وسائل متنوعة للتواصل البديل لمرضى التوحد

ام محمود

منتدى متلازمة داونومنتدى برامج والعاب تعليميه
وسائل متنوعة للتواصل البديل لمرضى التوحد
التواصل غير اللفظي، الاتصال البديل، أو الاتصال التعويضي جميعها مسميات لنفس المصطلح ومن المعروف أن ما نسبته 50% أو أكثر من الأطفال المصابين بالتوحد يعتبرون غير ناطقين، وتبقى النسبة الأكبر من هذه الفئة دون اتصال مع الآخرين ما لم يتم تدريبهم على وسائل الاتصال التي يمكن اعتبارها صوت هؤلاء الأطفال وكلامهم.


ويطلق على هذه الوسائل وسائل الاتصال البديلة التعويضية والتي يمكن تعريفها على انها شكل من أشكال التواصل التي يمكن تقديمها لبعض الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على الكلام، أو الذين تكون محاولاتهم التواصلية اللفظية غير واضحة، والذين يحتاجون مساعدة للتغلب على صعوبة إيجاد الكلمات، ومن الأمثلة على ذلك استخدام جهاز الكمبيوتر أو استخدام ألواح الاتصال أو أية أجهزة أخرى تقوم بإيصال الرسالة التواصلية للآخرين عوضاً عن الكلام.


فإذا كان لدى الطفل المصاب بالتوحد صعوبة في النطق وعدم مقدرة على الكلام أو عدم مقدرة على التواصل كلامياً مع الآخرين، فيجب علينا كفريق تربوي إيجاد الوسيلة المناسبة لهذا الطفل بعد أن يتم تدريب الطفل على الكلام واللغة التعبيرية فترة تتراوح ما بين 612 شهراً.


وفي حالة عدم وجود تقدم أو كان تقدم الطفل بطيئاً نقوم بتعليمه على استخدام وسائل الاتصال البديلة مثل ألواح الاتصال، كتب الاتصال، لغة الإشارة، والحاسب (جهاز الكمبيوتر) مما قد يساعدنا مستقبلاً على تطوير القدرات التعبيرية للطفل. إن الهدف الرئيس من إضافة التواصل البديل هو زيادة التواصل، وزيادة التواصل ما هي إلا زيادة الكلام وليس إيقافه.


ومن الواضح أن البدء بالاتصال البديل بالسرعة الممكنة يساعد في تطوير القدرات الكلامية لدى الطفل. ويجب أن نتذكر بأن هذا النظام قد يستغنى عنه إذا تكونت لدى الطفل حصيلة لغوية لفظية كافية. حيث إن الهدف من استخدام وسائل الاتصال التعويضية أو البديلة هو تحفيز المهارات التواصلية في مختلف الأعمار والمستويات الوظيفية للأطفال المصابين بالتوحد.


ومن الأمثلة على تلك الوسائل:


1 ـ الجداول المكتوبة أو الصور: حيث توضع مجموعة الصور أو المجسمات أو الكلمات على شكل جدول يوضح ما هو مطلوب من الطفل خلال اليوم.


2 ـ لوح الاتصال: هو شكل تقني منخفض الأداء من أشكال التواصل التبادلي التعويضي ومن الممكن أن يستخدمه الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على الكلام أو يملكون نتاجا لفظياً محدوداً أو غير واضح. ويكن استخدامه كوسيلة مؤقتة للتواصل حتى تتحسن قدرة الطفل على التواصل اللفظي. وقد يحتوي هذا اللوح على صور أو رموز أو كلمات أو جمل قصيرة، اعتماداً على ما يمكن للطفل أن يفهمه بشكل أفضل ويلبي حاجاته الأساسية.


3 ـ وضع الأعمال الروتينية على بطاقات قابلة للقلب: حيث توضع الأعمال التي يقوم بها الطفل بشكل روتيني على بطاقات قابلة للقلب باستخدام صور أو كلمات أو رموز.


4 ـ كتاب التواصل: هو عبارة عن كتاب يحتوي على مجموعة من الرموز على شكل كلمات أو صور، توفر وسيلة اتصال للطفل غير القادر على الكلام ولديه القدرة على استخدام التأشير باليد وتقليب الصفحات، وعادة ما يكون على عدة أشكال منها البوم الصور، أو الكلمات، أو ميدالية تحمل باليد.


5 ـ محفظة المواضيع: حيث تحتوي هذه المحفظة على مجموعة من البطاقات، وكل بطاقة تمثل موضوعاً معيناً من خلال كلمة أو صورة موجودة على تلك البطاقة.


6 ـ لوح الاتصال المحدد: مثل لوح الأوقات، لوح المطعم، لوح الأعمال الروتينية ... الخ.


7 ـ لوح الكتابة القابل للمحو (الإزالة): والذي يكون متصلاً بلوح التواصل الخاص مما يتيح الفرصة للطفل حرية أكثر للتواصل مع الآخرين.


وسائل عدة


وعادة ما تكون ألواح الاتصال على شكل مفردات مكتوبة أو مصورة والتي يمكن معرفتها وتمييزها من قبل الطفل من خلال التأشير أو النظر أو المفاتيح الالكترونية.


عند اختيار وسيلة الاتصال للطفل المصاب بالتوحد من الضروري اجتماع الفريق التربوي لتقييم قدرات الطفل التواصلية إذ ان هناك مجموعة من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تحديد وسيلة الاتصال، ومن هذه العوامل ما يتعلق بالطفل ومنها ما يتعلق بالوسيلة نفسها، من العوامل التي تتعلق بالطفل:


1 ـ وضعية جسم الطفل والتي تؤثر على حركة جميع العضلات.


2 ـ المهارات الحركية للفم اللازمة لإنتاج الكلام.


3 ـ التحكم باستخدام الذراع للتأشير واستخدام اليد حسب ما تقتضيه الوسيلة.


4 ـ حدة البصر والقدرة على التحكم بعضلات العين للنظر إلى الوسيلة.


5 ـ مهارات الاستيعاب البصري للتمييز والاختيار.


6 ـ مدى المهارات اللغوية التي يمتلكها الطفل.


7 ـ القدرة على الاستيعاب بشكل عام.


كما ان هناك عدة خصائص يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تصميم أو تحديد الوسيلة الأكثر ملاءمة للطفل ومنها ما يلي:


1 ـ العامل الاستقلالي: هل تحتاج هذه الوسيلة لشخص آخر لحملها في كل مرة أو هل من الممكن استخدامها من قبل الطفل بدون مساعدة؟ وتعتمد الإجابة على مثل هذا التساؤل عادة على نوع الوسيلة المختارة وكيف توضع مع الطفل، فعلى سبيل المثال قد لا يحتاج الطفل إلى مساعدة في حمل كتاب التواصل خاصته.


2 ـ سهولة الحمل: هل يمكن نقل الوسيلة من مكان لآخر دون إرهاق للطفل، مثلاً من صف إلى آخر في المدرسة، فعلى سبيل المثال يصعب نقل جهاز الكمبيوتر من مكان لآخر. ولهذا يجب توفر وسيلة فعالة مع الطفل لاستخدامها في مختلف الأوقات والأماكن.


3 ـ التكلفة: في بعض الأحيان تكون الوسيلة المرتفعة التكلفة ضرورية لتلبية حاجات الطفل، وبالمقابل فإن الوسيلة الأقل تكلفة تكون مفيدة في بعض الأحيان.


4 ـ تناسق النشاطات: ما هي الأنشطة التي يمكن للطفل القيام بها بينما يحمل وسيلة الاتصال خاصته، هل يستطيع الطفل استخدام الوسيلة أثناء تناوله وجبة الطعام، أو أثناء أداء واجباته المدرسية؟


5 ـ الوضوح: يجب أن تكون الوسيلة سهلة ومفهومة من قبل الجميع، في البيت وفي المدرسة وفي المجتمع.


6 ـ المرونة: يجب أن تكون الوسيلة مرنة قدر الإمكان لتلبية احتياجات الطفل الذي يستخدمها، بحيث يمكن إضافة بنود جديدة إليها كلما لزم الأمر.


7 ـ سهولة الاستخدام: يجب أن تكون الوسيلة سهلة الاستخدام في جميع الأوقات وفي مختلف البيئات.


في البداية قد يكون من الصعب على الطفل استخدام وسيلة الاتصال الخاصة به وبالتالي فالمعلم أو المعالج أو المربية يتحملون مسؤولية وسيلة الاتصال وتشجيع الطفل على استخدامها، فليس من المتوقع أن يتحمل الطفل مسؤولية وسيلة الاتصال حتى يعرف أن تلك الوسيلة هي بمثابة الصوت الذي يصدره، ولهذا يجب علينا توفير تلك الوسيلة باستمرار لتكون قريبة من الطفل طوال الوقت وفي متناول يده.


أنشطة متنوعة


فيما يلي بعض الأنشطة لتحفيز التواصل عند الأطفال غير الناطقين المصابين بالتوحد:


1 ـ تصميم لوح تواصل خاص في البيت، والبدء بالتدريب على الصور العائلية المألوفة للطفل، مثل صور الألعاب، صور الأطعمة، والمجسمات التي يعرفها الطفل، ويفضل استخدام الكتابة مع الصور لتسهيل ربط الصورة مع الكلمة.


2 ـ التحدث بلغة بسيطة، وجمل قصيرة، شريطة أن تكون واضحة ومباشرة، ومحاولة جعل التعليمات للطفل واضحة وسهلة قدر الإمكان.


3 ـ تعزيز الطفل على كل محاولاته التواصلية سواءً بإنتاج الصوت، أو استخدام الإيماءات، أو التواصل البصري، أو استخدام الوسيلة التي يتدرب عليها.


4 ـ التحدث عن الأعمال التي تقوم بها مع الطفل، فعند الذهاب إلى مكان معين خذه معك، اجعله يختار ما يريد وشجعه على ذلك.
 
البرامج المنزلية تساعد المصابين باضطراب التوحد

البرامج المنزلية تساعد المصابين باضطراب التوحد

البرامج المنزلية تساعد المصابين باضطراب التوحد
لا يمكن لأحد أن ينكر أنه لا سعادة توازي تلك التي يشعر بها الوالدان عند ولادة طفل لهما، ذلك الطفل الذي لطالما كانا يحلمان به ويتوقان لرؤيته وقد رسموا في مخيلتهم أجمل وأذكى وأقوى طفل يقوم بتحقيق كل تلك الرغبات التي يحملانها له.


لكن سرعان ما تهتز هذه الصورة عندما يلاحظان تلك التصرفات الغريبة التي يقوم بها وبدلاً من التكلم يصدر أصواتاً غير مفهومة أو يبقى صامتا معظم الأحيان ولا يبدي اهتماماً بألعابه الكثيرة المتنوعة أو انه لا يعرف كيفية اللعب بها ويصيبهم الذهول عند عرض حالته على الاختصاصي ويسمعان منه كلمة (طفلكم مصاب بالتوحد)، ينتابهم الارتباك والحيرة تصل أحيانا إلى النكران وعدم التصديق


ورغم أن هذه الحالة التي يمر بها الوالدان قد تستغرق وقتاً يختلف باختلاف طبيعة الوالدين وخبراتهم الشخصية في الحياة إلا أنهم في النهاية يصلان إلى مرحلة تقبل الحقيقة ويبدآن في البحث عن الحلول والطرق التي تمكنهما من مساعدة صغيرهما.


جدير بالذكر هنا أن الكثير من أولياء الأمور للأطفال المصابين باضطراب التوحد قد كرسوا حياتهم في سبيل خدمة ومساعدة أولادهم، وبالتالي خدمة المصابين باضطراب التوحد بشكل عام ونذكر هنا السيد والسيدة (كوفمان) واللذين صمما برنامجا تدريبيا منزلياً يسمى برنامج (صن رايز)،


فبعد أن شخص الأطباء ولدهما (راين) البالغ من العمر سنة ونصف السنة بالتوحد وأن حالته ميئوس منها صمما على أن يقوما هما بمساعدة طفلهما وقاما بتصميم برنامجهما الذي يركز على تقوية التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى والتعلم من خلال اللعب الجماعي ومشاركة الطفل بما يقوم به كتقليده في بعض حركاته كالتصفيق أو الرفرفة أو الأصوات وهذا في البداية فقط لبناء العلاقة والثقة معه على أن لا يستمر ذلك لفترة طويلة حتى لا يتم تعزيز تلك الحركات النمطية بالإضافة إلى المتعة والإثارة فأي انجاز حتى ولو كان بسيطا يقابل من الوالدين ومن حوله بالتصفيق وكلمات التشجيع والثناء بصوت عالٍ إلى درجة المبالغة في ذلك.


بالعودة إلى الطفل (راين) وبعد سنتين ونصف السنة من تطبيق برنامج «صن رايز» معه لم يعد يحمل صفة توحدي بعد إعادة تشخيصه من قبل الأطباء بل كبر وتخرج من الجامعة وأصبح يدرب أهالي الأطفال المصابين «بالتوحد في مركز والديه في ولاية»Massachusetts. البرنامج الآخر الذي يمكن ذكره هنا هو البرنامج الذي صممته السيدة «سارة نيومان» وهي أيضا والدة طفل توحدي وأطلقت على برنامجها اسم «برنامج المنزل».


تركز (سارة نيومان) على الأنشطة المنزلية اليومية التي يقوم بها الأهل في البيت واستخدامها في تنمية المهارات المعرفية واللغوية والاجتماعية أو البدنية وأقصد بالأنشطة المنزلية كالطبخ وتحضير طاولة الطعام وغسيل الأطباق وترتيب المنزل وخزانة الثياب والاهتمام بالحديقة....... الخ).


تقول سارة: «إننا ربما لا ندرك قيمة النشاطات المنزلية كفرصة للطفل ليتعلم ويمارس مهارات بدنية ويستخدم اللغة ويكتسب مهارات اجتماعية من خلال مشاركة أفراد أسرته في المنزل. ربما لأننا لا نود أن نمارسها بأنفسنا وبالتالي نحرمهم أيضاً منها أو لأننا نريد الهدوء التام أو عدم التعقيد والتأخير في إنجاز أعمال المنزل.»


فكثيراً ما تستخدم الأعمال والمهام المنزلية كنشاطات للتدريب والتطوير فمثلاً عندما يطلب من الطفل ترتيب وفرز الجوارب فإن ذلك يعلمه مهارات المطابقة والترتيب وعند فرزه ونشره للملابس المغسولة فإنه يتعلم التجميع والتصنيف وعندما يضع ويصف بعض الأطعمة على المائدة فإنه يتعلم شيئاً عن الترتيب والحساب، أما كنسه لأوراق الأشجار والأزهار المتساقطة بحديقة المنزل فهو تمرين لعضلات اليدين والكتف كما أن مشاركته في إعداد الطعام وتوزيعه سيتعلم منها المشاركة الاجتماعية للآخرين.


تقول فاطمة وهي أم لطفلة مصابة بالتوحد: إن استخدام هذا البرنامج في المنزل سيساعد كثيرا في تنمية مهارات مساعدة الذات وخاصة في ترتيب المواد الخاصة بالطفل بالإضافة إلى إشغاله في مهمات مفيدة وإبعاده عن الانشغال بسلوكيات غير مرغوبة أو الانسحاب من الواقع وأضافت أنها ستحاول القيام بتنفيذ البرنامج في البيت على الرغم من أنها ستواجه الكثير من الجهد والمتاعب في البداية». وأخيرا وعلى الرغم أن هناك ما يبرر تلك الحالة العصيبة التي يمر بها الوالدان بعد معرفتهما بإصابة طفلهما إلا أن هذا لا يعني أن تستمر طويلا.


عليهما أن يواجها الواقع كما هو عليه والتكيف معه وربما بداية يجب عليهم الاسترخاء لفترة والتفكير بروية من اجل الاستعداد والتخطيط للمرحلة المقبلة وتكون على أساس تثقيف الذات وتجميع اكبر قدر ممكن من المعلومات حول طفلهم وأعراضه وعن التوحد وكل ما كتب عنه بالإضافة إلى بناء علاقات واسعة مع ذوي الأطفال المصابين باضطراب التوحد والاختصاصيين وتبادل المعلومات والآراء حول كل ما يمكن أن يخطر ببالهم والتواصل الدائم مع اقرب مركز متخصص للتوحد أو لذوي الحاجات الخاصة في منطقتهم.


أما ومن جهتنا نحن (مركز دبي للتوحد) فنحن على استعداد دائم لاستقبالكم والتعاون معكم وتقديم ما يمكن تقديمه.


وهذه بعض الكتب التي يمكن الاستفادة من قراءتها في التعامل مع طفلك التوحدي في البيت:


ـ كتاب «دليلك للتعامل مع التوحد»


تأليف د. رابية حكيم


Son -Rise : the miracle continues


تأليف السيد والسيدة كوفمان


ـ كتاب إعاقة التوحد المعلوم المجهول كاملاً


طرق التدخل والعلاج


دليل عملي للمعلمين وأولياء الأمور -


إعداد: فادي رفيق شبلي


عامر عثمان


مركز دبي للتوحد
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
 

عودة
أعلى