الاحصائيات المتقدمة

تقليص

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نجعل من رمضان نقطة تحوّل في حياتنا ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • Font Size
    #1

    كيف نجعل من رمضان نقطة تحوّل في حياتنا ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كيف نجعل من رمضان نقطة تحول في حياتنا -1

    بما أن شهر رمضان يتميز بكل الفضائل والمميزات التي لا تحصى، فلذلك يجب علينا استثماره إلى أقصى الحدود الممكنة، ونغتنم فضائله وكراماته بقدر ما نستطيع ونجعل منه فعلاً نقطه تحول لحياتنا كلها.
    س: كيف نجعل من شهر رمضان نقطه تحول في حياتنا؟
    ج: وللإجابة عن هذا السؤال المهم جداً لا بد أن نسأل أنفسنا سؤالاً مهماً أيضاً وهو:
    هل نحن نتمنى أن يكون شهر رمضان نقطه تحول في حياتنا؟
    سنجد أن الإجابة: نعم ومن منا لا يريد أن يكون رمضان نقطة تحول في حياته؟
    ولكن هل يتحقق لنا ما نريد بمجرد قولنا نعم نحن نتمنى ذلك كله؟
    والإجابة: كلا...لأن الأمنيات لا تحقق شيئا ولأن التمني دائما يكون للشيء الذي لا يمكن تحقيقه يقولتعالى: (ليس بأمانيكم ولا بأماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد به من دون الله وليا ولا نصيرا) النساء.
    وبنظرة فاحصة لواقعنا وواقع أمتنا نجد أننا أمه تتمنى!! ولذلك لم تقم لنا قائمة في هذا العصر، والحقيقة المرة التي يجب أن نواجهها فعلاً هي أنه من يريد شيئاً فلا بدَ له أن يعمل لتحقيقه، بعكس الذي يتمنى فهذا لا يعمل شيئاً سوى التمني ويظل ينتظر القدر لتحقيق أمانيه!.
    ونحن أصبحنا بعكس الأمم الأخرى التي قررت ما تريد انجازه لا ما تتمنى إنجازه، ولذلك فقد أخذت بالأسباب وحققت ما تريد، يقول تعالى: (و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب) الزخرف.
    وإذا سألنا أنفسنا فعلاً لماذا أمتنا في هذا الوضع البائس؟
    نجد الجواب سريعاً أننا أمة تتمنى فقط والأمنيات كما أسلفنا لا تقدم شيئاً ولا تؤخر، وإذا ما انتقلت أمتنا من مجال التمني إلى مجال الإرادة فإنها ستحقق ما تريد.
    والمصيبة الكبرى أن الكثير منا إذا قرر ما يريد فعلاً فإن ما يريده يكون محصوراً في الدنيا فقط وليس له في الآخرة نصيب (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) هود.. والحقيقة هي أنه ليست الدنيا هي غاية المطلب، ولذلك يصور لنا الرسول صلى الله عليه وسلم مشهداً من مشاهد يوم القيام عندما تأتيه الأمم على الحوض فيمنعهم جبريل ويأخذ بهم إلى النار، فينادي الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول: أمتي أمتي فيقول له جبريل: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم سحقاً سحقاً. ولذلك كانت أمة محمد صلى الله عليه وسلم مطالبة بتحقيق الخلافة في الدنيا لقوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة) البقرة. وكذلك نيل رضي الله والفلاح والفوز في الآخرة ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة وتحقيق الوسطية في الأرض (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) البقرة. والوسطية في الدنيا و الشهادة على الأمم تتطلب منا نجاحاً وفق منهاج النبوة وليس مجرد أمنيات، لأن الإيمان كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (الإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل).
    و لذلك وللإجابة عن السؤال المهم وهو: كيف نجعل من رمضان نقطة تحول في حياتنا؟
    لابد لنا من أن نريد ذلك لا أن نتمناه، نريد أن يكون شهر رمضان فعلاً نقطة تحول في حياتنا وهذا هو المدخل الأول للإجابة عن السؤال.
    والمدخل الثاني:
    لابد لنا أن نعرف من نحن بشكل أعمق لأن فهمنا لذاتنا يجعلنا نتقن التعامل مع ذواتنا وفق ما خلقنا الله عليها (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) التين.
    وهناك ثلاثة مستويات تمثل ذواتنا وهي:
    1- منطقة الرأس والذي يمثل الذهن والفكر والعقل.
    2- منطقة الصدر والذي يمثل العواطف والمشاعر والأحاسيس.
    3- منطقة البطن والتي تمثل الغرائز والرغبات والشهوات.
    إذاً لدينا ثلاثة مستويات المستوى الأعلى العقلاني، والمستوى الأوسط العاطفي، والمستوى الأدنى الغرائزي.
    وبهذه المستويات والتركيبة السوية خلقنا الله تعالى وخاطبنا بقوله: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) الشمس. وبنظرة أعمق لمنطقة الوجه نجدها أيضاً تحمل المستويات الثلاثة فالجزء الأعلى من الوجه له علاقة بالتفكير والجزء الأوسط له علاقة بالعواطف والجزء الأدنى له علاقة بالغرائز كما يوضح ذلك علم الفسيولوجي بأن الرأس له علاقة بالفكر والأذنين والعينين منفذ للمشاعر والفم منفذ للشهوات.
    ولذلك جاء في الحديث (من يضمن لي ما بين فكيه وفخذيه أضمن له الجنة) ومن هذه الناحية نجد أن الصيام هو: امتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وهذا المدخل له علاقة بالمستويات الثلاثة للإنسان. والمدخل الثاني له علاقة بعلم أسرار الحروف فمن قوله تعالى (فألهمها فجورها وتقواها) الشمس. سنأخذ حرفي الفاء والقاف وهذان الحرفان من الحروف المركزية في علم أسرار الحروف.
    فحرف الفاء لو قسمناه على المستويات الثلاثة نجد أنه في لمستوى الأعلى العقلاني: فكر، فهم وفي المستوى الأوسط: المشاعري: في الضيق والكرب نجد فرج وفرح وفي القسم الأدنى: الغرائزي: فجور وفسق (فجر، فسق، فتك).
    وحرف القاف نجده في الارتقاء وله علاقة بالتقوى وله علاقة أيضاً بالقوة: (قدر، قتل، قسر) وعلاقة بالجمع: (عقد، طاقة، قدر) وله علاقة بالأصوات: (زقزقه، شهق، نهق) وكما يقولون: لكل شخص من اسمه نصيب، الرجل بألف رجل: قيلت في شخص اسمه القعقاع.
    وبإسقاط حرفي الفاء والقاف على شهر رمضان وكيف نجعل منه شهراً أو نقطة تحول في حياتنا؟
    نجد أن العالم بأسره تحول في ليلة القدر في حالة قيام، نزل القرآن، نزل به روح القدس وبدأ بكلمة اقرأ نزل على قلبك أنت يا أبا القاسم لتكون من المنذرين، والتقوى محلها القلب لقوله صلى الله عليه وسلم:
    (التقوى هاهنا وأشار إلى صدره ثلاثاً) ونزلت بعد اقرأ (يا أيها المدثر قم فانذر)المدثر.. ونزلت أيضاً: ( يا أيها المزمل (1) قم الليل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا (4) إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا
    (5) إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا) المزمل.. ونزلت (اقتربت الساعة وانشق القمر) القمر. ونزلت سورة كاملة اسمها سورة ق إلى غير ذلك من الأسرار العجيبة.
    وبنهاية هذا البحث سنصل إلى نقطة مهمة وهي أنه يجب علينا أن نتحول من حرف الفاء في المستوى الأدنى إلى حرف القاف في مستواه الأعلى

    يتبع بإذن الله ...





  • Font Size
    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    كيف نجعل من رمضان نقطة تحول في حياتنا 2- قانون النية

    [align=right]قانون النية:
    قانون النية والإرادة من أهم القوانين، لأن أي عمل يراد القيام به لا بد إن تسبقه نية وإرادة للقيام به وأدائه ، لقوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) وسنلخص قانون النية بكلمة واحدة لا بد أن تجسده أفضل تجسيد وهو كلمة أيمان، ومن حروف كلمة إيمان سيتحدد هذا القانون:
    أ) إيجابي: لا بد أن يكون ما نريده إيجابيا مبدوء بكلمة أريد: ونحدد ما نريده بالضبط على كافة المستويات الجسدية والروحية والعقلية والاجتماعية ولا بد إن يكون ما نريده واضحا لدينا ومعروف لدينا أين سنصل بالضبط (أبدأ والنهاية في عقلك) ونكون مدركين للأجر والثواب ولدينا تفاعلاً وجدانيا مع ما نريد، ولا بد لذلك من برهاني عملي وهو الكتابة ولذلك نكتب ما نريده بشكل واضح بعد كلمة أريد، ونختم الجملة بكلمة بإذن الله مثلا: أريد أن يكون رمضان نقطة تحول في حياتي بإذن الله.
    ي) يخصني: من الضروري أن يكون ما كتبناه بعد كلمة أريد شيئاً يخصنا نحن وله علاقة بعملنا نحن وبميولنا ومحققاً لرغباتنا جالباً مصلحةً لنا، ونحدد بدقة ماذا سيعود علينا من صيام شهر رمضان.
    م) محدد:وفي هذه النقطة بالذات لا بد أن يكون ما نريده ويخصنا نحن شيئا محدداً، فالتحديد هنا مهم ولتحديد ما نريده لا بد نجيب على أسئلة خمسة ستعيننا على تحيد ما نريد:
    1- لماذا: لماذا هذا الشيء الذي نريده؟
    2- متى : متى نريد حصول هذا الشيء؟
    فنحدد نقطة البداية والنهاية
    3- أين: أين نريد انجاز هذا الشيء الذي نريده؟
    أي لا بد من تحديد المكان
    4- كيف: كيف نحقق هذا الشيء الذي نريده؟
    وذلك بوضع خطة دقيقة للعمل
    5- مع من: مع من سننجز هذا الشيء الذي نريده؟ و هذا سيجعلنا نفكر بأن من سيكون معنا في إنجاز هذا العمل متفقاً معنا في كافة الأسئلة الأربعة السابقة ومنسجماً معنا انسجاماًً تاماً ومقتنعاً بما نريد عمله وتحقيقه وسيكون خير معين لنا على القيام بذلك.
    ا) الحرف الرابع من كلمة إيمان وهو الألف ويمثل أداة قياس: وهنا لابد أن نحدد أداةً أو معياراً لقياس ما نريد تحقيقه كأن يكون مثلا قراءة خمس صفحات عند كل صلاة فأداة القياس لما نريد عمله هي التي ستحدد السير الصحيح في تنفيذ الخطة التنفيذية لتحقيق ما نريد.
    ويفضل أن تكون أداة القياس محددة وصغيرة ومسلسلة يومياً، أسبوعياً ثم شهرياً
    ن) النتائج والآثار: ومعرفة النتائج والآثار لما نريد تحقيقه من الأهمية بمكان حيث نقوم بعمل جدول لتسجيل الفوائد والخسائر لما سنقوم بأدائه, وبذلك يتبين لنا هل ما نريد تحقيقه سيجلب لنا كمية من الفوائد وسيجنبنا الكثير من الخسائر بشكل دقيق وسيولد لدينا دافع كبير لإنجاز ما نريد تحقيقه وهذه النتائج لا بد أن تشمل كافة المستويات الجسدية والروحية والعقلية ثم الاجتماعية.

    يتبع بإذن الله ...[/align]




    تعليق


    • Font Size
      #3
      [align=center]
      بسم الله الرحمن الرحيم

      كيف نجعل من رمضان نقطة تحول في حياتنا 3- قانون بناء وهدم العادات

      [/align][align=justify]
      3- قانون بناء وهدم العادات:
      وهذا القانون من أهم القوانين التي تغير من العادات التي نرغب في تغييرها فنبني عادات ايجابية ونهدم عادات أخرى سلبية ويتم ذلك عن طريق:
      1- الإجابة عن الملذات الأربع: لماذا نريد بناء عادة وهدم أخري؟ فعلى كافة المستويات: الجسدي والنفسي والعقلي والروحي وبالإجابة على هذه اللماذات نبني المعتقدات و العادات الجديدة وهذه المعتقدات تؤثر في السلوك ثم تصبح جزءا من الشخصية.
      2- الزمن والتكرار: فبعد الإجابة عن اللماذات الأربع المذكورة سابقا على كافة المستويات يتوفر لدينا المعتقد والدافع لبناء العادات الجديدة والتي بدورها تحتاج لأن نضعها في التطبيق ونكرر تطبيقها وأداءها وتصبح بذلك جزءاً من شخصياتنا وبناءاً على دراسات نفسية عديدة ثبت أن العادات تحتاج لواحد وعشرين يوماً حتى تصبح عادة جديدة ثم ثلاثين يوما لتترسخ تماماً ثم أربعين يومًا حتى تصبح جزءاً من الشخصية.
      3- بذل الجهد العضلي والتركيز الذهني: بذل الجهد العضلي والتركيز الذهني على هذا الجهد لبناء أي عادة ايجابية نريد بناؤها.
      4- توفر الظروف البيئية والاجتماعية:وذلك بتحديد البيئة الاجتماعية لبناء هذه العادة ومع من سيكون بناء هذه العادة، وإذا لم يتوفر المعين فلنستعن بالله وحده، ثم نستعن بالكتمان (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) ومن الأشياء المهمة قبل رمضان أن يقوم الإنسان بعمل عصف ذهني وتسجيل العادات التي يريد بناءها وتلك التي تريد هدمها حتى يركز عليها ويطبق قانون بناء وهدم العادات عليها، وبإذن الله الإنسان قادر على ذلك خصوصاً في شهر رمضان الذي سيكون خير معين في ذلك، ويكون فعلاً نقطة تحول في حياة الإنسان، ويمكن كذلك إسقاط قانون بناء وهدم العادات وتطبيقه على العبادات فمع التركيز الذهني وبذل الجهد العضلي وتطبيق القانون على هذه العبادات ستتحول هذه العبادات إلى مهارات في اللاوعي وحينها ستكون العبادات ظاهرياً عادات وجوهرياً عبادات خالصة لله عز وجل (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع قيام الليل لا في رمضان ولا في غير رمضان).
      يتبع بإذن الله ...[/align]




      تعليق


      • Font Size
        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        كيف نجعل من رمضان نقطة تحول في حياتنا 4- علاقات قرآنية


        علاقات قرآنية:
        رمضان شهر القرآن
        وكما نعلم كلنا بأن شهر رمضان هو شهر القرآن ونزل فيه في ليلة القدر و بدأ بكلمة اقرأ، ولذلك لا بد لنا أن نتعرف على مجموعة من العلاقات التي ستعيد تشكيل علاقتنا بالقرآن الكريم بشكل أفضل من ذي قبل وهذه العلاقات هي:
        1- علاقة التلاوة: والتلاوة تعني ضم الحرف إلى الحرف والكلمة إلى الكلمة والآية إلى الآية والحزب إلى الحزب والجزء إلى الذي يليه حتى يختم المصحف، فنتعرف على القرآن كامل، ويمكن التعرف على القرآن الكريم بطريقة أخرى من خلال الفهرس العام للسور وهي معرفة أولية، فسنجد هناك أسماء لحيوانات وأنبياء وأحداث و حروف، لا تعطينا تعريفاً كاملاً في مجملها وهي متنوعة، وبتلاوته نتعرف عليه كاملاَ على أنه ليس إلا كتاب هداية يشمل كل شيء.
        2- علاقة حق التلاوة: وحق تلاوة القرآن لابد أن تكون تلاوة صحيحة بإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة وإعطائها حقها من الصفات وهو ما يعرف بعلم التجويد.
        3- علاقة الترتيل: والترتيل له أكثر من معنى فهناك ترتيل لفظي سماعي مؤثر وفي المجال البحثي هناك ترتيل المطابقة بين الآيات، وتفسير القرآن بالقرآن له مدلولاته الواسعة فقوله تعالى (ورتلنه ترتيلاً) الإسراء.. وقوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلاً) المزمل.. لقد كان الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم في بداية نزول الوحي بالترتيل فهل كان المطلوب من النبي صلى الله عليه وسلم إعادة قراءة الآيات التي نزلت عليه، ولم تكن أنزلت عليه حينها إلا أوائل سورة اقرأ وأوائل المدثر والمزمل فقط، وكذلك في الآية التي في سورة الفرقان والتي نسب فيها الله سبحانه وتعالى الترتيل لنفسه بقوله (ورتلنه ترتيلا) كل ذلك يدل على أن الترتيل شيء أعمق من القراءة اللفظية المتتابعة لسور القرآن كما أنزل والله أعلم.
        ومن ذلك أيضاً أن ترتيب سور القرآن على النحو الذي هي عليه الآن وكذلك تسمية السور بهذه الأسماء المعروف إنما هو أمر توقيفي من عند الله تعالى.
        وبما أن القرآن كتاب هداية يتناسب مع كل زمان ومكان فترتيله بمعناه العميق ودراسته دراسة بحثية والوقوف على أسباب النزول وترتيله حسب نزول الآيات وتفسير القرآن بالقرآن وجعل الآيات حسب نزولها على رتل معين، والتفسير الموضوعي له يؤدي إلى فهم أعمق للتعامل مع هذا القرآن، لأن الترتيل هو جعل الشيء على رتل فلو جئنا لدراسة النصوص الأولى التي نزلت سنجد فيها (اقرأ باسمك الذي خلق) (اقرأ وربك الأكرم) وفي سورة المدثر(وربك فكبر) وفي المزمل (واذكر اسم ربك) وفي الضحى (ما ودعك ربك وما قلى، وأما بنعمة ربك فحدث) وفي الانشراح (وإلى ربك فارغب) إلى أن نزلت (الحمد لله رب العالمين) وهذا ما يعرف بالخاصية الترتيبية في القرآن وهذا يعتبر مجالاً واسعاً يحتاج لمزيد من البحث والقراءة والتمحيص.
        4- علاقة القراءة: والمقصود بها الغوص والتعمق في دراسة وفهم معاني القرآن الكريم، فقبل نزول القرآن ماذا كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء؟
        لقد كان يتأمل ويتحنث ويتحنف ويطيل النظر في ملكوت السموات والأرض ويربط كل ذلك بخالق الكون تبارك وتعالى، وكان صلى الله عليه وسلم يتقن قراءة الأحداث، و حين نزلت عليه اقرأ.. لم يكن هناك ورق مكتوب ليقرأ منه ولم يكن محمد صلى الله عليه وسلم بقارئ، وفي التفسيرات و السير يأتي من يشرح هذا الموقف عندما أجاب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ما أنا بقارئ على أنه استفهام ماذا تريد مني أن أقرا؟ والإجابة عن هذا السؤال لم تكن ما ذا تقرأ يا محمد وإنما كانت كيف تقرأ يا محمد؟ حيث نزلت (اقرأ باسم ربك الذي خلق) لذلك يجب علينا إعادة قراءة كل شيء باسم ربنا خالق كل شيء في هذا الكون الذي خلق الإنسان من العلق الشيء الهيِن الضعيف ليجعله سيداً لهذا الكون.
        والقراءة السطحية للقرآن الكريم تسمى تلاوة وإذا تم التعمق أكثر لفهم الآيات ومدلولاتها تسمى قراءة لذلك جاء الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون) لذلك لابد لنا من الانتقال من مرحلة ماذا نقرأ إلى مرحلة كيف نقرأ؟
        لأنه وكما سبق أن ذكرنا أن القراءة ليست هي التلاوة، وإنما هي أعم وأشمل وأعمق من ذلك.
        وفي وقتنا الحاضر نجد في عالمنا الإسلامي اهتماما كبيراً بماذا نقرأ؟ وهناك العديد من الجمعيات والمراكز ينصب تركيزها على حفظ القرآن وتلاوة آياته، وهذا جهد كبير يشكرون عليه ونسأل الله أن يديمه ويثيب القائمين عليه خير الجزاء. ولكن يجب أن يكون الارتقاء الحقيقي يكون بالتركيز على كيف نقرأ؟ بالمعنى الأشمل والأكمل، لأن سنن الله لا تحابى أحدا. والله تعالى يقول (كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) فالمطلوب هو الانتقال من الحفظ والاستظهار إلي الكيفية العملية بدراسة ومتابعة وتطبيق واستنتاج ثمر القرآن الكريم، وهذه دعوة لعدم الوقوف عند التراث وحسب ولكن دعوة للبحث والاستنباط والقراءة بعمق لقوله تعالى (كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون).
        5 – علاقة التدبر: والمقصود هنا أنه لا بد عند قراءة القرآن من تدبر معانيه وأن تكون القراءة قراءة لفظية وذهنية وعقلية وقلبية تحرك المشاعر وتؤثر علي الوجدان وتوجل لها القلوب وتقشعر لها الأبدان يقول تعالي (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) محمد.. ويقول تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد.
        6 – علاقة التأويل: والتأويل معناه هو: النظر إلي ما وراء الحدث وله علاقة بالنظرة المستقبلية. وذلك نجد معناه في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس حين قال: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) فكان ابن عباس من أول المفسرين للقرآن، فذات يوم سال عمر رضي الله عنه عن معنى قوله تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح...) وكان في مجلسه كبار الصحابة وكلٌ جاء بتفسير مختلف عن الآخرين، حينها وجه السؤال إلي ابن عباس فقال: هذه السورة نعيٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه وعلامة على دنو أجله صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء مهمته في الدعوة إلي دين الله ودخول الناس في دين الله أفواجا.
        وفي العصر الحديث نشأت العديد من المراكز وبرز الكثير من العلماء المهتمين بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم والذين قاموا بإعادة كل ما أثبته العلم الحديث إلي أنه قد ذكر في القرآن من قبل أربعة عشر قرناً، وهذا جهد يشكرون عليه ويكتب الله لهم به الأجر بإذنه تعالى.
        ولكننا أمة مأمورة بأن يكون لنا قدم السبق بين الأمم ولذلك فنحن مطالبون أن نستفيد من القرآن الكريم ونستنبط ونؤول وننتج العلوم الحديثة مشياً على هدى آيات القرآن الكريم.ولنا في ذلك أسوة وسبق من تراثنا وحضارتنا الإسلامية فقد أسَس العالم الجليل عبد الرحمن بن خلدون علماً جديداً أسماه علم الاجتماع والذي يهتم بدراسة الأمم والحضارات، كيف تبنى وكيف تسقط هذه الأمم والحضارات، وعندما سئل كيف أسست هذا العلم قال: أسَسته بتدبر آية في القرآن الكريم هي قوله تعالى (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم).
        فالمطلوب هو أن تكون هناك عملية عكسية في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ولدينا المتخصصين في شتى المجالات ولا ينقصنا سوى البحث والاستنباط من القرآن لتحقيق السبق في الإعجاز العلمي والبحوث العلمية.
        7- علاقة تفعيل القرآن الكريم: و هذه العلاقة تحتاج لإسقاط تعاليم القرآن على سلوكنا وجعلها دستوراً وموجهاًً لحياتنا في شتى المجالات كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد وصفته زوجته عائشة رضي الله عنها فقالت:كان خلقه القرآن.
        و يقول عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه كنا نأتي إلى العشر الآيات نفهمها ونطبقها ثم ننتقل إلى غيرها.
        8- علاقة تبليغ القرآن الكريم: كيف نبلغ القرآن الكريم إلى غيرنا ونحن أمة الرسالة والمطالبون بإيصالها إلى العالمين، فلابد من إحيائه بيننا أولاً ومن ثمَ تبليغه إلى غيرنا، فرب مبلغ أوعى من سامع.
        9- علاقة حفظ القرآن الكريم:إن كيفية حفظ القرآن الكريم تكون بجعله حياً في سلوكنا ومعاملاتنا وكذلك بجعله منهجاً لنا ونحفظه لأولادنا. فنحن محفوظون بحفظ الله لهذا القرآن (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)الحجر.
        10- علاقة المجاهدة في سبيل هذا القرآن: فنحن بحاجة للمجاهدة في تلاوته وترتيله وقراءته وتدبر معانيه وكذلك المجاهدة في تأويله والمجاهدة بتفعيله في حياتنا وتبليغه وحفظه وكذلك نحتاج للمجاهدة في المجاهدة ذاتها.
        يتبع
        من وحي محاضرات الأستاذ حمزة الحمزاوي






        تعليق


        • Font Size
          #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          كيف نجعل من رمضان نقطة تحول في حياتنا 5- العلاقات الناجحة

          العلاقات الناجحة:
          وسنخصص هذا الفصل لتحديد العلاقة الناجحة في أداء الصلاة وتجسيد معناها الحقيقي كونها صلة بين العبد وربه، وليست مجرد أداء لحركات تؤدى جسدياً لا علاقة للروح فيها، لأن المطلوب منا هو إقامة الصلاة وليس أداء الصلاة، وإقامة الصلاة معناها إتيانها بكل أركانها وسننها خالصة لوجه الله تعالى وحتى نقوم بذلك بشكل صحيح لا بد أن نعرف الأتي:
          أن للصلاة أربعة أبعاد:
          1-بعد جسدي
          2-بعد نفسي
          3-بعد عقلي
          4- بعد روحي
          في البعد الجسدي:لا بد أن نؤدي الصلاة بالشكل والهيئة الصحيحة والسليمة كما هو مطلوب أن تؤدى، فإن كافة مفاصل الجسم تتحرك وتستعيد نشاطها أثناء أداء الصلاة، وهي أفضل من التمرينات الجسدية في المحافظة على جسم ومفاصل الإنسان بشكل سليم.
          في البعد النفسي:هل هناك سكون وخشوع في الصلاة ، هل هناك سكون للجوارح، فإذا أدينا الصلاة بطريقة صحيحة من أجل تحقيق ما يحتاجه هذا البعد النفسي من سكينة وخشوع (لو صحت صلاته لخشعت جوارحه).
          في البعد الذهني: من منا يصلى بصفاء ذهني تام، ففي هذا المجال بالذات نحتاج لإعادة التركيز لأن الصلاة هي أفضل وسيلة لدخول الإنسان فيما يسمى بالزمن الأدنى-حالة السكون والخضوع والتذلل-والبعد عن الزمن الأعلى-حيث العلو والنظر إلى أعلى-كذلك نجد أن فص الدماغ اليميني له علاقة بالذاكرة والفص الشمالي له علاقة بالتنظيم، فيتم تشغيل فصي الدماغ أثناء الصلاة بحيث تنتقل موجات الدماغ حتى تصل إلى موجة تسمى-ثيتا-هناك حيث الصفاء الذهني التام وحيث توجد ملايين المعلومات وحيث السكون في أصفى حالاته وبذلك يكون المصلي في مرحلة ذهنية في غاية الوصول والشعور بالقرب من الله تعالى وتتحقق الصلاة الحقيقية حيث تكون فعلاً صلة بين العبد وربه.
          وهذا الذي لدينا أفضل مما لدى الأخريين من تمارين اليوجا والتأمل الذي يوصلهم إلى هذه الموجه والمراحل المتقدمة من الصفاء الذهني.
          أما البعد الروحي: هل هناك صلة أو ارتقاء إلى عالم الذات العليا؟
          إذا وجدت هذه الصلة والارتقاء الروحي حينها يكون هناك وجود حقيقي للصلاة وإلا فلا صلاة.
          ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها وشعر فعلاً أنها صلة بينه وبين ربه
          و بالإضافة إلى هذه الأبعاد الأربعة هناك بعدي الزمان والمكان والذي يتوفر لدينا بشكل كبير في شهر رمضان المبارك فنجد في بعدي الزمان والمكانً أن أوقات الصلاة محددة ولها علاقة بعلوم الطاقة والساعة البيولوجية للإنسان و كذلك المكان وخصوصا المساجد حيث تؤدى الصلاة جماعة، حينها تكون أوقات الصلاة أوقات لتفعيل الطاقات حيث أن اليد اليمنى تمثل طاقة موجبة واليد اليسرى تمثل طاقة سالبة وبتلاصق اليد اليمنى مع اليسرى لكافة المصلين تتكون لدينا طاقات متجمعة في دائرة مغلقة، ولذلك جاء في الحديث (من وصل صفا وصله الله) فمن يوصل الصف نجد أن يمينه يلتقي مع شمال من يليه ويكون دائرة طاقة وبذلك تتجمع الطاقة المغلفة من جماعة المصليين مع طاقة المكان بتطابق مع الساعة البيولوجية للإنسان عند أداء الصلوات في وقتها جماعة في المسجد وبذلك يستمد الإنسان طاقة إلى طاقاته وشعوراً روحياً إلي شعوره، فالشيطان مع الواحد أقرب ومن الاثنين أبعد ويزداد القرب وتتحقق الصلة بين العبد وربه.
          فإذا لم يجد الإنسان هذا الشعور فجسديا أدى ما عليه ولكن يبقى هناك خلل في الجانب الروحي، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن أدى الصلاة أداء سريعاً و لم يعقل منها شيئا ولم يستشعر (قم صل فإنك لم تصلى).
          لأن الصلاة هي ارتقاء من عالم الملك إلى عالم الملكوت
          قيام الليل: وفي قيام الليل إعجاز وتحقيق لصلة كبرى حيث النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل حين تكون الطاقة في أوجها ونجد أن القرآن في ثاني سورة أنزلت يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم (قم الليل إلا قليلا) المزمل.. وفي رمضان يجتمع لدينا صيام النهار مع قيام الليل، وبما أن اليوم بكامله يبدأ من الليل فنحن نحتاج إلى تقسيم الليل إلى ثلاثة أثلاث أيضا ونركز على الثلث الثالث منه، وللرقم ثلاثة أهمية كبرى في علم الأرقام حيث أن له دلالة وإشارة للجوانب الروحية.
          فلو قمنا بتقسيم الليل نجد أن أهميته تكمن في الثلث الأخير، وأكثر أهمية في الثلث الثالث منه وكذلك نجد أن السنة اثني عشر شهراً، منها أربعة حرم ثلاثة متتابعة، وأهمها الثلث الأخير حيث يبدأ الثلث الأخير من السنة بشهر رمضان وينتهي بذي الحجة موسم الحج، والقرآن ن ثلاثون جزءاً، والليل يبدأ بثلاث ركعات مغرب وينتهي بثلاث ركعات وتر، والأذكار تكرر ثلاثا، الإخلاص والمعوذتين تكرر ثلاثا كل يوم ورمضان ثلاثون يوما.
          و أهم شيء فيه يكون في ثلثه الأخير لأن فيه ليلة القدر، وكما قلنا بأن أهم ما في الثلث الأخير من الليل هو ا لثلث الثالث.
          (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ) الذاريات.
          وقت السحور: وقيام الليل ينقسم إلي قسمين قسم سجودي يتمثل بالصلاة في قيام الليل والقسم الثاني قيامي و يتمثل في الاستغفار وفي علاقاتك القرآنية.
          والاستغفار له علاقة بالماضي له علاقة بالفص اليمنى واستحضارها بالفص الشمالي ثم يتم التخلص منها باستخدام الفصين استحضاراً واستغفاراً وللاستغفار بعدين بعد مادي وبعد روحي، فالمادي يكون تطبيقياً نطقاً باللسان والروحي يكون سمع بالجنان، وكل كلمة لها صورة في الذهن وأي كلمة ليس لها صورة في الذهن تعتبر تشويشا على الذهن ولذلك لا بد لكل ذكر من صورة مصاحبة له في الخيال، فالاستغفار لا بد له من صورة ذهنية تحدد ما نريد أن نستغفر منه حتى يكوم التفاعل بين الكلمة الصورة تفاعلاً حقيقياً،لأن الاستغفار باستحضار صورة ذهنية لما نستغفر منه يحقق الأثر الروحي حيث أن اللاوعي هو المسئول عن العادات وبالاستغفار عن عاداتنا وأخطائنا باسترجاعها ندرب بذلك الذاكرة الاسترجاعية ويتم هدم ما نريد هدمه في اللاوعي.
          و النوم في الثلث الثاني من الليل تساوي كل ساعة منه ما بعادل ثلاث ساعات من ساعات الثلث الثالث لأن ساعات الثلث الثالث ليست ساعات نوم وإنما ساعات ذكر وقيام استغفار وصلاة.
          وفي الختام لا بد من التركيز على حب الذات وتقدير النفس لأننا بذلك نستطيع أن نخدم أنفسنا ونعطيها حقها (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه).
          (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم)
          التسامح سلاح الأقوياء ......... التزكية علاج النفس
          والله ولي الهداية والتوفيق




          تعليق


          • Font Size
            #6
            مشششششششششششششششششششكورة أختي ميسون قصاص على الموضوع فنحن بحاجة إلى مواضيع كهذه في هذه الفترة "جزاك الله ألف خير"
            دمتي بسلام


            أحتآجُ

            أحتآجُ
            موصول دعآء يآ أنقيآء ,’

            تعليق


            • Font Size
              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الامل مع الله مشاهدة المشاركة
              مشششششششششششششششششششكورة أختي ميسون قصاص على الموضوع فنحن بحاجة إلى مواضيع كهذه في هذه الفترة "جزاك الله ألف خير"

              دمتي بسلام
              لا شكر على واجب حبيبتي .... ورمضانك كريم ....




              تعليق


              • Font Size
                #8
                جزاكى الله خيرات اختى الكريمه على هذا الموضوع الرائع
                فى ميزان حسناتك

                تعليق


                • Font Size
                  #9
                  بارك الله فيكى
                  اختى الكريمة

                  اللهم انصر بلاد الإسلام واحفظ بلادنا الغالية مصر
                  وارزق أهلها الأمن والأمان

                  تعليق


                  • Font Size
                    #10
                    أشكرك أخي الكريم ... ورمضانكم جميعا مبارك




                    تعليق


                    • Font Size
                      #11
                      أشكرك أختي الكريمة سمية ورمضانك كريم




                      تعليق

                      Loading...


                      يعمل...
                      X