التصفح للزوار محدود

وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

***أنواع الانساك :


وهي ثلاثــــة أنواع :


أحدها : التمتع وهو أفضلها ، وهو الذي تقول فيه لبيك اللهم بعمرة ، وصفته أنك تأتي بعمرة كاملة وتتحلل منها ، تماما كما لو ذهبت إلى عمرة في غير أشهر الحج ، ثم تبقى غير محرم ، حتى إذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة ، تحرم بالحج وتذهب إلى منى ، وعلى المتمتع ـ إن كان من غير حاضري المسجد الحرام أي من غير ساكني مكة أو حدود الحرم ـ أن يذبح هديا كم سيأتي بيانه .

والثاني : الإفراد ، وهو الذي تقول فيه لبيك اللهم بحج ، وهو أن تنوي الحج مفردا ليس معه عمرة ، وفي هذه الحالة تبقى على إحرامك حتى تتحلل يوم النحر كما سيأتي بيانه .

والثالث القران : وهو الذي تقول فيه لبيك اللهم بعمرة وحج، ولافرق بين الإفراد والقران في أعمال الحج ، وإنما يفترقان في أمرين :

أحدهما: النية ، فالقارن ينوى الحج مع العمرة ، إن طاف نوى أن يكون طوافه طواف حج وفي نفس الوقت هو طواف عمرة ، وإن سعى نوى بسعيه سعي حج وهو في نفس الوقت سعي عمرة ، كما ينوي داخل المسجد تحيته وركعتي الفجر في نفس الوقت على سبيل المثال .

الثاني : أن القارن عليه هدي ، والمفرد لاهدي عليه .

فإن اخترت أحد هذه الانساك ، ولبيت به ، فإن كنت مريضا أو تخشى من حدوث طارئ يمنعك من إتمام الحج ، فاشترط قائلا ( لبيك اللهم بعمرة ــ أو حج أو عمرة وحج ــ ومحلي حيث حبستني ) لقوله صلى الله عليه وسلم لضباعـة بنت الزبير( حجي واشترطي وقولي : اللهم إن محلي حيث حبستني ) متفق عليه .

وفائدة هذا الشرط أنك إذا حال بينك وبين إتمام الحج عذر شرعي ، خارج عن إرادتك ، مثل مرض أقعدك عن إتمام الحج ، أو حادث سيارة على سبيل المثال ، أو منعك مانع من إتمامه بعدما دخلت في الإحرام ، فإنك تتحلل من إحرامك وتلبس ثيابك ولاشيء عليك ، وترجع إلى بلدك ، حتى يتيسر لك الحج مرة أخرى .

والدليل على أن الحاج مخير بين الانساك الثلاثة قول عائشة رضي الله عنها ( فمنا من أهل بعمرة ومنا من أهل بحج ومنا من أهل بهما ) متفق عليه .

والدليل على أفضلية التمتع أمر النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه بذلك ، وقوله (لولا أني سقت الهدي لفعلت مثل ما آمركم به ) متفق عليه من حديث جابر رضي الله عنهما .

وكان صلى الله عليه وسلم قارنا ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتاني آت من ربي ، فقال صل في هذا الوادي المبارك ، وقل عمرة في حجة ) رواه احمد والبخاري وغيرهما .

وذلك أنه كان قد ساق الهدي معه ــ أي جاء به معه من خارج الحرم والهدي هي الأنعام التي تجلب للحرم ، سميت بذلك لأنها تهدى إلى الحرم لفقرائه ــ فمنعه ذلك من أن يكون متمتعا ، وكذلك يستحب لمن جاء بهديه من خارج الحرم أن يكون قارنا .

والأفضل لمن حج مفردا أو قارنا أن يتحلل بعد طواف القدوم والسعي وينوي أن ما فعله عمرة ، ويتحول إلى التمتع لان النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بذلك متفق عليه


الشيخ حامد العلي


مســائل تتعلـق بالأنســاك الثلاثـــــة




1) الأنساك ثلاثة : القِران - التمتع - الإفراد . ويختار منها ما يشاء ، وأفضلها على الصحيح التمتع .

2) كيف كان التمتع أفضل من القِران ، وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم قارناً ؟

الجواب : لأمره بالتمتع ، وأمره بالتمتع ليس خاصاً بالصحابة - رضي الله عنهم - ، بل لعموم الأمة .

3) القِران : أن يُحْرِم بالعمرة والحج معاً .

4) التمتع : أن يُحْرِم بالعمرة في أشهر الحج ، ويفرغ منها ، ثم يُحْرِمُ بالحج في عامه .

5) الإفراد : أن يُحْرِم من الميقات بالحج فقط ، ويبقى على إحرامه حتى يؤدي أعمال الحج .

6) ما الفرق بين القارن والمفرد ؟ لا فرق بينهما إلا في شيء واحد، وهو :

أن القارن عليه هدي ، والمفرد لا هدي عليه .

7) قد يكون القارن والمفرد سواء إذا كان القارن من أهل مكة ؛ لأن أهل مكة لا هدي عليهم قال تعالى :

(( ... ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) 196البقرة .

8) إذا أحرم بالحج مطلقاً ولم يختر نسكاً ؟ المختار له التمتع ؛ لأنه الأفضل ،

ولأمر النبي صلى الله عليه وسلم به ، إلا أن يكون معه الهدي فيكون قارناً .

9) يصح أن يُحْرِم الإنسان بنسك يشبه نسك صاحبه ( أن يقول لبيك مثل حج فلان)

كما فعل علي - رضي الله عنه - مع النبي صلى الله عليه وسلم (البخاري 1558 ، مسلم 1216) .

10) من أحرمت بالحج متمتعة وحاضت ، ولم تطهر إلا بعد عرفة ، نوت القِران وتصنع كما

يصنع الحاج إلا أنها لا تطوف بالبيت كفعل عائشة - رضي الله عنها -


بأمر النبي صلى الله عليه وسلم : (( ... فافعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري )) (البخاري305، مسلم 120) ..



لفضيلة شـيخنا الشيخ خالـد بن عبد العزيز الهويسـين - حفظه الله-
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

صفة العمرة

راجعها فضيلة الشيخ العلامة

عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ( حفظه الله )



111111.jpg





1.jpg







الإحرام :



الإحرام هو نية الدخول في العمرة



.
يستحب أن يتلفظ المعتمر بقول ( لبيك عمرة ) عند إحرامه.
يُحرم الذكر في إزار ورداء من غير المخيط [ أي غير المفصل على مقدار العضو , كالفنيلة والشراب والسروال ...الخ ] ويستحب أن يكون أبيضين . [كما في الصورة ]
يستحب الاغتسال والطيب والتنظف قبل عقد نية الإحرام .
ليس للإحرام ركعتان تسميان ( ركعتي الإحرام ) لكن لو صادف وقت حضور صلاة فريضة فأنه يحرم بعدها لفعله صلى الله عليه وسلم .
تسن التلبية بعد الإحرام وهي قول ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ,إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). ويرفع بها الرجال أصواتهم , أما النساء فيخفض أصواتهن بها . ويتوقف المعتمر عند التلبية عند ابتدائه الطواف .
يجوز خلع لباس الإحرام وتغييره إذا اتسخ مثلاًََ , ويجوز للمحرم لبس الإحرام في بيته قبل سفره ولكن لا يعقد نية الإحرام إلا عند الميقات .
ليس للمرأة لباس معين للإحرام كالأسود أو الأخضر كما يعتقد البعض .
لا يجوز للمرأة المحرمة أن تلبس القفازين أو النقاب لأنهما مفصلان على مقدار العضو لقوله صلى الله عليه وسلم (لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين) رواه البخاري .
ولكنها تستر وجهها ويديها عن الأجانب بغير القفازين والنقاب



.
2-1.jpg




2-2.jpg





الطواف :



الطواف سبعة أشواط على الكعبة يبدأ كل شوط من أمام الحجر الأسود وينتهي به .
يجعل المعتمر الكعبة عن يساره أثناء طوافه .
يسن أن يرمل المعتمر في الأشواط الثلاثة الأولى , والرَمَل هو مسارعة المشي مع تقارب الخطوات .
يسن أن يضطبع المعتمر في طوافه كله , والاضطباع هو أن يجعل وسط ردائه تحت كتفه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر [كما في الصورة]
يزيل المعتمر الاضطباع إذا فرغ من طوافه .
يسن لمن يطوف أن يستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده ) ويقبله عند مروره به , فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها , فإن لم يستطع استلمه بشيء معه ( كالعصا وما شابهها ) وقَبَّل ذلك الشيء , فإن لم يستطع أشار إليه بيده ولا يقبلها [كما في الصورة]
يسن لمن يطوف أن يستلم الركن اليماني بيده ولا يقبله , فإن لم يستطع استلامه بسبب الزحام لم يشر إليه .
يسن لمن يطوف أن يكبر عند استلامه للحجر الأسود أو عند الإشارة إليه [كما في الصورة]
لا يشرع لمن يطوف أن يقبل أو يستلم أو يشير إلى الركنين الشاميين لأنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك بهما.
يسن لمن يطوف أن يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ).
ليس هناك ذكر أو دعاء خاص بكل شوط من أشواط الطواف كما يعتقد البعض . بل يجوز أن يقرأ المسلم القرآن في طوافه ,أو يقول ما شاء من الأدعية النبوية الصحيحة .
تشترط الطهارة للطواف .أما إذا انتقض وضوء المسلم وهو يطوف فإنه يتوضأ ثم يعيد الطواف كله من جديد .
إذا أقيمت صلاة الفريضة وهو يطوف فإنه يصليها مع المسلمين ثم يكمل ما بقي من طوافه .
لا يجوز للمرأة الحائض أن تطوف حتى تطهر من حيضها .
يجوز للمرأة أن تأكل حبوباً تؤخر الحيض عنها حتى تتم عمرتها بشرط أن لا تكون مضرة بصحتها .
من شك في عدد أشواط الطواف التي طافها فإنه يرجح الأقل , ثم يكمل .



3.jpg








الصلاة عند المقام :



يسن للمعتمر عند توجهه للصلاة عند المقام أن يتلو قوله تعالى (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )
يسن أن يصلي المعتمر ركعتين خلف المقام بعد طوافه , يقرأ في الركعة الأولى سورة ( قل يا أيها الكافرون ) وفي الركعة الثانية سورة ( قل هو الله أحد ) .
إذا لم يستطع أن يصلي الركعتين خلف المقام بسبب الزحام فإنه يصليها في مكان آخر من المسجد الحرام .
يسن عند فراغه من الركعتين أن يشرب من ماء زمزم ثم يذهب ليستلم الحجر الأسود إذا استطاع ذلك . ثم يتجه إلى الصفا ليبدأ سعيه.





44.jpg






السعي :




السعي سبعة أشواط بين الصفا والمروة يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة [ كما في الصورة ]
يسن عند قربه من الصفا في بداية الشوط الأول أن يقرأ قوله تعالى إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) ثم يقول بعدها ( أبدأ بما بدأ الله به ) ولا يقول هذا إلا في بداية الشوط الأول من السعي .
يسن أن يرقى المعتمر على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه كما يرفعها عند الدعاء قائلاً ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ) ثم يدعو بما شاء من الدعاء ثم يعيد الذكر السابق , ثم يدعو بما شاء , ثم يعيد الذكر السابق مرة ثالثة , ثم يسعى إلى المروة .

ويسن أن يرفع صوته بالتكبير والذكر السابق ويُسر صوته بالدعاء .
يفعل المعتمر على المروة مثلما فعل على الصفا من التكبير (3مرات ) والذكر السابق (3 مرات ) والدعاء بين الأذكار (مرتين ) مع رفع يديه متوجهاً للكعبة [كما في الصورة ]
يسن إذا وصل الساعي بين العلمين الأخضرين أن يُسرع في المشي بشرط أن لا يضايق غيره من الساعين , أما في بقية المسعى فإنه يمشي مشياً عادياً.
لا يشترط أن يرقى الساعي على أعلى الصفا والمروة , بل لو لمست رجلاه بداية ارتفاعها فهو جائز , ولكن السنة كما سبق أن يرقى عليهما حتى يرى الكعبة إن استطاع .
لا تشترط الطهارة للسعي , فلو سعى وهو غير متوضىء جاز ذلك , ولكن الأفضل أن يكون على وضوء .
لا يوجد ذكر أو دعاء خاص بالسعي , فلو قرأ القرآن أو ذكر الله أودعاه بما يتيسر فهو جائز .
إذا أقيمت الصلاة وهو يسعى فإنه يصلي مع الجماعة في المسعى ثم يكمل سعيه .
لا يضطبع المعتمر أثناء السعي بل يكون إحرامه على كتفيه .
يجب على المعتمر غض بصره عن ما قد يفسد عمرته .



5.jpg








حلق الشعر أو تقصيره :


حلق شعر الرأس أو تقصيره من واجبات العمرة .
حلق شعر الرأس أفضل من تقصيره . لأنه صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثاً ودعا للمقصرين مرة واحدة .
يجب أن يستوعب التقصير جميع أنحاء الرأس ، فلا يكفي أن يقصر جهة ويترك أخرى .
لا يجوز للمرأة أن تحلق شعر رأسها لقوله صلى الله عليه وسلم : (( ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير )) صحيح أبي داود (174) ولكن تقصره ، وذلك بأن تقص من كل ضفيرة من شعرها قدر رأس الأصبع .
بعد الحلق أو التقصير يتحلل المعتمر من إحرامه وبه تنتهي عمرته .
إذا نسي المعتمر أن يحلق شعر رأسه أو يقصره ثم خلع إحرامه فانه متى تذكر ذلك ولو في بلده فانه يلبس إحرامه ويحلق شعر رأسه أو يقصره ، ولا شيء عليه لأنه ناسي والله أعلم .







صيد الفوائد


http://www.saaid.net/rasael/omrah/index.htm

--------------------
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أود الحصول على ثلاث مصاحف بلغة بريل الخاصة بالمعاقين بصريا...
ولكم مني جزيل الشكر
بارك الله فيكم ونفع بكم
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أود الحصول على ثلاث مصاحف بلغة بريل الخاصة بالمعاقين بصريا...
ولكم مني جزيل الشكر
بارك الله فيكم ونفع بكم

كنت أتمني إني استطيع اساعدك

ربنا ييسر لك الامور

ولكن هل هذه النسخ على النت نستطيع ان نأتي بها ونبحث معك

هل ممكن تجدها في مكتبة الاسكندرية الالكترونية مثلا ؟؟؟
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

يوم التروية الثامن من ذي الحجة، هو أحد أيام العشر الفاضلة، التي أقسم بها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم إذ قال: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (سورة الفجر:1-2)، والعمل فيها أفضل من العمل في غيرها، كما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما العمل في أيام أفضل منها في هذه)) (يعني عشر ذي الحجة)، قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ((ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه، وماله فلم يرجع بشيء)) رواه البخاري برقم (916). وفي هذا اليوم يبدأ الحجاج بالاستعداد لهذا النسك العظيم ، ويتأهبون فيه للوقوف غداً بين يدي الله الكريم، في يوم المغفرة والمباهاة والعتق من النيران.



معنى يوم التروية


معنى التروية ذكرها صاحب المصباح المنير، قال: "ويوم التروية ثامن ذي الحجة من ذلك؛ لأن الماء كان قليلاً بمنى فكانوا يرتوون من الماء لمِا بعد، وروى البعير الماء يرويه، من باب: رمى حمله فهو راوية، الهاء فيه للمبالغة، ثم أطلقت الراوية على كل دابة يستقى الماء عليها، ومنه يقال: رويت الحديث إذا حملته، ونقلته، ويُعدَّى بالتضعيف، فيقال: رويت زيداً الحديث، ويبنى للمفعول فيقال: روينا الحديث"[1]، فهذا سبب لتسميته بيوم التروية وهو قوي، وهناك سبب آخر يذكره بعضهم، يقول مصطفى السيوطي الرحيباني الحنبلي رحمه الله: "سمي الثامن بذلك ، لأنهم كانوا يتروون فيه الماء لما بعده، أو لأن إبراهيم أصبح يتروى فيه في أمر الرؤيا"[2].



أعمال يوم التروية:


1- إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة استحب للذين أحلوا بعد العمرة, وهم المتمتعون أو من فسخوا إحرامهم إلى عمرة من القارنين والمفردين، أن يحرموا بالحج ضحى من مساكنهم, وكذلك من أراد الحج من أهل مكة. أما القارن والمفرد الذين لم يحلوا من إحرامهم فهم باقون على إحرامهم الأول.

لقول جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: "فحل الناس كلهم وقصروا, إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي, فلما كان يوم التروية, توجهوا إلى منى , فأهلوا بالحج" مسلم (2137)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "فإذا كان يوم التروية أحرم وأهلّ بالحج، فيفعل كما فعل عند الميقات، وإن شاء أحرم من مكة، وإن شاء من خارج مكة هذا هو الصواب، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إنما أحرموا كما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم من البطحاء، والسُّنّة أن يحرم من الموضع الذي هو نازل فيه، وكذلك المكي يحرم من أهله"[3]،

2- يستحب لمن يريد الإحرام الاغتسال, والتنظف, والتطيب, وأن يفعل ما فعل عند إحرامه من الميقات.

3- ينوي الحج بقلبه ويلبي قائلاً: لبيك حجاً، وإن كان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط، فقال: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، وإذا كان حاجاً عن غيره نوى بقلبه الحج عن غيره، ثم قال: لبيك حجاً عن فلان, أو عن فلانة, أو عن أم فلان إن كانت أنثى, ثم يستمر في التلبية " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك "، وإن زاد: لبيك إله الحق لبيك، فحسن لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.

4- يستحب للحجاج التوجه إلى منى ضحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية.

5- يصلي الحاج بمنى الظهر, والعصر, والمغرب, والعشاء, وفجر التاسع قصراً بلا جمع، إلا المغرب والفجر فلا يقصران؛ لقول جابر رضي الله عنه: (وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى, فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر, ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس) رواه مسلم (2137). ويقصر الحجاج من أهل مكة الصلاة بمنى، فلا فرق بينهم وبين غيرهم من الحجاج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس من أهل مكة وغيرهم قصراً ولم يأمرهم بالإتمام, ولو كان واجبا عليهم لبينه لهم.

6- يستحب للحاج أن يبيت بمنى ليلة عرفة; لفعله صلى الله عليه وسلم. فإذا صلى فجر اليوم التاسع مكث حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت سار من منى إلى عرفات ملبياً أو مكبراً; لقول أنس رضي الله عنه: "كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه" رواه البخاري (1549) بلفظه، ومسلم (2254)، وقد أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك, لكن الأفضل لزوم التلبية; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لازمها.

7- ماتم ذكره من أعمال اليوم الثامن يسن للحاج فعلها تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم، وليست واجبة ، فلو قدم إلى عرفة يوم التاسع مباشرة جاز ، لكن لابد أن يقف بعرفة محرماً ، سواء أحرم يوم الثامن أو قبله أو بعده. قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:"ثم يخرج إلى منى من كان بمكة محرماً يوم التروية, والأفضل أن يكون خروجه قبل الزوال, فيصلي بها الظهر وبقية الأوقات إلى الفجر, ويبيت ليلة التاسع, لقول جابر رضي الله عنه: (وركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منى, فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر, ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس) رواه مسلم (2137), وليس ذلك واجباً بل سنة, وكذلك الإحرام يوم التروية ليس واجباً, فلو أحرم بالحج قبله أو بعده, جاز ذلك، وهذا المبيت بمنى ليلة التاسع, وأداء الصلوات الخمس فيها سنة, وليس بواجب"[4].

اللهم اهدنا وسددنا، وألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا، و الحمد لله رب العالمين.

موقع مناسك




http://www.mnask.com/articles/22
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

14 ) أخطاء تقع في يوم التروية




ومن الأخطاء التي تقع من بعض الحجاج في منى يوم التروية:


الأول:
بعض الناس لا يجهر بالتلبية مع مشروعية الجهر بها ، فتمر بك أفواج الحجاج، ولا تكاد تسمع واحدا يلبي، وهذا خلاف السنة، وخلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، فالسنة للإنسان في التلبية أن يجهر بها وأن يرفع صوته بذلك، ما لم يشق عليه، وليعلم أنه لا يسمعه شيء من حجر أو مدر، إلا شهد له يوم القيامة عند الله سبحانه وتعالى.




الثاني:
بعض الحجاج يذهب رأسا إلى عرفة ولا يبيت في منى، وهذا وإن كان جائزا- لأن المبيت في منى ليس بواجب- لكن الأفضل للإنسان أن يتبع السنة التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحيث ينزل في منى من ضحى اليوم الثامن، إلى أن تطلع الشمس من اليوم التاسع، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، وقال: لتأخذوا عني مناسككم . لكنه لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه، لحديث عروة بن المضرس أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر يوم العيد في مزدلفة وقال: يا رسول الله، أكللت راحلتي وأتعبت نفسي، فلم أر جبلا إلا وقفت عنده- يعني: فهل لي من حج؟- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلا أو نهارا فقدتم حجه وقضى تفثه . ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم المبيت بمنى ليلة التاسع، وهذا يدل على أنه ليس بواجب.




الثالث:
بعض الناس يقصر ويجمع في منى ، فيجمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، وهذا خلاف السنة، فإن المشروع للناس في منى أن يقصروا الصلاة بدون جمع، هكذا جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان الجمع جائزا؛ لأنه في سفر، والمسافر يجوز له الجمع حالا وسائرا؛ لكن الأفضل لمن كان حالا ونازلا من المسافرين، الأفضل ألا يجمع إلا لسبب، ولا سبب يقتضي الجمع في منى، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجمع في منى، ولكن يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، فيصلي الظهر ركعتين في وقتها، والعصر في وقتها، وهكذا في بقية الصلوات.



موقع الإسلام الدعوي والإرشادي



http://hajj.al-islam.com/Page.aspx?pageid=...66&TOCID=26
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

ما يباح للمحرم

1- يجوز للمحرم وغير المحرم أن يقتل الفواسق المؤذية في الحل والحرم فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم العقرب والحدأة والغراب والفأرة والكلب العقور . وفي رواية لمسلم : . . . والحية .

2- إذا لم يجد المحرم إزارا جاز له لبس السراويل , وإذا لم يجد نعلين جاز له لبس الخفين ; لحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين .

3- لا حرج على المحرم في لبس الخفاف التي ساقها أسفل من الكعبين : لكونها من جنس النعلين .

4- لا حرج على المحرم أن يغتسل للتبرد , ويغسل رأسه ويحكه برفق وسهولة إذا احتاج إلى ذلك .

5- للمحرم أن يغسل ثيابه , التي أحرم فيها من وسخ ونحوه , ويجوز له إبدالها بغيرها إذا كانت الثياب الثانية مما يجوز للمحرم لبسه .

6- لا بأس بوضع النظارة الشمسية أو الطبية على العينين .

7- لا بأس بربط الساعة على المعصم أو لبسها في اليد .

8- لا بأس بالحجامة إذا احتاج إليها المحرم ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم : احتجم وهو محرم

9- لا بأس بالاستظلال بالمظلة أو الشمسية , أو بسقف السيارة , وبالخيمة والشجرة ونحو ذلك مما لا يكون ملاصقا للرأس . فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه ظلل عليه بثوب حين رمى جمرة العقبة ضحى .

10- لا حرج بعقد الإزار وربطه بخيط ونحوه لعدم الدليل المقتضي للمنع .

11- يباح للمرأة من المخيط ما شاءت من الثياب وغيرها من كل ما أباحه الله لها , إلا أنها لا تلبس النقاب والبرقع ولا القفازين , وإذا احتاجت إلى أن تضع خمارها على وجهها فلا حرج عليها , بل ينبغي لها أن تسدل خمارها على وجهها من على رأسها إذا قابلت الرجال الأجانب ولا حرج عليها في لبس الخفين , والشراب , والسراويل كما تقدم .

12- لا حرج في شد ما يحفظ المال على الوسط ولا حرج في استخدامه لربط الإزار كذلك .

13- لا حرج في أن يخيط المحرم الشقوق في إزاره أو ردائه , أو يرقع ذلك , وإنما الممنوع هو ما فصل على هيئة العضو أو البدن .



موقع الحج والعمرة

http://www.tohajj.com/Display.asp?f=mor00012.htm
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

جزاك الله الخير كله
وفي ميزان حسناتك ,,,,
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

جزاك الله الخير كله
وفي ميزان حسناتك ,,,,

شكراً لكِ بقايا الامل

وجزانا الله وإياكِ
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

16 ) الحج عرفة

محمد صفوت نور الدين

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحج عرفة " (1) الحديث أخرجه أحمد فى مسنده ورواه أبو داود والترمزى والنسائى وابن ماجه فى السنن .. كما رواه ابن حبان والحاكم وصححاه من رواية عبد الرحمن بن يعمر الديلى (2) : أن ناساً من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة فسألوه فأمر منادياً فنادى الحج عرفة .. من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج ، أيام منى ثلاثة ، فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه ، وفى لفظ لأبى داود : الحج الحج يوم عرفة وفى رواية لأحمد : الحج حج عرفة .

قال الترمزى : والعمل على حديث عبد الرحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، أنه من لم يقف بعرفات قبل طلوع الفجر فقد فاته الحج ، ولا يجزىء عنه إن جاء بعد طلوع الفجر ، ويجعلها عمرة وعليه الحج من قابل ، وعن وكيع قال : هذا الحديث أم المناسك .

وقوله صلى الله عليه وسلم : " الحج عرفة " قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام : تقديره : إدراك الحج وقوف عرفة ، قال القارى : أى ملاك الحج ومعظم أركانه : وقوف عرفة ، لأنه يفوت بفواته .

أى : أن من أدرك عرفة ليلة مزدلفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج فلم يفته ، وأمن الفساد ، وعليه أن يتم أعمال الحج بعد ذلك ، والحديث دال على أن من لم يدرك عرفة قبل طلوع الفجر من يوم النحر فإنه لا حج له ، وعليه أن يتم عمرة ليتحلل من إحرامه ويحج من قابل .


العبد يعتق والصبى يحتلم والصبية تحيض بمزدلفة :


معلوم أن الحج فرض على المسلم البالغ الحر فإن حج العبد ثم أعتق أو الصبى ثم بلغ فلا تجزئه عن حجة الإسلام .
قال القرطبى : إذا أعتق العبد أو بلغ الصبى وهو محرم قبل عرفة أجزأته عن حجة الإسلام . ولو أعتق بمزدلفة وبلغ الصبى بها فرجعا إلى عرفة بعد العتق والبلوغ فأدركا الوقوف بها قبل طلوع الفجر أجزأت عنهما من حجة الإسلام ولم يكن عليهما دم .

قال الشنقيطى فى أضواء البيان : والحاصل أن الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج إجماعاً ، وأن من جمع بين الليل والنهار من بعد الزوال فوقوفه تام إجماعاً . وإن اقتصر على الليل دون النهار فوقوفه تام ولا دم عليه عند الجمهور ، خلافاً للمالكية القائلين بلزوم الدم . وإن من اقتصر على النهار دون الليل لم يصح وقوفه عند المالكية ، وحجه صحيح عند الجمهور ، وهو الصحيح فى مذهب أحمد ، وإن كان أحمد وأبو حنيفة قالا : يلزم الدم .

أما من اقتصر فى وقوفه على الليل دون النهار ، أو النهار من بعد الزوال دون الليل ، فأظهر الأقوال فيه دليلاً : عدم لزوم الدم . أما المقتصر على الليل فلحديث عبد الرحمن بن يعمر المذكور فى رأس المقال . حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم : " فقد أدرك الحج " فهذا نص صريح على المقتصر على الليل وقوفاً ، ولا يدل على لزوم الدم ، وليس له معارض ، وعليه جمهور أهل العلم .

أما من اقتصر فى وقوفه على النهار دون الليل فلحديث عروة بن المضرس الطائى قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت : يا رسول الله إنى جئت من جبلى طىء أكللت راحلتى وأتعبت نفسى والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه فهل لى من حج ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى نرفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه وقضى تفثه " والحديث أخرجه أحمد وأصحاب الشنن والدارمى ، وهو صحيح ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " فقد تم حجه " ظاهر فى عدم لزوم الجبر بالدم . وإن خالف فى ذلك المالكية . أما من وقف نهاراً قبل الزوال ، فظاهر فعل النبى صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده يبين المقصود من النهار وأنه بعد الزوال ، وهذا هو الأرجح والأحوط عند أهل العلم .

ولابن القيم فى زاد المعاد كلام نفيس حول وقوف النبى صلى الله عليه وسلم يوم عرفة بعرفة نسوق هنا بعضه ، قال : وموضع خطبته لم يكن من الموقف ، فإنه خطب (4) بُعرنة وليست من الموقف ، وهو صلى الله عليه وسلم نزل بنمرة ، وخطب بُعرنة ، ووقف بعرفة ، وخطب خطبة واحدة ، ولم تكن خطبتين جلس بينهما . فلما أتمها أمر بلالاً فأذن ، ثم أقام للصلاة فصلى الظهر ركعتين أسر فيهما بالقراءة ، وكان يوم الجمعة فدل على أن المسافر لا يلزمه الجمعه ، ثم أقام فصلى صلاة العصر ركعتين أيضاً ، ومعه أهل مكة ، وصلوا بصلاته قصراً وجمعاً بلا ريب ، ولم يأمرهم بالإتمام ولا بترك الجمع . ومن قال : إنه قال لهم : " أتموا الصلاة فإنا قوم سَفر " فقد غلط فيه غلطاً بيناً ، ووهم هما قبيحاً وإنما قال لهم ذلك فى غزوة الفتح بجوف مكة حيث كانوا فى ديارهم مقيمين . ولهذا كان أصح أقوال العلماء ، أن أهل مكة يقصرون ويجمعون بعرفة كما فعلوا مع النبى صلى الله عليه وسلم ، وهذا أوضح دليل على أن سفر القصر لا يتحدد بمسافة معلومة ولا بأيام معلومة ولا تأثير للنسك فى قصر الصلاة البتة .

وإنما التأثير لما جعله الله سبباً وهو السفر ، هذا مقتضى السنة ، ولا وجه لما ذهب إليه المحددون . فلما فرغ من صلاته ركب حتى أتى الموقف ، فوقف فى ذيل الجبل عند الصخرات ، واستقبل القبلة وجعل جبل المشاة بين يديه ، وكان على بعيره فأخذ فى الدعاء والتضرع والابتهال إلى غروب الشمس ، وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرنه . وأخبر أن عرفة لا تختص بموقفه ذلك بل قال : " وقفت هنا وعرفة كلها موقف


صعود جبل الرحمة من بدع الحج :


قال الشنقيطى فى أضواء البيان : اعلم أن الصعود على جبل الرحمة الذى يفعله كثير من العوام لا أصل له ، ولا فضيلة فيه لأنه لم يرد فى خصوصه شىء بل هو كسائر أرض عرفة ، عرفة كلها موقف ، وكل أرضها سواء إلا موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فالوقوف فيه أفضل من غيره .
ومسجد نمرة كان فى عُرنة ، ولم يكن فيه من عرفة شىء ، واليوم قد اتسع المسجد فصار جزء منه فى عرفة يجزىء الوقوف فيه ، وبقيته فى بطن عُرنة لا يجزىء الوقوف فيه لمن لم يدخل إلى عرفة على التفصيل السابق .


صوم يوم عرفة :


فى الحديث عند مسلم عن أبى قتادة رضى الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة قال : " يكفر السنة الماضية والباقية ".
قال المنذرى فى الترغيب : قال الحافظ : اختلفوا فى صوم يوم عرفة بعرفة ، فقال ابن عمر : لم يصم النبى صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ، وأنا لا أصومه ، وكان مالك والثورى يختاران الفطر ، وكان ابن الزبير وعائشة يصومان يوم عرفة .

والفطر عمل أكثر أهل العلم ، ويستحبون ذلك لمن وقف بعرفة ليتقوى على الدعاء ، وقد قال الشافعى ذلك .
وقال ابن المنذر : الفطر . يوم عرفة بعرفات أحب إلىَّ اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والصوم بغير عرفة أحب إلىَّ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم - وقد سئل عن صوم يوم عرفة - فقال : " يكفر السنة الماضية والباقية "

صيد الفوائد
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

فضل يوم عرفة :


قال القرطبى فى تفسيره : يوم عرفة فضله عظيم وثوابه جسيم : يكفر الله فيه الذنوب العظام ويضاعف فيه الصالح من الأعمال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية " .​

وقال صلى الله عليه وسلم : " أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون قبلى : لا إله إلا الله وحده لا شريك له " .​

وروى الدارقطنى عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عدداً من النار من يوم عرفة وأنه ليدنو عز وجل ثم يباهى بهم الملائكة ، يقول : ما أراد هؤلاء " . وفى الموطأ عن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما رُئى الشيطان يوماً هو فيه اصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه فى يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا مارُئى يوم بدر .

يوم اجتماع طاعة وعبادة وإخلاص :

يقول الله تعالى : " وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ " ( البقرة : 196 ) قال القرطبى : وفائدة التخصيص بذكر الله هنا أن العرب تقصد الحج للاجتماع والتظاهر والتناضل والتنافر وقضاء الحاجة وحضور الأسواق ، وكل ذلك ليس لله فيه طاعة ولا حظ بقصد ، ولا قربة بمعتقد فأمر الله سبحانه بالقصد إليه لأداء فرضه وقضاء حقه ثم سامح فى التجارة .
.
ونسوق من الأدعية الخاصة بالعرفة ، والعامة به وبغيره :

ما يمكن للحاج أن يدعو بها وبأمثالها ، وبعضها مأثور عن السلف الصالح ، وهى منقولة من زاد المعاد لابن قيم الجوزية ، ومن المغنى لابن قدامة : اللهم لك الحمد كالذى نقول وخيراً مما نقول . اللهم لك صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى وإليك مآبى ، ولك ربى تُراثى . اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر ، ووسوسة الصدر ، وشتات الأمر . اللهم إنى أعوذ بك من شر ما تحبىء به الريح .​

اللهم تسمع كلامى ، وترى مكانى وتعلم سرى وعلانيتى ، ولا يخفى عليك شىء من أمرى ، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير والوجل المشفق المقر المعترف بذنوبى ، أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل ، وأدعوك دعاء الخائف الضرير ، من خضعت لك رقبته ، وفاضت لك عيناه ، وذل لك جسده ، ورغم لك أنفه ، اللهم لا تجعلنى بدعائك ربى شقيا وكن بى رؤوفا رحيماً يا خير المسئولين ، ويا خير المعطين ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شىء قدير . اللهم اجعل فى قلبى نوراً ، وفى صدرى نوراً ، وفى سمعى نوراً ، وفى بصرى نوراً ، اللهم اشرح لى صدرى ، ويسر لى أمرى . وأعوذ بك من وسواس الصدر ، وشتات الأمر ، وفتنة القبر ، اللهم إنى أعوذ بك من شر ما يلج فى الليل ، وشر ما يلج فى النهار ، وشر ما تهب به الرياح ، وشر بوائق الدهر .​

كان ابن عمر يقول : الله أكبر الله أكبر ولله الحمد . الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، اللهم اهدنى بالهدى ، وقنى بالتقوى واغفر لى فى الآخرة والأولى .. وروى من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم بعرفة : " اللهم إنك ترى مكانى ، وتسمع كلامى ، وتعلم سرى وعلانيتى ، ولا يخفى عليك شىء من أمرى ، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير ، الوجل المشفق المقر المعترف بذنبه ، أسألك مسألة المسكين ، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل ، وأدعوك دعاء الخائف الضرير ، من خشعت لك رقبته وذل لك جسده ، وفاضت لك عينه ورغم لك أنفه " .​

ومن دعاء أعرابى يرويه سفيان الثورى يقول : إلهى من أولى بالزلل والتقصير منى وقد خلقتنى ضعيفاً . ومن أولى بالعفو عنى منك ، وعلمك فىّ سابق ، وأمرك فىّ محيط أطعتك بإذنك والمنة لك ، وعصيتك بعلمك والحجة لك ، فأسألك بوجوب حجتك وانقطاع حجتى ، وبفقرى إليك وغناك عنى ، أن تغفر لى وترحمنى ، إلهى لم أحسن حتى أعطيتنى ، ولم أسىء حتى قضيت على، اللهم أطعتك بنعمتك فى أحب الأشياء إليك ، شهادة أن لا إله إلا الله ، ولم أعصك فى أبغض الأشياء إليك ، الشرك بك ، فاغفر لى ما بينهما ، اللهم أنت أنس المؤنسين لأوليائك وأقربهم بالكفاية من المتوكلين عليك ، تشاهدهم فى ضمائرهم ، وتطلع على سرائرهم ، وسرى اللهم لك مكشوف ، وأنا إليك ملهوف ، إذا أوحشتنى الغربة آنسنى ذكرك ، وإذا أصمت علىَّ الهموم لجأت إليك ، استجارة بك ، علماً بأن أزمة الأمور بيدك ، ومصدرها عن قضائك .​

وكان إبراهيم بن إسحاق الحربى يقول : اللهم قد آويتنى من ضناى ، وبصرتنى من عماى ، وأنقذتنى من جهلى وجفاى ، أسألك ما يتم به فوزى ، وما أؤمل فى عاجل دنياى ودينى ، ومأمول أجلى ومعادى ، ثم ما لا أبلغ أداء شكره ، ولا أنال إحصاءه وذكره ، إلا بتوفيقك وإلهامك ، أن هيجت قلبى القاسى ، على الشخوص إلى حرمك ، وقويت أركانى الضعيفة لزيارة عتيق بيتك ، ونقلت بدنى لإشهادى مواقف حرمك ، اقتداء بسنة خليلك ، واحتذاء على مثال رسولك ، واتباعاً لآثار خيرتك وأنبيائك وأصفيائك ، صلى الله عليهم ، وأدعوك فى مواقف الأنبياء عليهم السلام ، ومناسك السعداء ، ومشاهد الشهداء ، دعاء من أتاك لرحمتك راجياً ، عن وطنه نائياً ، ولقضاء نسكه مؤدياً ، ولفرائضك قاضياً ، ولكتابك تالياً ، ولربه عز وجل داعياً ملبياً ، ولقلبه شاكياً ولذنبه خاشياً ، ولحظة مخطئاً ولرهنه مغلقاً ، ولنفسه ظالماً ، وبجرمه عالماً ، دعاء من جمعت عيوبه ، وكثرت ذنوبه ، وتصرمت أيامه ، واشتدت فاقته ، وانقطعت مدته ، دعاء من ليس لذنبه سواك غافراً ، ولا لعيبه غيرك مصلحاً ، ولا لضعفه غيرك مقوياً ، ولا لكسرة غيرك جابراً ، ولا لمأمول خير غيرك معطياً ، ولا لما يتخوف من حر ناره غيرك معتقاً ، اللهم وقد أصبحتُ فى بلدٍ حرامٍ ، فى يوم حرامٍ ، فى شهرٍ حرام ، فى قيام من خير الأنام ، أسألك أن لا تجعلنى أشقى خلقك المذنبين عندك ، ولا أخيب الراجين لديك ، ولا أحرم الآملين لرحمتك ، الزائرين لبيتك ، ولا أخسر المنقلبين من بلادك ، اللهم وقد كان من تقصيرى ما فد عرفت ، ومن توبيقى نفسى ما قد علمت ، ومن مظالمى ما قد أحصيت ، فكم من كرب منه قد نجيت ، ومن غم قد جليت ، ومن هم قد فرجت ، ودعاء قد استجبت ، وشدةٍ قد أزلت ، ورخاء قد أنلت ، منك النعماء ، وحسن القضاء ، ومنى الجفاء ، وطول الاستقصاء ، والتقصير عن أداء شكرك ، لك النعماء يا محمود ، فلا يمنعنك يا محمود من إعطائى مسألتى ، من حاجتى إلى حيث انتهى لها سؤلى ، ما تعرف من تقصيرى ، وما تعلم من ذنوبى وعيوبى ، اللهم فأدعوك راغباً ، وأنصب لك وجهى طالباً ، وأضع خدى مذنباً راهباً ، فتقبل دعائى وارحم ضعفى ، وأصلح الفساد من أمرى ، واقطع من الدنيا همى وحاجتى ، واجعل فيما عندك رغبتى ، اللهم واقلبنى منقلب المدركين لرجائهم ، المقبول دعاؤهم ، المفلوج حجتهم ، المغفور ذنبهم ، المحطوط خطاياهم ، الممحو سيئاتهم . المرسود أمرهم منقلب من لا يعصى لك بعده أمراً ، ولا يأتى بعده مأثماً ، ولا يركب بعده جهلاً ، ولا يحمل بعده وزراً ، منقلب من عمرت قلبه بذكرك ، ولسانه بشكرك ، وطهرت الأدناس من بدنه ، واستوعبت الهدى قلبه وشرحت بالإسلام صدره ، وأقررت قبل الممات عينه وأغضضت عن المآثم بصره ، واستشهدت فى سبيلك نفسه يا أرحم الراحمين . وصل الله وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً كما تحب ربنا وترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .​


(1) اختلف فى سبب تسمية عرفة وعرفات على أقوال منها : أنه من العرف ، بمعنى : الرائحة الزكية ، وذلك لأن منى تصبح رائحتها لكثرة الذبح متغيرة ، أما عرفات فلا يصيبها ذلك أو لأنها مطيبة بالتقديس ، فهى واد مقدس معظم ، لأنه من شعائر الله . وقيل : لأن الناس يجتمعون فيه فيتعارفون - وقيل : لأن العباد يتعرفون على ربهم بالطاعات والعبادات ، وقيل : من الصبر لأن العارف والعروف هو الصبور . وقيل : لأن الله بعث جبريل عليه السلام إلى إبراهيم ، فحج به ، حتى إذا أتى عرفة ، قال : عرفت وكان قد أتاها مرة قبل ذلك ، قال له : عرفت . وقيل : لأن آدم وحواء تعارفا بعد الهبوط إلى الأرض . وعرفات مع أن فيها العلمية والتأنيث إلا أنها مصروفة لأن الأصل فيها الجمع كمسلمات ومؤمنات سميت به بقعة معينة فروعى فيها الأصل فكانت منصرفة . وتسمى عرفات : المشعر الحلال ، والمشعر الأقصى ، وتسمى : إلال ، على وزن هلال ، ويقال للجبل الذى وسطها : جبل الرحمة . وحد عرفات من الجبل المشرف على عرنة إلى الجبل المقابل له إلى ما يلى حوائط بنى عامر ، وليس وادى عُرنة من الموقف ، ولا يجزىء الوقوف فيه ، وعرفة موضع الموقف فى الحج وهى عمدة أفعال الحج . وقريش فى الجاهلية كانوا لا يقفون بعرفة ، ويفيضون من مزدلفة ، والناس يقفون بعرفة . يقول أهل قريش : نحن أهل الله فى بلدته وقطان بيته ، فيقفون فى طرف الحرم عند أدنى الحل ، فأنزل الله تعالى قوله : " ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " ( البقرة : 199 ) .
(2) عبد الرحمن بن يعمر الديلى صحابى نزل الكوفة ويقال : مات بخراسان . ليس له فى مسند أحمد وأصحاب السنن غير هذا الحديث ، وله حديث آخر فى الأشربة أنكر الذهبى والحفاظ نسبته إليه . فكأنى بهذا الصحابى الجليل لم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فى الحج ، فسمع هذا الحديث ورآه فنقلته عنه كتب السنة . وهو من الأحاديث التى بنيت عليها أحكام هامة فى الحج ، وله منزلة عالية عند المحدثين والفقهاء ، هو وحديث عروة بن المضرس الطائى المذكور . وهى من أعمدة نصوص الحج عند الفقهاء .
(3) جمع : اسم لمزدلفة لأنها تجمع الحجيج فيها ليلة العيد .
(4) كانت خطبة النبى صلى الله عليه وسلم يوم عرفة خطبة جامعة ، وكانت قبل الأذان جاء فيها : " إن دماءكم وأموالكم عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا ، ألا كل شىء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمى ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث وكان مسترضعاً فى بنى سعد فقتلته هذيل . وربا الجاهلية موضوع وأول رباً أضع ربانا ، ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ، واتقوا الله فى النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ،ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعدى إن اعتصمتم به : كتاب الله . وأنتم تسألون عنى فما أنتم قائلون ؟ " قالوا : نشهد أن قد بلغت وأديت ونصحت ، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها على الناس : " اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد " ثلاث مرات ، وقال فى خطبته : " اعلموا أن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، كحرمة شهركم هذا ، كحرمة بلدكم هذا " ، وقال فيها : " أيها الناس إن الله أدى لكل ذى حق حقه ، وأنه لا يجوز وصية لوارث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر ، ومن ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله له صرفاً ولا عدلاً " .​




صيد الفوائد​

 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

19 ) الوقوف بعرفة


السؤال :

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد

اشرح قول رسول الله صلى الله عليه و سلم

"
الحج عرفة"

الجواب :


الحمد لله. يبين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح الثابت في مسند أحمد وسنن أبي داود والترمذي أن أعظم الحج وأكمله وأجل أعماله الوقوف بعرفة في اليوم التاسع كقوله في الحديث الآخر: (
الدعاء هو العبادة). رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه. وقوله: (الدين النصيحة). وليس مراده تعريف الحج وحصره على الوقوف بعرفة بمعنى أن من اقتصر على عرفة دون سائر المناسك صح حجه فليس هذا مراد أبدا ولم يفهم أحد من أهل العلم ممن يعتد به قصر الحج على عرفة. والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل المناسك كلها من طواف وسعي ووقوف وجمع ورمي وحلق ونحر ثم قال لأصحابه: (خذوا عني مناسككم). رواه مسلم. فدل ذلك على أن الحج يشتمل على مجموع مناسك وأعمال يجب الإتيان بها وقد اتفق الفقهاء على ذلك. وإنما خصه النبي صلى الله عليه وسلم لعظم ركنه واعتماد صحة الحج على إدراكه ويفوت بفواته.

وقد استدل الفقهاء بهذا الحديث على أن الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج لا يصح إلا به فمن فاته الوقوف بعرفة مطلقا في ذلك اليوم بطل حجه ومن وقف لحظة في هذا اليوم في أي ساعة من نهار أو ليل صح حجه ولو كان مارا بها أو نائما أو تائها لحديث عروة بن مضرس الطائي قال: (
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت يا رسول الله: إني جئت من جبلي طيئ وأكللت راحلتي وأتعبت نفسي والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج فقال النبي صلى الله عليه وسلم من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه). رواه الخمسة وصححه الترمذي، لكن يجب على من وقف في النهار أن يمكث حتى الغروب لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف حتى غربت الشمس ثم دفع كما في حديث جابر في الصحيح. ومن دفع قبل الغروب لزمه دم لتركه الواجب.

ويجب على الحاج أن يتحرى حدود عرفة ويتيقن أن وقوفه داخل أميال عرفة ليس خارجا عنها وهذا متيسر والحمد لله في هذا الزمن لوضوح اللوحات الإرشادية وكثرتها. وإذا تبين للإنسان أنه وقف خارج حدود عرفة لم يصح حجه مطلقا سواء كان جاهلا أو مخطئا أو عامدا لفوات الركن كمن صلى في غير الوقت.

ويصح الوقوف في أي موضع من عرفة ولا يشترط الوقوف في موقف النبي صلى الله عليه وسلم عند الصخرات ولا الصعود فوق جبل الرحمة ولا رؤيته ولا استقباله لقوله صلى الله عليه وسلم: (وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف). رواه مسلم. ولا ينبغي على الحاج أن يتكلف الوقوف عند جبل الرحمة ويشق على نفسه في ذلك لأن ذلك يؤدي إلى التزاحم وحصول الأذى للمسلمين ويفضي إلى ضياعه وتخلفه عن رفقته والأمر في ذلك واسع إن شاء الله.

ولا يشترط في الوقوف بعرفة هيئة مخصصة من القيام أو القعود وليس في ذلك سنة مخصوصة وليس المراد بالوقوف أن يلتزم الحاج هيئة القيام طيلة النهار وإنما المراد في هذا المنسك حصول المكث في هذه البقعة ويحصل ذلك بأي هيئة وصفة فيفعل الحاج ما هو أرفق به وأجمع لقلبه وأقرب لخشوعه.

ولا يشترط في الوقوف بعرفة الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر ويصح بدونها لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما حاضت بعد ما أحرمت: (
افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري). متفق عليه. قال ابن المنذر: (أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن من وقف بعرفة غير طاهر فوقوفه صحيح، وهو مدرك للحج ولا شيء عليه).

والذكر في عرفة باب واسع لا يشترط فيه شيء أو تلاوة أو ورد فلو وقف الحاج صامتا بدون ذكر صح حجه. وإنما ورد في السنة دعاء مشروع في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (
خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا و النبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). رواه الترمذي. فيستحب الإكثار من ذلك. ويشرع للحاج أن يذكر الله بما تيسر له من تلاوة ودعاء وثناء وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من ذلك على حسب استطاعته. ولا بأس إن حصل له نوع ملل أن يتحدث مع أصحابه بالحديث المباح يروح عن نفسه. ويتأكد عليه في هذا اليوم العظيم بعد الزوال أن يجتهد في التذلل والافتقار والإلحاح بالدعاء وإظهار الحاجة والمسكنة لله والثناء والتمجيد لله والتوبة والإنابة له وإحسان الظن بالله والفرح بوعده ليتعرض لنفحات ربه وتباهي به الملائكة ويكون من عتقاء الله في ذلك المشهد العظيم.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

خالد بن سعود البليهد

عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة




أعمال يوم عرفة –التاسع من ذي الحجة


1- إذا طلعت الشمس يوم التاسع سار الحجاج من منى إلى عرفة فنزل بنمرة إلى الزوال إن تسير له.

2- فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر ركعتين ركعتين جمعاً وقصراً يجمع تقديم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

3- من لم يصل مع الإمام صلى مع جماعة أخرى جمعاً وقصراُكما تقدم.

4- ثم يقف الحاج بعد ذلك بعرفة وعرفة كلها موقف ألا بطن عرنة.

5- ويستحب استقبال القبلة.

6- الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم للحج لقول النبي صلى الله علية وسلم "الحج عرفة" (رواه أهل السنن) ويستحب للحاج في هذا الموقف أن يجتهد في الدعاء والذكر.

7- يسن أن يكثر من قول"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال"أحب الكلام إلى الله أربع:سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر "فينبغي الإكثار من هذا الذكر وتكرره بخشوع

8- يستمر الحاج على هذه الحال من الذكر والدعاء والمناحة والتضرع والتوبة والبكاء والتوبة والاستغفار إلى أن تغرب الشمس

9- فإذا غربت الشمس توجه الحاج إلى مزدلفة بسكينة ووقار وأكثر من التلبية في طريقة.

10- من وقف بعرفة نهاراً وجب علية البقاء إلى غروب الشمس ويمتد الوقوف بعرفة إلى طلوع فجر يوم العيد فإن طلع الفجر يوم العيد قبل أن يقف بعرفة قفد فاته الحج.



20 ) أخطاء تقع في يوم عرفه:


1- ترك التلبية وكذلك عدم الجهر بها.

2- عدم تأكد بعض الحجاج حال الدعاء من حدود عرفة وهؤلاء ليس لهم حج إذا لم يقفوا بعرفة حيث فاتهم بذلك ركن الحج الأعظم.

3- اتجاه بعض الحجاج إلى الجبل حال الدعاء وجعل القبلة خلف ظهورهم وهذا جهل وخطأ والمشروع أن يستقبل الإنسان القبلة لا الجبل.

4- اعتقاد بعض الحجاج أن في صعود الجبل مزية وفضيلة, والصواب أنه لا يشرع صعود الجبل ولا الصلاة عليه.

5- دفع بعض الحجاج من عرفة إلى مزدلفة قبل غروب الشمس.

6- الإسراع الشديد عند الانصراف من عرفة, والسنة الدفع بسكينة وهدوء.

7- إضاعة أوقات هذا اليوم العظيم في غير فائدة من ذكر ودعاء وقراءة قران.

8- صيام بعض الحجاج يوم عرفة, وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مفطرا في هذا اليوم.
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

21 ) ليلة مزدلفة (ليلة العاشر من ذي الحجة ليلة العيد)

وبعد غروب الشمس في اليوم التاسع من ذي الحجة ، وهو يوم عرفة والتحقق من ذلك، على الحجاج الانصراف قبل صلاة المغرب ، متوجهين إلى مزدلفة ويسن أن يسيروا بتؤدة، ويتجنبوا العجلة والمضايقات، والمزاحمات التي قد تؤدي إلى الضرر بالغير، فربما أن من تسد عليه الطريق ظلما يدعو عليك، فتردّ أعمالك
.

فيسن أن يكون السائر إلى مزدلفة سائرا بتؤدة ؛ سواء على الأرجل ، أو على الدواب، أو على السيارات، وثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سيره: يا أيها الناس، السكينة السكينة وكان يسير العَتَقْ، يعني: أنه قد جر خطام ناقته حتى التوى عنقها، فإذا وجد فجوة ومتسعا نصَّ فأسرعت، وإذا أتت كثيبا من الرمال نصَّ حتى تصعده… وهكذا
.

أما الآن فإنه لا شك أن الطرق قد سُهلت ، والكل يسير على هذه السيارات ، لكن يحدث مزاحمات من كثير من قائدي السيارات فيضرون غيرهم، ويصطدمون بالآخرين، ويسببون حوادث وأضرارا بالغير.
فالأولى أن يسير كل على جهته ، دون أن يحصل منهم زحام أو مضايقات.


فإذا وصلوا إلى مزدلفة فإن المبيت بها واجب من الواجبات، وقد فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- وفعله أصحابه، فإنهم لما وصلوا إلى مزدلفة وكانوا قد وصلوها بعد ساعتين من الليل، أي: قطعوا الطريق في نحو ساعتين، أو ساعتين ونصف، فلما وصلوها بدؤوا بصلاة المغرب والعشاء جمع تأخير فالذي يصل إلى مزدلفة يقيم الصلاة؛ سواء وصلها مبكرا، أو متأخرا، بدأ بصلاة المغرب والعشاء فور وصوله قبل أن يحط رحاله.


هكذا فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك لاهتمامه بهذه الصلاة، وإنما أخرها حتى يواصل سيره، وحتى يريح الدواب التي قد طال وقوفهم عليها، فمن وصلها بعد غروب الشمس بعدة دقائق فله أن يصلي ساعة وصوله، والذي يصلها بعد غروب الشمس بأربع ساعات، أو خمس، كما يحدث لبعض الذين يتأخرون من شدة الزحام، يصلي أيضا ساعة وصوله، أما الذي يخشى فواتها بأن ينحبس إلى ثلثي أو ثلاثة أرباع الليل فله أن يصلي في الطريق؛ سيما إذا لم يتيسر له مواصلة السير، فإن الكثير قد يقفون ساعة، أو ساعتين في مكان واحد لا يتحركون من شدة الزحام، فلهم أن يُصلّوها في الطريق مخافة فواتها.
فإذا صلّوا فإنهم يبيتون فيها إلى الصباح، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لمّا وصلها، وكان متعبا، صلى المغرب والعشاء، ثم نام فيها حتى قام في آخر الليل وصلى الفجر في ذلك اليوم مبكرا، واشتغل

بالدعاء والذكر، حتى أسفر الصباح، قال تعالى

:
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ(سورة البقرة ، الآية:198) والمشعر الحرام هو: مزدلفة وتسمى جمعا لأنهم يجتمعون فيها تلك الليلة وهي داخل الحرم .


وقبل أن تطلع الشمس توجه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى منى وذلك لرمي جمرة العقبة .

ورخص للضعفة أن يتوجهوا آخر الليل، ولم يرخص لغيرهم، وأمر الذين ساروا قبل أن تطلع الشمس ألا يرموا الجمرة إلا بعد طلوع الشمس إلا للمعذورين من الضعفة والظعن وغيرهم، فقد أذن لهم أن يرموا آخر الليل، والوقت الذي رخص لهم فيه هو إذا غاب القمر ليلة العاشر، و ذلك حين يبقى من الليل ربعه، أو أقل من ثلثه.






أعمال ليلة مزدلفة _ ليلة اليوم العاشر:


1- بعد غروب شمس يوم عرفة يتوجه الحاج إلى مزدلفة بسكينة وتؤدة, فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أثناء سيره (يا أيها الناس,السكينة السكينة).



2- يشتغل الحاج حال انصرافه إلى مزدلفة بالذكر والدعاء والتلبية والتكبير.



والاستغفار لقوله تعالى
smile.gif
فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام(.




3- إذا وصل الحاج إلى مزدلفة نزل في أي مكان تيسر له منها فإنها كلها موقف.



4- يصلي الحاج ساعة وصوله المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين ولا يصلي بينهما نافلة.



5- إذا لم يتمكن الحاج من الوصول إلى مزدلفة قبل منتصف الليل فإن الأحوط له أن يصلي المغرب والعشاء في الطريق قبل الوصول إلى مزدلفة احتياطاً للوقت.



6- يبيت الحاج هذه الليلة بمزدلفة ويشرع له أن ينام مكبرا ًليتنشط في أداء مناسك الحج يوم النحر.



7- يجوز للضعفة من النساء والصبيان ونحوهم ممن يشق عليهم مزاحمة الناس أن ينزلوا من مزدلفة إلى منى بعد منتصف الليل ومغيب القمر.



8- إذا تبين الفجر الثاني صلى الحاج الفجر بمزدلفة ثم يقف عند المسجد الحرام ويستقبل القبلة ويكثر من الدعاء والذكر والتكبير والتهليل ويظل على هذه الحال حتى يسفر جداً.



9- إذا أسفر جدا دفع من مزدلفة إلى منى قبل طلوع الشمس.



أخطاء تقع في الطريق إلى مزدلفة وفي مزدلفة

الحمد لله

قال الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله - : " من الأخطاء التي تقع في الانصراف من عرفة إلى مزدلفة " :


الأول :

أنه في دفعهم من عرفة إلى المزدلفة تحدث المضايقات من بعضهم لبعض ، ومنها الإسراع الشديد الذي يؤدي أحيانا إلى تصادم السيارات ، وقد دفع النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة بسكينة ، وكان عليه الصلاة والسلام دفع وقد شنق لناقته القصواء الزمام ، وهو يقول بيده الكريمة : أيها الناس ، السكينة السكينة ؛ ولكنه صلى الله عليه وسلم مع ذلك إذا أتى فجوة أسرع ، وإذا أتى حبلا من الحبال – أي مرتفعاً - أرخى لناقته الزمام حتى تصعد فكان صلى الله عليه وسلم يراعي الأحوال في مسيره هذا، ولكن إذا دار الأمر بين كون الإسراع أفضل أو التأني، فالتأني أفضل.


الثاني :

أن بعض الناس ينزلون قبل أن يصلوا إلى مزدلفة، ولا سيما المشاة منهم، يعييهم المشي ويتعبهم، فينزلون قبل أن يصلوا إلى مزدلفة، ويبقون هنالك حتى يصلوا الفجر ثم ينصرفوا منه إلى منى، ومن فعل هذا فإنه قد فاته المبيت في المزدلفة، وهذا أمر خطير جدا؛ لأن المبيت بمزدلفة ركن من أركان الحج عند بعض أهل العلم ، وواجب من واجباته عند جمهور أهل العلم ، وسنة في قول بعضهم ، والصواب أنه واجب من واجبات الحج ، وأنه يجب على الإنسان أن يبيت في مزدلفة ، وألا ينصرف إلا في الوقت الذي أجاز الشارع له فيه الانصراف كما سيأتي إن شاء الله تعالى .

الثالث :

أن بعض الناس يصلي المغرب والعشاء في الطريق على العادة ، قبل أن يصل إلى مزدلفة ، وهذا خلاف السنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل في أثناء الطريق وبال وتوضأ، قال له أسامة بن زيد الصلاة يا رسول الله ؟ قال : " الصلاة أمامك " أخرجه البخاري (1669) ومسلم (1280) . وبقي صلى الله عليه وسلم ولم يصل إلا حين وصل إلى مزدلفة ، وكان قد وصلها بعد دخول وقت العشاء فصلى فيها المغرب والعشاء جمع تأخير.


الرابع :

إن بعض الناس لا يصلي المغرب والعشاء حتى يصل إلى مزدلفة ولو خرج وقت صلاة العشاء ، وهذا لا يجوز وهو حرام من كبائر الذنوب ، لأن تأخير الصلاة عن وقتها محرم بمقتضى دلالة الكتاب والسنة ، قال الله تعالى : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) النساء / 103، وبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوقت وحدده ، وقال الله تعالى : { ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه } الطلاق / 1 ، وقال سبحانه : { ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون } البقرة / 229 .


فإذا خشي الإنسان خروج وقت العشاء قبل أن يصل إلى مزدلفة ، فإن الواجب عليه أن يصلي وإن لم يصل إلى مزدلفة، يصلي على حسب حاله ، إن كان ماشيا وقف وصلى الصلاة بقيامها وركوعها وسجودها، وإن كان راكبا ولم يتمكن من النزول فإنه يصلي ولو على ظهر سيارته ، لقوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } التغابن / 16 ، وإن كان عدم تمكنه من النزول في هذه الحال أمرا بعيدا ؛ لأنه بإمكان كل إنسان أن ينزل ويقف على جانب الخط من اليمين أو اليسار ويصلي .


وعلى كل حال فإنه لا يجوز لأحد أن يؤخر صلاة المغرب والعشاء حتى يخرج وقت العشاء ، بحجة أنه يريد أن يطبق السنة فلا يصلي إلا في مزدلفة ، فإن تأخيره هذا مخالف للسنة ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أخر، لكنه صلى الصلاة في وقتها .


الخامس :

أن بعض الحجاج يصلون الفجر قبل وقته ، فيصلون وينصرفون ، وهذا خطأ عظيم ، فإن الصلاة قبل وقتها غير مقبولة ؛ بل محرمة ، لأنها اعتداء على حدود الله عز وجل ، فإن الصلاة موقتة بوقت حدد الشرع أوله وآخره ؛ فلا يجوز لأحد أن يتقدم بالصلاة قبل دخول وقتها . فيجب على الحاج أن ينتبه لهذه المسألة ، وألا يصلي الفجر إلا بعد أن يتيقن أو يغلب على ظنه دخول وقت الفجر ، صحيح أنه ينبغي المبادرة بصلاة الفجر في المزدلفة ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بادر بها، ولكن لا يعني ذلك أن تصلى قبل الوقت . فليحذر الحاج من هذا العمل .


السادس :

أن بعض الحجاج يدفعون من مزدلفة قبل أن يمكثوا فيها أدنى مكث، فتجده يمر بها مرورا ويستمر ولا يقف، ويقول : إن المرور كاف ، وهذا خطأ عظيم ، فإن المرور غير كاف؛ بل السنة تدل على أن الحاج يبقى في مزدلفة حتى يصلي الفجر ، ثم يقف عند المشعر الحرام يدعو الله تعالى حتى يسفر جدا، ثم ينصرف إلى منى ( والإسفار هو انتشار ضوء النهار قبل طلوع الشمس ) ، ورخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة من أهله أن يدفعوا من مزدلفة بليل . وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ترقب غروب القمر فإذا غاب القمر دفعت من مزدلفة إلى منى .


وهذا - الدفع بعد غروب القمر - ينبغي أن يكون هو الحد الفاصل ، لأنه فعل صحابي، والنبي صلى الله عليه وسلم أذن للضعفة من أهله أن يدفعوا بليل، ولم يبين في هذا الحديث حد هذا الليل ، ولكن فعل الصحابي قد يكون مبينا له ومفسرا له. وعليه ، فالذي ينبغي أن يحدد الدفع للضعفة ونحوهم ممن يشق عليهم مزاحمة الناس ، ينبغي أن يقيد بذلك بغروب القمر ، وغروب القمر في الليلة العاشرة يكون قطعا بعد منتصف الليل ، يكون بمضي ثلثي الليل تقريبا .


السابع :

أن بعض الناس في ليلة المزدلفة يحيي هذه الليلة بالقيام والقراءة والذكر ، وهذا خلاف السنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة لم يتعبد لله عز وجل بمثل هذا، بل في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى العشاء اضطجع حتى طلع الفجر ثم صلى الصبح . وهذا يدل على أن تلك الليلة ليس فيها تهجد أو تعبد أو تسبيح أو ذكر أو قرآن .


الثامن :

أن بعض الحجاج يبقون في مزدلفة حتى تطلع الشمس ، ويصلون صلاة الشروق أو الإشراق، ثم ينصرفون بعد ذلك، وهذا خطأ؛ لأن فيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وموافقة لهدي المشركين ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم دفع من مزدلفة قبل أن تطلع الشمس حين أسفر جدا . والمشركون كانوا ينتظرون حتى تطلع الشمس .
فمن بقي في مزدلفة تعبدا لله عز وجل حتى تطلع الشمس ، فقد شابه المشركين ، وخالف سنة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه "
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

فضل يوم النحر( يوم العيد ):

لقد فضل الله يوم النحر بأن جعله يوماً من أيامه المشهودة، وهو عيد من أعياد المسلمين، كما جاء في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يومُ عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهلُ الإسلام …)[1].


وهو أعظم أيام العام عند الله تعالى، كما جاء في حديث عبد الله بن قُرْط رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (
إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم القَرِّ)[2]. ويوم القر: هو اليوم الذي يلي يوم النحر؛ لأن الناس يقرون بمنى.


فهو أفضل أيام العام؛ كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "
أفضل أيام العام هو يوم النحر، وقد قال بعضهم: يوم عرفة، والأول هو الصحيح؛ لأن فيه من الأعمال ما لا يعمل في غيره: كالوقوف بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة وحدها، والنحر، والحلق، وطواف الإفاضة، فإن فعل هذه فيه أفضل بالسنّة واتفاق العلماء"[3].


ويقول ابن القيم رحمه الله: "
فخير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر"[4].

وقد جاء تسميته بـِ: "يوم الحج الأكبر" في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: {
وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} (سورة التوبة (3).


وجاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر في الحجة التي حج فيها، فقال: (
أي يوم هذا؟) فقالوا: يوم النحر، فقال: (هذا يوم الحج الأكبر)[5].


في هذا اليوم المشهود يتقرب العباد إلى ربهم بإراقة دماء الأضاحي والهدي، وهذا من أفضل القربات، وأجل الطاعات، فقد قرن الله الذبح بالصلاة، قال تعالى: {
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (سورة الكوثر:2)، وقال جل وعلا: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (سورة الأنعام:161، 162).



أعمال الحاج يوم العيد:


- يدفع الحجاج من مزدلفة إلى منى بعد فجر يوم العيد إذا أسفر الصبح جداً قبل أن تشرق الشمس، ويجوز للضعفة وأصحاب الحاجات الدفع بعد منتصف ليلة النحر. فإذا وصل الحاج إلى منى فإنه يقوم بأعمال عديدة في هذا اليوم. وسيكون حديثنا عن أعمال الحجاج في هذا اليوم تبعاً لنسك كل حاج.


أولا: المتمتع:


وهو من تمتع بالعمرة إلى الحج ، فجاء بالعمرة كاملة في أشهر الحج ثم تحلل منها، ثم أحرم بالحج بعدها.


أعمال المتمتع يوم العيد هي:

أولا: رمي جمرة العقبة الكبرى -وهي الجمرة التي تلي مكة في منتهى منى- بسبع حصيات مكبراً مع كل حصاة، ومقدار الحصاة مثل حصى الخذف؛ لحديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثم سلك الطريق التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة، فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف) رواه مسلم(2137). وحكم رميها واجب، ويجبر تركه بدم، وهذا قول الجمهور.


ثانيا: نحر الهدي أو ذبحه، ويجوز أن ينحر في أي مكان آخر من منى أو في مكة، لحديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر؛ فانحروا في رحالكم...) رواه مسلم(2138).


ثالثا: حلق الشعر أو تقصيره، والحلق أفضل. والمرأة تأخذ من شعرها قدر أنملة.


رابعا: طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج؛ قال تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (سورة الحج: 29). ويجوز تأخيره إلى اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر أو مع طواف الوداع. لكن السُّنة أن يطوفه يوم العيد ضحى.


خامساً: السعي، وهو ركن من أركان الحج، وهو سبعة أشواط، ويجوز تأخيره لليوم التالي، أو الذي يليه، أو مع طواف الوداع.


سادساً: الرجوع إلى منى والمبيت بها ليلة الحادي عشر. والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب من واجبات الحج. والسنة أن يبيت الليل كله، فإن شق عليه، فالضابط في ذلك أن يبقي في منى أكثر الليل، فإن فعل ذلك فقد أدى الواجب سواءً كان من أول الليل أو من آخره.


ثانيا: القارن

وهو من أحرم في نسكه بالجمع بين الحج والعمرة، أو أدخل الحج على العمرة. أو أدخل العمرة على الحج في بعض أقوال أهل العلم.


أعمال القارن يوم العيد هي:

أولاً: رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات مكبراً مع كل حصاة.

ثانياً: نحر الهدي أو ذبحه، ويستثنى من ذلك سكان الحرم، فلا هدي عليهم.

ثالثاً: حلق الشعر أو تقصيره، والحلق أفضل ، والمرأة تقصر من شعرها قدر أنملة.

رابعاً: طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج، ويجوز تأخيره إلى اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر أو مع طواف الوداع.

خامساً: السعي إن لم يسع مع طواف القدوم. فإن كان قد سعى مع طواف القدوم فلا سعي عليه.

سادساً: الرجوع إلى منى والمبيت بها ليلة الحادي عشر. والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب من واجبات الحج. والسنة أن يبيت الليل كله، فإن شق عليه، فالضابط في ذلك أن يبقي في منى أكثر الليل، فإن فعل ذلك فقد أدى الواجب سواءً كان من أول الليل أو من آخره.



ثالثا: المفرد:

وهو من أحرم بالحج وحده.


أعمال المفرد يوم العيد هي:

أولاً: رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات مكبراً مع كل حصاة.

ثانياً: حلق الشعر أو تقصيره، والحلق أفضل، والمرأة تقصر من شعرها قدر أنملة.

ثالثاً: طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج ، ويجوز تأخير طواف الإفاضة إلى اليوم الحادي عشر أو الثاني عشر أو مع طواف الوداع.

رابعاً: السعي إن لم يسع مع طواف القدوم. فإن كان قد سعى مع طواف القدوم فلا سعي عليه.

خامساً : الرجوع إلى منى والمبيت بها ليلة الحادي عشر. والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق واجب من واجبات الحج. والسنة أن يبيت الليل كله، فإن شق عليه، فالضابط في ذلك أن يبقي في منى أكثر الليل، فإن فعل ذلك فقد أدى الواجب سواءً كان من أول الليل أو من آخره.
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

ترتيب أعمال الحج يوم العيد:

الأفضل ترتيب أعمال يوم العيد كما يلي:

1- الرمي. 2- ذبح الهدي. 3- الحلق أو التقصير. 4- الطواف. 5- السعي.


هذا هو السنة، وهو الأفضل تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم, فإن أخل بالترتيب، وقدَّم بعضها على بعض، فلا حرج. فعن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع فجعلوا يسألونه: فقال رجل لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح قال: (( اذبح ولا حرج )) فجاء آخر فقال لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، قال: (( ارم ولا حرج )) فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج "رواه البخاري ومسلم.


وعن ابن عباس رضي الله عنهما: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له في الذبح والحلق والرمي والتقديم والتأخير فقال لا حرج " رواه البخاري 2306 .

يقول العلامة ابن باز رحمه الله: "السنة في يوم النحر أن يرمي الجمرات، يبدأ برمي جمرة العقبة وهي التي تلي مكة، ويرميها بسبع حصيات كل حصاة على حدة يكبر مع كل حصاة، ثم ينحر هديه إن كان عنده هدي، ثم يحلق رأسه أو يقصره، والحلق أفضل. ثم يطوف ويسعى إن كان عليه سعي هذا هو الأفضل، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم. فإنه رمى ثم نحر ثم حلق ثم ذهب إلى مكة فطاف عليه الصلاة والسلام .هذا الترتيب هو الأفضل الرمي ثم النحر ثم الحلق أو التقصير ثم الطواف والسعي إن كان عليه سعي، فإن قدم بعضها على بعض فلا حرج، أو نحر قبل أن يرمي، أو أفاض قبل أن يرمي، أو حلق قبل أن يرمي، أو حلق قبل أن يذبح كل هذا لا حرج فيه. فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن من قدم أو أخر، فقال: (لا حرج لا حرج)"[6].


بم يكون التحلل؟

التحلل هو خلع الإحرام، ولبس المخيط من الثياب.

ويكون التحلل الأول: بعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير، فيحل له كل محظورات الإحرام إلا النساء. وهذا قول الجمهور. وقيل يكون بعد رمي جمرة العقبة فقط، باعتبار أن الحلق ليس نسكاً وهذا خلاف الراجح.والأحوط ما ذهب إليه الجمهور.

التحلل الثاني: ويكون بعد طواف الإفاضة؛ بالنسبة للمفرد والقارن إذا كانا قد أتيا بالسعي عند القدوم، وأما المتمتع يكون بعد طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، ويحل للجميع كل محظورات الإحرام حتى النساء.

فهذا لمن قام بأعمال يوم النحر على الترتيب الوارد في السنة ، وحيث إنه يجوز التقديم والتأخير في أعمال يوم النحر ، فإن التحلل يكون بفعل ثلاثة أمور ، من فعل اثنين منها حلّ التحلل الأول، إذا رمى وحلق أو قصر، أو رمى وطاف وسعى إن كان عليه سعي، أو طاف وسعى وحلق أو قصر. ويحصل التحلل الثاني بفعل الثلاثة: برمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة وسعي الحج.


وقت رمي جمرة العقبة:

اتفق العلماء على أن أفضل وقت لرمي جمرة العقبة بعد طلوع شمس يوم النحر إلى الزوال، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث جابر : " رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد فإذا زالت الشمس " رواه مسلم (2290 ). فمن رماها من طلوع الشمس إلى الزوال فقد أصاب سنتها ووقتها المختار.


- واختلفوا في أول وقت رميها على أقوال:


الأول: يبدأ وقت جواز الرمي، من بعد نصف الليل الأول من ليلة النحر وبه قال الشافعي وأحمد. وذلك لما روته عائشة رضي الله عنها قالت: "استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبله، وكانت ثبطة، أي ثقيلة، فأذن لها" (رواه البخاري(1568) ومسلم(2271). وقولها أيضاً رضي الله عنها: " أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر، ثم مضت فأفاضت، وكان ذلك اليوم الذي يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يعني عندها " رواه أبوداود[7] . قال النووي رحمه الله: "قال الشافعي والأصحاب: السنة تقديم الضعفاء من النساء وغيرهم من مزدلفة قبل طلوع الفجر بعد نصف الليل إلى منى ليرموا جمرة العقبة قبل زحمة الناس.."[8]. فلما كان منتصف الليل وقت للدفع من مزدلفة، فكان وقتاً للرمي، كبعد طلوع الشمس، وما ورد من الرمي بعد طلوع الشمس هو للاستحباب، وهذا وقت الجواز جمعاً للأحاديث.


الثاني: يبدأ وقت الرمي بعد طلوع الفجر الثاني من يوم النحر، وبه قال أبو حنيفة ومالك وإسحاق وابن المنذر، ورواية عن الإمام أحمد. ومما استدلوا به حديث ابن عباس رضي اله عنهما: " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث به مع أهله إلى منى يوم النحر، فرموا الجمرة مع الفجر" رواه أحمد.


الثالث: يبدأ من طلوع الشمس يوم العيد، ولا يجوز قبل ذلك، وبه قال مجاهد والنخعي، والثوري، وابن حزم[9]. ودليلهم ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما:" أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بضعفة أهله فأمرهم ألا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس"[10]


الرابع: أول وقته للضعفة من طلوع الفجر، ولغيرهم من بعد طلوع الشمس، قال به جماعة من أهل العلم، واختاره ابن القيم رحمه الله والشنقيطي[11]. لأن النبي صلى الله عليه وسلم رمى بعد طلوع الشمس كما في حديث جابر الطويل، وقال: (لتأخذوا مناسككم) رواه مسلم(2286)، والإذن إنما هو للنساء والضعفة، يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "وقت الرمي بالنسبة لجمرة العقبة يوم العيد يكون لأهل القدرة والنشاط من طلوع الشمس يوم العيد، ولغيرهم من الضعفاء ومن لا يستطيع مزاحمة الناس من الصغار والنساء يكون وقت الرمي في حقهم من آخر الليل، وكانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ترتقب غروب القمر ليلة العيد فإذا غاب دفعت من مزدلفة إلى منى ورمت الجمرة، أما آخره فإنه إلى غروب الشمس من يوم العيد، وإذا كان زحام أو كان بعيداً عن الجمرات وأحب أن يؤخره إلى الليل فلا حرج عليه في ذلك، ولكنه لا يؤخره إلى طلوع الفجر من اليوم الحادي عشر"[12].


- واختلفوا في آخر وقت رمي جمرة العقبة على أقوال:


الأول: غروب شمس يوم النحر، وهو قول الثوري، ومالك ووجه عند الشافعية. قال ابن عبدالبر رحمه الله: "أجمع أهل العلم على أن من رماها يوم النحر قبل المغيب فقد رماها في وقت لها، وإن لم يكن مستحباً لها"[13].

الثاني: طلوع فجر اليوم الثاني، وهو قول أبي حنيفة، ووجه عند الشافعية أيضاً.

الثالث: يمتد إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، وهو قول الحنابلة والمشهور عند الشافعية، وهو الذي ذكره الشافعي رحمه الله في الأم[14]. إلا أنه عند أحمد: إذا أخر الرمي إلى أيام التشريق فإنه لا يرميها إلا بعد الزوال.

وقد أفتى جمع من أهل العلم، ومنهم الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله بجواز الرمي وليلاً ، والدليل على ذلك عدم ورود الدليل المانع، والأصل التوسعة على الناس فيما لم يرد فيه نص صحيح صريح, ولاسيما مع شدة الزحام, وقد تقرر في القواعد أن رفع الحرج أصل من أصول الشريعة، وما خير صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثماً، ولا إثم في الرمي ليلاً, إذ لا دليل يمنعه، والأصل عدم المنع . لذا فإنه لا بأس بتأخير الرمي إلى قبيل الفجر من يوم الحادي عشر, والراجح جواز الرمي ليلاً، وأن وقت رمي جمرة العقبة يمتد إلى طلوع الفجر من يوم الحادي عشر، فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب النسك. ويستدل عليه أيضاً بحديث: (رميت بعد ما أمسيت) فقال: (لا حرج) رواه البخاري(1608).
وكذلك فإن من أخر رمي جمرة العقبة إلى الليل ورماها فإن رميه هذا أداء لا رمي قضاء على الصحيح من أقوال أهل العلم؛ لأن القضاء فعل العبادة بعد خروج وقتها, والليل وقت للرمي, فالرمي في الليل رمي في الوقت لا رمي خارج الوقت فيكون أداءً لا قضاء والله ربنا أعلى وأعلم"[15].
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

وقت نحر الهدي وذبحه:


الصحيح في ذلك أن وقت ذبح الهدي هو وقت ذبح الأضحية، فيبدأ وقت الذبح من بعد صلاة العيد أو بقدرها لمن لم يصلِّ، ويستمر إلى غروب شمس ليلة الثالث عشر من ذي الحجة، وكلما بدر بذبحه كان أفضل وانفع للفقراء والمحتاجين، فالأفضل ذبحه يوم العيد، ثم اليوم الحادي عشر وهكذا، وقد قال بعض أهل العلم بجواز ذبح هدي التمتع والقران قبل يوم العيد، وهذا قول ضعيف لا دليل عليه، بل الدليل على عكس ذلك تماماً فإنه صلى الله عليه وسلم لم يذبح هديه قبل يوم العيد، مع أن الحاجة ماسة وداعية إلى ذبحه، لأنه قال: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت"رواه البخاري (1541) ومسلم(2122).


وهذا الحديث دليل على أنه لا يجوز ذبح الهدي قبل يوم العيد وقبل الصلاة، ولو كان ذلك جائزاً لذبحه النبي صلى الله عليه وسلم وحل من إحرامه، فلما لم يفعل ذلك علم أن ذبح الهدي قبل صلاة العيد لا يجوز ولا يجزئ.



مكان نحر الهدي:


ذهب الجمهور من أهل العلم إلى أن نحر الهدي لابد أن يكون داخل الحرم في مكة أو منى أو مزدلفة، سواء كان هدي تطوع أو هدي تمتع أو قران؛ لقوله تعالى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} سورة الحج(33) والمراد بذلك: الحرم كله، كما ذكر المفسرون، وقال صلى الله عليه وسلم: (نحرت هاهنا ومنى كلها منحر) رواه مسلم (1218). وفي رواية: (كل فجاج مكة طريق ومنحر)[16]، وعن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "مناحر البدن بمكة، ولكنها نزهت عن الدماء، ومنى من مكة"[17].


وعلى هذا فلا ينحر هديه في عرفة أو غيرها من الحل؛ لأنها خارج الحرم، فلا يجزئ على المشهور عند أهل العلم، وبعض الناس قد يغفل عن ذلك، فينبغي التنبه له.
أما الهدي لفعل محظور -كحلق الرأس- فهذا يجوز أن يكون في محل فعل المحظور ويجوز أن يكون في الحرم؛ لأن ما جاز في الحل جاز في الحرم إلا جزاء الصيد، فلابد أن يكون في الحرم؛ لقوله تعالى: {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ} (سورة المائدة(95).


وأما هدي الاحصار -وهو وجود مانع من الوصول إلى البيت- فإنه يذبحه في مكان الإحصار؛ لقوله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} (سورة البقرة(196)، لكن لو أراد نقله إلى مساكين الحرم فلا بأس.


مكان تفريق لحم الهدي:


يفرق لحم الهدي داخل حدود الحرم، ثم إن كان هدي تمتع أو قران أو تطوع فله أن يأكل منه ويهدي ويتصدق على مساكين الحرم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم أكل من لحم الهدي، كما في حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم؛ ولأنه دم نسك فهو بمنزلة الأضاحي، فإن أرسل منه إلى الفقراء في العالم الإسلامي، فهذا عمل مشكور وجهد طيب.
وإن كان لترك واجب -على القول به- فإنه يتصدق بجميع لحمه على مساكين الحرم، ولا يأكل منه شيئاً[18].


الاشتراك في الهدي:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة منا في بدنة) رواه مسلم(2323).

وهذا دليل على جواز الاشتراك في الإبل البقر، فالواحدة منها تجزيء عن سبعة، وسواء كان الهدي هدي تطوع أو واجباً كهدي التمتع والقران، أما الشاة الواحدة فلا يجوز الاشتراك فيها، وقد نقل النووي الإجماع على ذلك[19].

يقول العلامة ابن القيم رحمة الله: "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم ذبح هدي العمرة عند المروة، وهدي القران بمنى، وكذلك كان ابن عمر يفعل، ولم ينحر هديه صلى الله عليه وسلم قط إلا بعد أن حل، ولم ينحره قبل يوم العيد، ولا أحد من الصحابة البتة، ولم ينحره أيضاً إلا بعد طلوع الشمس، وبعد الرمي، فهي أربعة أمور مرتبة يوم النحر"[20].
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

أخطاء تقع عند رمي الجمرات

الحمد لله

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رمى جمرة العقبة وهي الجمرة القصوى التي تلي مكة بسبع حصيات، ضُحى يوم النحر، يكبِّر مع كل حصاة منها، مثل حصا الخذف؛ أي : فوق الحِمَّص قليلا .


وروى ابن ماجه ( 3029 ) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو واقف على راحلته : هات الْقُطْ لي قال : فلقطت له حصيات هن حصى الخذف ، فوضعهن في يده ، وقال : بأمثال هؤلاء فارموا ... ، وإياكم والغلو فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين " وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2455) .
وروى أحمد وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله . هذه هي الحكمة من مشروعية رمي الجمرات.



والأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج في رمي الجمرات تكون من وجوه متعددة :

الأول :

أن بعض الناس يظنون أنه لا يصح الرمي إلا إذا كانت الحصى من مزدلفة ، ولهذا تجدهم يتعبون كثيرا في لقط الحصى من مزدلفة ، قبل أن يذهبوا إلى منى، وهذا ظن خاطئ ، فالحصى يؤخذ من أي مكان ، من مزدلفة ، من منى ، من أي مكان يؤخذ ، المقصود أن يكون حصى .

ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه التقط الحصى من مزدلفة حتى نقول : إنه من السنة . فليس من السنة . ولا من الواجب أن يلتقط الإنسان الحصى من مزدلفة ؛ لأن السنة إما قول الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله أو إقراره، وكل هذا لم يكن في لقط الحصى من مزدلفة .


الثاني :

أن بعض الناس إذا لقط الحصى غسله ، إما احتياطا لخوف أن يكون أحد قد بال عليه ، وإما تنظيفا لهذا الحصى ؛ لظنه أن كونه نظيفا أفضل . وعلى كل حال فغسل حصى الجمرات بدعة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، والتعبد بشيء لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة ، وإذا فعله الإنسان من غير تعبد كان سفها وضياعا للوقت .


الثالث :


أن بعض الناس يظنون أن هذه الجمرات شياطين ، وأنهم يرمون شياطين ، فتجد الواحد منهم يأتي بعنف شديد وحنق وغيظ ، منفعلا انفعالا عظيما ، كأن الشيطان أمامه ، ثم يرمي هذه الجمرات ، ويحدث من ذلك مفاسد عظيمة :


1- أن هذا ظن خاطئ فإنما نرمي هذه الجمرات إقامة لذكر الله تعالى ، واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحقيقا للتعبد ، فإن الإنسان إذا عمل طاعة وهو لا يدري فائدتها ، إنما يفعلها تعبدا لله ، كان هذا أدل على كمال ذله وخضوعه لله عز وجل .

2- أن الإنسان يأتي بانفعال شديد وغيظ وحنق وقوة واندفاع ، فتجده يؤذي الناس إيذاء عظيما ، حتى كأن الناس أمامه حشرات لا يبالي بهم ، ولا يسأل عن ضعيفهم ، وإنما يتقدم كأنه جمل هائج .

3- أن الإنسان لا يستحضر أنه يعبد الله عز وجل أو يتعبد لله عز وجل بهذا الرمي ، ولذلك يعدل عن الذكر المشروع إلى قول غير مشروع ، فتجده يقول حين يرمي : اللهم غضبا على الشيطان ورضى للرحمن . مع أن هذا ليس بمشروع عند رمي الجمرة، بل المشروع أن يكبر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم .

4- أنه بناء على هذه العقيدة الفاسدة تجده يأخذ أحجارا كبيرة يرمي بها، بناء على ظنه أنه كلما كان الحجر أكبر كان أشد أثرا وانتقاما من الشيطان . وتجده أيضا يرمي بالنعال والخشب وما أشبه ذلك مما لا يشرع الرمي به .

إذن : إذا قلنا : إن هذا الاعتقاد اعتقاد فاسد، فما الذي نعتقده في رمي الجمرات ؟ نعتقد في رمي الجمرات أننا نرمي الجمرات تعظيما لله عز وجل، وتعبدا له ، واتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


الرابع :

أن بعض الناس يتهاون ولا يبالي هل وقعت الحصاة في المرمى أم لا ؟

والحصاة إذا لم تقع في المرمى فإن المرمى لا يصح ، ويكفي أن يغلب على ظنه وقوع الحصاة في المرمى ولا يشترط اليقين لأن اليقين في هذه الحال قد يتعذر ، وإذا تعذر اليقين عمل بغلبة الظن ؛ ولأن الشارع أحال على غلبة الظن فيما إذا شك الإنسان في صلاته : كم صلى ، ثلاثا أم أربعا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : " ليتحر الصواب ثم ليتم عليه " أخرجه أبو داوود (1020)


وهذا يدل على أن غلبة الظن في أمور العبادة كافية ، وهذا من تيسير الله عز وجل ؛ لأن اليقين أحيانا يتعذر .
وإذا وقعت الحصاة في الحوض ، فقد برئت بها الذمة ، سواء بقيت في الحوض أو تدحرجت منه .


الخامس :

أن بعض الناس يظن أنه لا بد أن تصيب الحصاة العمود الموجود بالمرمى ، وهذا ظن خطأ ، فإنه لا يشترط لصحة الرمي أن تصيب الحصاة هذا العمود ، فإن هذا العمود إنما جعل علامة على المرمى الذي تقع فيه الحصى ، فإذا وقعت الحصاة في المرمى أجزأت سواء أصابت العمود أم لم تصبه .


السادس :

وهو من الأخطاء العظيمة الفادحة، أن بعض الناس يتهاون في الرمي ، فيوكل من يرمي عنه مع قدرته عليه ، وهذا خطأ عظيم ، وذلك لأن رمي الجمرات من شعائر الحج ومناسكه ، وقد قال الله تعالى : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) البقرة / 196 ، وهذا يشمل إتمام الحج بجميع شعائره ؛ فيجب على الإنسان أن يقوم بها بنفسه ، وألا يوكل فيها أحدا .


يقول بعض الناس : إن الزحام شديد ، وإنه يشق علي . فنقول له : إذا كان الزحام شديدا أول ما يقدم الناس إلى منى من مزدلفة ، فإنه لا يكون شديدا في آخر النهار ، ولا يكون شديدا في الليل ، وإذا فاتك الرمي في النهار فارم في الليل ؛ لأن الليل وقت للرمي ، وإن كان النهار أفضل ، لكن كون الإنسان يأتي بالرمي في الليل بطمأنينة وهدوء وخشوع أفضل من كونه يأتي به في النهار ، وهو ينازع الموت من الزحام والضيق والشدة، وربما يرمي ولا تقع الحصاة في المرمى ، المهم أن من احتج بالزحام نقول له : إن الله قد وسع الأمر ، فلك أن ترمي في الليل .
وكذلك المرأة إذا كانت تخشى من شيء في الرمي مع الناس ، فلتؤخر الرمي إلى الليل ، ولهذا لم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة من أهله - كَسَوْدة بنت زمعة وأشباهها - أن يَدَعُوا الرمي ويوكلوا من يرمي عنهم - لو كان من الأمور الجائزة - بل أذن لهم أن يدفعوا من مزدلفة في آخر الليل، ليرموا قبل حَطَمة الناس ؛ وهذا أكبر دليل على أن المرأة لا توكل لكونها امرأة .


نعم لو فرض أن الإنسان عاجز ولا يمكنه الرمي بنفسه ، لا في النهار ولا في الليل ، فهنا يتوجه القول بجواز التوكيل ؛ لأنه عاجز ، وقد ورد عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يرمون عن صبيانهم ، لعجز الصبيان عن الرمي .

على كل حال : التهاون في هذا الأمر - أعني : التوكيل في رمي الجمرات إلا من عذر لا يتمكن معه الحاج من الرمي - خطأ كبير ؛ لأنه تهاون في العبادة ، وتخاذل عن القيام بالواجب .


الإسلام سؤال وجواب
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

أخطاء تقع في الهدي ( النحر )


يرتكب بعض الحجاج أخطاء في الهدي.


منها: أن بعض الحجاج يذبح هدياً لا يجزئ، كأن يذبح هدياً صغيراً لم يبلغ السن المعتبر شرعاً للإجزاء، وهو في الإبل خمس سنوات، وفي البقر سنتان، وفي المعز سنة، وفي الضأن ستة أشهر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تذبحوا إلا مسنة، إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن» ومن العجب أن بعضهم يفعل ذلك مستدلاً بقوله تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: 196]، ويقول: إن ما تيسر من الهدي فهو كاف، فنقول له: إن الله قال: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} و(أل) هنا لبيان الجنس، فيكون المراد بالهدي: الهدي المشروع ذبحه، وهو الذي بلغ السن المعتبر شرعاً، وسلم من العيوب المانعة من الإجزاء شرعاً، ويكون معنى قوله: {فَمَا اسْتَيْسَرَ} أي: بالنسبة لوجود الإنسان ثمنه مثلاً، ولهذا قال: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} [البقرة: 196] فتجده يذبح الصغير الذي لم يبلغ السن، ويقول: هذا ما استيسر من الهدي، ثم يرمي به، أو يأكله أو يتصدق به، وهذا لا يجزئ، للحديث الذي أشرنا إليه.



ومن الأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج في الهدي: أنه يذبح هدياً معيباً بعيب يمنع من الإجزاء، والعيوب المانعة من الإجزاء ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام حين تحدث عن الأضحية وسئل: ماذا ينقّى من الضحايا؟ فقال: «أربع، وأشار بيده عليه الصلاة والسلام: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظلعها، والهزيلة -أو العجفاء- التي لا تُنقي»، أي: التي ليس فيها نِقْي، أي: مخ، فهذه العيوب الأربعة مانعة من الإجزاء، فأي بهيمة يكون فيها شيء من هذه العيوب أو ما كان مثلها أو أولى منها، فإنها لا تجزئ في الأضحية ولا في الهدي الواجب، كهدي التمتع والقران والجبران.



ومن الأخطاء التي يرتكبها الحجاج في الهدي: أن بعضهم يذبح الهدي ثم يرمي به، ولا يقوم بالواجب الذي أوجب الله عليه في قوله: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج: 28] فقوله تعالى: {وَأَطْعِمُوا} أمر لابد من تنفيذه، لأنه حق للغير، أما قوله: {فَكُلُوا مِنْهَا} فالصحيح أن الأمر فيه ليس للوجوب، وأن للإنسان أن يأكل من هديه، وله أن لا يأكل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث بالهدي من المدينة إلى مكة ولا يأكل منه، فيذبح في مكة ويوزع ولا يأكل منه، لكن قوله: {وَأَطْعِمُوا} هذا أمر يتعلق به حق الغير، فلابد من إيصال هذا الحق إلى مستحقيه.



موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.





أخطاء تقع في الحلق والتقصير


الحمد لله


" من الأخطاء التي تكون في الحلق أو التقصير ما يلي :


الأول :

أن بعض الناس يحلق بعض رأسه حلقًا تامًا بالموسى ، ويبقي البقية ، وقد شاهدت ذلك بعيني ، فقد شاهدت رجلاً يسعى بين الصفا والمروة ، وقد حلق نصف رأسه تمامًا وأبقى بقية شعره ، فأمسكت به وقلت له : لماذا صنعت هذا ؟ فقال : صنعت هذا ، لأني أريد أن أعتمر مرتين ، فحلقت نصفه للعمرة الأولى ، وأبقيت نصفه لعمرتي هذه . وهذا جهل وضلال لم يقل به أحد من أهل العلم .


الثاني :

أن بعض الناس إذا أراد أن يتحلل من العمرة ، قصَّر شعرات قليلة من رأسه ، ومن جهة واحدة ، وهذا خلاف ظاهر الآية الكريمة ، فإن الله تعالى يقول : ( مُحلقِّين رؤوسكم ومقصِّرين ) الفتح / 27 ، فلا بد أن يكون للتقصير أثرٌ بيِّن على الرأس ، ومن المعلوم أن قص شعرة أو شعرتين أو ثلاث شعرات لا يؤثر ، ولا يظهر على المعتمر أنه قصر ، فيكون مخالفا لظاهر الآية الكريمة .

ودواء هذين الخطأين أن يحلق جميع الرأس إذا أراد حلقه ، وأن يقصر من جميع الرأس إذا أراد تقصيره ولا يقتصر على شعرة أو شعرتين .


الثالث :

من الناس من إذا فرغ من السعي ولم يجد من يحلق عنده أو يقصر ، ذهبَ إلى بيته ، فتحلل ولبس ثيابه ، ثم حلق أو قصر بعد ذلك . وهذا خطأ عظيم ؛ لأن الإنسان لا يحل من العمرة إلا بالحلق أو التقصير ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين أمر أصحابه في حجة الوداع ممن لم يسق الهدي أن يجعلها عمرة ، قال : ( فليقصر ثم ليحلل ) رواه البخاري (1691) ، ومسلم (1229) . وهذا يدل على أنه لا حل إلا بعد التقصير .


وعلى هذا ، فإذا فرغ من السعي ولم يجد حلاقًا أو أحدًا يقصر رأسه ، فليبق على إحرامه حتى يحلق أو يقصر ، ولا يحل له أن يتحلل قبل ذلك ، فلو قُدِّر أن شخصًا فعل هذا جاهلا بأن تحلل قبل أن يحلق أو يقصر ، ظنًا منه أن ذلك جائز ، فإنه لا حرج عليه لجهله ، ولكن يجب عليه حين يعلم أن يخلع ثيابه ويلبس ثياب الإحرام ؛ لأنه لا يجوز التمادي في التحلل من الإحرام مع علمه بأنه لم يحل ، ثم إذا حلق أو قصر تحلل "
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

أخطاء تقع في الطواف

الأخطاء التي تقع في الطواف وهي على وجوه :


الحمد لله


" الأول :

النطق بالنية عند إرادة الطواف، فتجد الحاج يقف مستقبلا الحَجَر إذا أراد الطواف ، فيقول : اللهم إني نويت أن أطوف سبعة أشواط للعمرة ، أو اللهم إني نويت أن أطوف سبعة أشواط للحج ، أو اللهم إني نويت أن أطوف سبعة أشواط تقربًا إليك .

والتلفظ بالنية بدعة ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولم يأمر أمته به ، وكل من تعبد لله بأمر لم يتعبد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأمر أمته به ، فقد ابتدع في دين الله ما ليس منه ، فالتلفظ بالنية عند الطواف خطأ وبدعة ، وكما أنه خطأ من ناحية الشرع فهو خطأ من ناحية العقل ، فما الداعي إلى أن تتلفظ بالنية مع أن النية بينك وبين ربك ، والله سبحانه وتعالى عالم بما في الصدور وعالم بأنك سوف تطوف هذا الطواف ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى عالماً بذلك فلا حاجة أن تظهر هذا لعباد الله .

والنبي صلى الله عليه وسلم قد طاف قبلك ولم يتكلم بالنية عند طوافه، والصحابة رضي الله عنهم قد طافوا قبلك ولم يتكلموا بالنية عند طوافهم، ولا عند غيره من العبادات ؛ فهذا خطأ.


الثاني :

أن بعض الطائفين يزاحم مزاحمة شديدة عند استلام الحَجَر والركن اليماني ، مزاحمة يتأذى بها ويؤذي غيره ، مزاحمة قد تكون مع امرأة ، وربما ينزغه من الشيطان نزع فتحصل في قلبه شهوة عندما يزاحم هذه المرأة في هذا المقام الضنك ، والإنسان بشر قد تستولي عليه النفس الأمارة بالسوء ، فيقع في هذا الأمر المنكر تحت بيت الله عز وجل ، وهذا أمر يكبر ويعظم باعتبار مكانه كما أنه فتنة في أي مكان كان .

والمزاحمة الشديدة عند استلام الحجر أو الركن اليماني ليست مشروعة ، بل إن تيسر لك بهدوء فذلك المطلوب ، وإن لم يتيسر فإنك تشير إلى الحجر الأسود .
أما الركن اليماني فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أشار إليه ، ولا يمكن قياسه على الحجر الأسود ؛ لأن الحجر الأسود أعظم منه ، والحجر الأسود ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أشار إليه .

والمزاحمة كما أنها غير مشروعة في هذا الحال ، وكما أنه يُخشى من الفتنة فيما إذا كان الزحام مع امرأة ، فهي أيضًا تُحدث تشويشاً في القلب والفكر ، لأن الإنسان لا بد عند المزاحمة من أن يسمع كلاما يكرهه ، فتجده يشعر بامتعاض وغضب على نفسه إذا فارق هذا المحل .

والذي ينبغي للطائف أن يكون دائما في هدوء وطمأنينة ، من أجل أن يستحضر ما هو متلبس به من طاعة الله ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله .


الثالث :

أن بعض الناس يظنون أن الطواف لا يصح بدون تقبيل الحجر ، وأن تقبيل الحجر شرط لصحة الطواف ، ولصحة الحج أيضًا أو العمرة ، وهذا ظن خطأ ، وتقبيل الحجر سنة وليست سنة مستقلة أيضًا ، بل هي سنة للطائف ، ولا أعلم أن تقبيل الحجر يسن في غير الطواف ، وعلى هذا فإذا كان تقبيل الحجر سنة وليس بواجب ولا شرط ، فإن من لم يقبل الحجر لا نقول إن طوافه غير صحيح أو إن طوافه ناقص نقصا يأثم به ؛ بل طوافه صحيح وإذا وُجد زحام شديد فإن الإشارة أفضل من الاستلام ؛ لأنه هو العمل الذي فعله الرسول صلى الله عليه وسلم عند الزحام ، ولأن الإنسان يتقي به أذى يكون منه لغيره ، أو يكون من غيره له .

فلو سألنا سائل وقال : إن المطاف مزدحم فماذا ترون : هل الأفضل أن أُزاحم فأستلم الحجر وأقبله ، أم الأفضل أن أشير إليه ؟
قلنا : الأفضل أن تشير إليه ؛ لأن السنة هكذا جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .


الرابع :

تقبيل الركن اليماني . وتقبيل الركن اليماني لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والعبادة إذا لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي بدعة وليست بقربة ، وعلى هذا فلا يشرع للإنسان أن يقبل الركن اليماني ، لأن ذلك لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما ورد فيه حديث ضعيف لا تقوم به الحجة .


الخامس :

بعض الناس عندما يمسح الحجر الأسود أو الركن اليماني يمسحه بيده اليسرى كالمتهاون به ، وهذا خطأ فإن اليد اليمنى أشرف من اليد اليسرى ، واليد اليسرى لا تُقدَّم إلا للأذى ، كالاستنجاء بها والاستجمار بها ، والامتخاط بها وما أشبه ذلك ، وأما مواضع التقبيل والاحترام ، فإنه يكون لليد اليمنى .


السادس :

أنهم يظنون أن استلام الحجر والركن اليماني للتبرك لا للتعبد ، فيتمسحون به تبركًا وهذا بلا شك خلاف ما قصد به ، فإن المقصود بالتمسح بالحجر الأسود أو بمسحه وتقبيله تعظيم الله عز وجل ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استلم الحجر قال : الله أكبر ، إشارة إلى أن المقصود بهذا تعظيم الله عز وجل ، وليس المقصود التبرك بمسح هذا الحجر، ولهذا قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عند استلامه الحجر : والله إني لأعلم أنك حجر ، لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك .
هذا الظن الخاطئ من بعض الناس- وهو أنهم يظنون أن المقصود بمسح الركن اليماني والحجر الأسود التبرك- أدى ببعضهم إلى أن يأتي بابنه الصغير فيمسح الركن أو الحجر بيده ، ثم يمسح ابنه الصغير أو طفله بيده التي مسح بها الحجر أو الركن اليماني ، وهذا من الاعتقاد الفاسد الذي يجب أن يُنهى عنه ، وأن يُبَيَّن للناس أن مثل هذه الأحجار لا تضر ولا تنفع ، وأن المقصود بمسحها تعظيم الله عز وجل وإقامة ذكره ، والاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم .

....
وكل هذه الأمور وأمثالها مما لا شرعية فيه ، بل هو بدعة ولا ينفع صاحبه بشيء ؛ لكن إن كان صاحبه جاهلا ولم يطرأ على باله أنه من البدع ، فيُرجى أن يعفى عنه ، وإن كان عالمًا أو متهاونًا لم يسأل عن دينه ، فإنه يكون آثما .


السابع :

أن بعض الناس يخصص كل شوط بدعاء معين ، وهذا من البدع التي لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يخص كل شوط بدعاء ، ولا أصحابه أيضًا ، وغاية ما في ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنما جعل الطواف بالبيت والصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ) .


وتزداد هذه البدع خطأ ، إذا حمل الطائف كتيبا ، كُتب فيه لكل شوط دعاء ، وهو يقرأ هذا الكتيب ، ولا يدري ماذا يقول ؛ إما لكونه جاهلا باللغة العربية ، ولا يدري ما المعنى ، وإما لكونه عربيًا ينطق باللغة العربية ولكنه لا يدري ما يقول ، حتى إننا نسمع بعضهم يدعو بأدعية هي في الواقع مُحرَّفة تحريفًا بينًا ، من ذلك أننا سمعنا من يقول : اللهم أغنني بجلالك عن حرامك ، والصواب : بحلالك عن حرامك .


ومن ذلك أيضًا أننا نشاهد بعض الناس يقرأ هذا الكتيب ، فإذا انتهى دعاء الشوط وقف ولم يدع في بقية شوطه ، وإذا كان المطاف خفيفًا ، وانتهى الشوط قبل انتهاء الدعاء ، قطع الدعاء .

ودواء ذلك أن نبين للحجاج ، بأن الإنسان في الطواف يدعو بما شاء وبما أحب ، ويذكر الله تعالى بما شاء ، فإذا بُيِّن للناس هذا زال الإشكال .
 
رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

رد: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِ

أخطاء تقع في السعي بين الصفا والمروة:


- النطق بالنية، فإن بعض الحجاج إذا أقبل على الصفا قال: "إني نويت أن أسعى سبعة أشواط لله تعالى" ويعين النسك الذي يسعى فيه، وهذا خطأ يتلافى بأن يقتصر الإنسان على ما في قلبيه من النية.

بعض الحجاج يظن أنه لا يتم سعيه إلا بصعود الصفا حتى أعلاه والمروة حتى أعلاه، والصحيح أنه يكفي أن يرتفع قليلا ولو لم يبلغ آخرهما.

بعض الحجاج يظن أن الطهارة شرط في السعي كالطواف، وهذا غير صحيح؛ فالسعي لا تشترط له الطهارة لكن لو تطهر من أراد السعي لكان أفضل وأكمل.

بعض الحجاج يمشي بين الصفا والمروة مشيا معتاد ولا يلتفت إلى السعي الشديد بين العلمين الأخضرين، وهذا خلاف السنة.

وبعض الحجاج تجده يرمل في جميع السعي من الصفا إلى المروة والإشفاق على النفس وأذاية الساعين.

بعض الحجاج إذا صعد على الصفا واستقبل القبلة جعل يرفع يديه ويشير بها كالرفع في تكبير الإحرام وهذا خطأ فالرفع هنا رفع دعاء وليس رفع كرفع التكبير.

بعض الحجاج يستمر في سعيه بعد إقامة الصلاة، وهذا خطأ فإذا أقيمت الفريضة لزمه قطع السعي وأداء الصلاة، وكذلك يجوز قطع السعي لحاجة ثم مواصلة السعي بعد ذلك من المكان الذي توقف فيه.

بعض النساء يسرعن في المشي بين العلمين كما يفعل الرجال وهذا خطأ فالمرأة تمشي المشية المعتادة.

بعض الحجاج يخصصون كل شوط بدعاء معين وهذا خلاف للسنة.

- بعض الناس يتلو قوله تعالى { إنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ } [سورة البقرة: 158]، في كل شوط وهذا خطأ بل هي مشروعة عند ابتداء السعي إذا دنا من الصفا أول مرة فقط بعد الطواف.

بعض الحجاج يكرر السعي اجتهاد منه ورغبة في الخير وهذا خطأ فالسعي لا يجوز تكراره لأنه عبادة خاصة وليس كالطواف. بعض الحجاج يظن أن السعي أربعة عشر شوطا بحيث يبدأ بالصفا ثم يعود إليه بعد مروره بالمروة ويعتبر هذا شوطا أي دورة كاملة، وهذا خطأ؛ فالسعي سبعة أشواط ذهابه شوط وعودته من المروة إلى الصفا شوط بحيث يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة.

بعض الحجاج يصلي ركعتين بعد تمام السعي كما فعل بعد تمام الطواف وهذا لا أصل له في الشرع


أخطاء تقع في السعي بين الصفا والمروة


ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حين دنا من الصفا قرأ: (إن الصفا والمروة من شعائر الله ) ثم رقى عليه حتى رأى الكعبة، فاستقبل القبلة ورفع يديه، فجعل يحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو، فوحد الله وكبره وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك فقال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل ماشيًا فلما انصبَّت قدماه في بطن الوادي وهو ما بين العلمين الأخضرين سعى حتى إذا تجاوزهما مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصَّفا.
 

عودة
أعلى