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة، وأن الحفظة نجمته على جبريل عليه السلام في عشرين ليلة
وجبريل نجمه على المصطفى صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة.

إلا أن القول الأول هو المشهور بين أهل العلم وهو الصواب إن شاء الله لقوله تعالى: (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ))
فدلت هذه الآية أن القرآن أنزل جملة واحدة في تلك الليلة.

وصل اللهم وسلم على النبي محمد

يتبع بإذن الله
 
رد: طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

رد: طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

نسال الله أن يبلغنا وإياكم لليلة القدر ونحن في احسن حال
بارك الله فيكِ اختنا البتول ومبارك عليكِ رمضان
 
رد: طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

رد: طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

بارك الله بكم .
اللهم بلغنا ليلة القدر.
 
رد: طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

رد: طلائع الفجر في فضائل ليلة القدر (1), تعريف ليلة القدر وسبب تسميتها بذلك

اختي العزيزه

البتـــــــول2

جزاك الباري الجنه وبلغنا

وإياك ليلة القدر واعاننا على

قيامها ايماناً واحتسابا..

حفظك الله وبارك فيك .
 

عودة
أعلى