التصفح للزوار محدود

حلقة اليوم الثامن 8\12\1433هـ للشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان "حفظه الله"

راعي الخيل

Well-known member
حلقة اليوم الثامن 8\12\1433هـ للشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان "حفظه الله"

بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم الثامن 8/12/1433هـ
المقدم : أحمد المطوع
الضيف الشيخ : عبد العزيز بن فوزان الفوزان – حفظه الله –
41328992610.gif

** اليوم هو اليوم الثامن من عشر ذي الحجة وهو يوم التروية وغدًا يوم عرفة اليوم التاسع، وعرفة هو يوم عظيم يوم مشهود، يوم قد رغب الله عز وجل فيه من الخيرات والأجور الشيء العظيم، حث المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم على صيامه، وهو يوم الوقوف بعرفة يتوجه الحجاج إلى خالقهم سبحانه وتعالى في هذا اليوم بالدعاء والاستغفار والتوبة والتضرع إليه، وفيهم يباهي ملائكته سبحانه وتعالى، هذا اليوم العظيم نحن نُقبل عليه غدًا والمسلم ينبغي أن يتعامل مع هذه المواسم بإيجابية كبيرة لا يحرم نفسه ولا يحرم إخوانه من دعاءه وكذلك من صلته، وأن يكون هاشًا باشًا مستشعرًا عظمة الله عز وجل واطلاعه، وكذلك لينًا بأيدي إخوانه وخاصة من يعيش محنة أو أزمة سواء كان داخل المملكة وكذلك في خارجها؟
** ناوية تُضحي هذه السنة ، وتسأل عن تمشيط الشعر والاغتسال وما يتساقط من الشعر ؟
** لها أخ مريض نفسياً وهو كما ذكرت لديه انفصام شخصية ، وهذا المرض معروف لدى الأطباء النفسيين ، تقول بأنه لا يصوم رمضان ولا يصلي كما ذكرت ، هل يُطعم عنه كل يوم مسكين ؟
** المقدم / هذه السنة العيد يوافق الجمعة فضيلة الشيخ ، وحينما يتوافق الجمعة والعيد هناك أحكام شرعية لحضور صلاة الجمعة أو الاستعاضة عنها بصلاة العيد ، هناك من الناس من يخلط ويعتقد أنه إذا صلى العيد مع الناس فقد سقطت عنه الجمعة وكذلك سقطت عنه صلاة الظهر ، تفصيل هذه المسألة بحاجة إلى مزيد بيان خاصة أنهى ستأتي .
** تقول بأن جدتي كانت تقول كان زوجي يضربني وكنت هاربة وأمشي في شدة حر الشمس ومعي رضيعي ، وبعد ساعتين خرج الدم من أنفه وبعد يومين تُوفي هذا الرضيع
** تقول بأن زوج أختها توفي رحمه الله تعالى ، هل لأختها أن تجلس في بيت أهلها ؟
** شخص يريد الحج سيلبس المخيط تفادياً لنقاط التفتيش ويدفع الفدية ؟
** يقول بأن أخته تضع الحليب على بشرتها ؟
** هل للمفرد طواف وسعي حيث سأصل فجر عرفة ؟
** هدي الإحصار أين يكون ؟
** تقول سمعنا أن المرأة لا تلزمها الأضحية ولا تتوفر فيها الشروط ؟
** الصلاة الجهرية ، هل ترفع المرأة صوتها بهآ ؟
** طفت الوداع في حجتي الفريضة وعلي الدورة خجل ، وأنا متزوجة وقد حججت بعدها حجة طيبة ماذا علي ؟

41328992610.gif

** اليوم هو اليوم الثامن من عشر ذي الحجة وهو يوم التروية وغدًا يوم عرفة اليوم التاسع، وعرفة هو يوم عظيم يوم مشهود، يوم قد رغب الله عز وجل فيه من الخيرات والأجور الشيء العظيم، حث المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم على صيامه، وهو يوم الوقوف بعرفة يتوجه الحجاج إلى خالقهم سبحانه وتعالى في هذا اليوم بالدعاء والاستغفار والتوبة والتضرع إليه، وفيهم يباهي ملائكته سبحانه وتعالى، هذا اليوم العظيم نحن نُقبل عليه غدًا والمسلم ينبغي أن يتعامل مع هذه المواسم بإيجابية كبيرة لا يحرم نفسه ولا يحرم إخوانه من دعاءه وكذلك من صلته، وأن يكون هاشًا باشًا مستشعرًا عظمة الله عز وجل واطلاعه، وكذلك لينًا بأيدي إخوانه وخاصة من يعيش محنة أو أزمة سواء كان داخل المملكة وكذلك في خارجها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اجعلنا في هذا الموسم المبارك من المقبولين المرحومين وممن يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون، وتقبل دعواتنا وبلغنا فيما يُرضيك آمالنا واجعلنا من السابقين المقربين برحمتك يا أرحم الراحمين.
بفضل الله عز وجل على أمة الإسلام أنها لما كانت أقصر الأمم أعمارًا؛ فأعمارهم بين الستين والسبعين وقليل من يجاوز ذلك كما جاء في الحديث فإن الله عز وجل أكرمهم بمواسم فاضلة تعوضهم عن هذا النقص في أعمارهم فلحقوا بمن سبقهم بل سبقوهم ولله الحمد، وكانوا هم آخر الأمم وأفضل الأمم، وأكثرها ولله الحمد والمنة دخولاً في الجنة، وأرفعها منازل في درجات الجنة، فمنَّ الله سبحانه وتعالى علينا بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، والعبادة فيها تعدل عبادة في ثلاثة وثمانون سنة وأربعة أشهر. ومنَّ علينا أيضًا بعشر ذي الحجة وأيام التشريق هذه الأيام الفاضلة التي رفع الله سبحانه وتعالى شأنها وأعلى مكانها وميزها على بقية أيام العام، بل جعلها غُرة في جبن الدهر وضاعف فيها الحسنات وكفر فيها السيئات لكي تكون ميدانًا للمنافسة في الباقيات الصالحات وموسمًا للتجارة الرابحة مع الله عز وجل؛ ولهذا أقسم الله سبحانه وتعالى بها تشريفًا لها وتعظيمًا لشأنها فقال عز وجل: ﴿وَالْفَجْرِ‌ ﴿١ وَلَيَالٍ عَشْرٍ‌ ﴿٢ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ‌ ﴿٣ ﴿الفجر: ﴾ والليالي العشر: هي عشر ذو الحجة كما قال ابن عباس وابن الزُبير وكثير من السلف والخلف، والشفع: هو يوم النحر لأنه العاشر، والوتر: هو يوم عرفة لأنه التاسع وهذا قول أكثر المفسرين، وهذان اليومان أعني يوم عرفة الذي يوافق غدًا بإذن الله ويوم النحر الذي بعده هما داخلان في قوله عز وجل: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ‌﴾ ﴿الفجر: 2﴾ ولكن الله سبحانه وتعالى أفردهما بالذكر وخصهما بالقسم أيضًا ليُبين أنه إن كانت عشر ذي الحجة هي أفضل أيام السنة عند الله عز وجل والعمل فيها أحب إلى الله سبحانه وتعالى وأزكى عنده وأحظى لديه وأعظم أجرًا مما سواها من أيام العام فإن أفضل أيام العشر هو يوم عرفة ويوم النحر؛ ولهذا صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "ما من عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرًا من خير يعمله في عشر الأضحى، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء" واليوم إن كان ذهب من هذه الأيام أكثرها ذهب ثمانية أيام من هذه العشر المحدودة القليلة فقد بقي ولله الحمد والمنة أفضلها وأخيَرها وأكملها وأعظمها بل وموضع الدعاء منها وهو يوم عرفة ويوم النحر مع بقية هذا اليوم وهو اليوم الثامن وهو يوم التروية وهو من أيام الله المشهودة أيضًا؛ ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى يوم عرفة ويوم والنحر وكذلك أيام التشريق الثلاثة التي بعد يوم النحر جعلها أعيادًا لأهل الموسم؛ خمسة أيام كلها أيام عيد بالنسبة لأهل موسم ذي الحجة، والأربعة الأخيرة منها وهي يوم النحر وأيام التشريق عيد للمسلمين في كل الأصقاع، سبحان الله وهذا من رحمه الله عز وجل بعباده أيضًا لما كان عيد النحر أو عيد الأضحى أكبر أعياد المسلمين جعل الله عز وجل قبله أعيادًا وبعده أعيادًا؛ فقبله يوم عرفة وهو عيد بالنسبة لأهل الموسم ولهذا يُنهَون عن صيام يوم عرفة مع أنه يُؤمر به بقية المسلمين في الآفاق كلها، والنبي عليه الصلاة والسلام لم يصم يوم عرفة بل روي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة في عرفة؛ والحكمة في هذا ظاهرة حتى يتقوى الإنسان بالفطر على الاجتهاد في الدعاء وذكر الله عز وجل والعبادة في هذا اليوم العظيم، وأيضًا لأن يوم عرفة يعتبر عيدًا لأهل الموسم ويدل عليه حديث عقبة ابن عامر وقد رواه أهل السنن وغيرهم وصححه الترمذي وغيره أنه عليه الصلاة والسلام قال: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل" سبحان الله خمسة أيام هي أيام عيد، وغير أهل الموسم من أهل الآفاق جعل الله لهم أربعة أيام هي أعيادهم يوم الأضحى وأيام التشريق الثلاثة بعده، إذن هذا يدلك على فضل يوم عرفة وفضل يوم النحر ثم أيام التشريق بعده وإن كانت دونها في الفضل، وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه "أنه جاءه رجل من اليهود فقال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لجعلنا ذلك اليوم عيدًا أو لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أي آية؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَ‌ضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ ﴿المائدة: ٣﴾فقال عمر رضي الله عنه: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه؛ نزلت في يوم عيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم بعرفة" انظر كيف سماه يوم عيد، يوم عرفة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم بعرفة في يوم جمعة، وفي رواية لابن عباس قال: "نزلت في يوم عيدين؛ يوم عرفة ويوم جمعة" يعني سبحان الله اجتمعت، مثل هذه السنة بالنسبة لنا سبحان الله، يجتمع بفضل الله عز وجل عيد الأضحى مع عيد الجمعة، عيدان عظيمان جليلان.
وهذا اليوم العظيم يوم عرفة ولا بد للناس أن يعرفوا فضله حتى يتهيئوا له ويغتنموا كل لحظة من لحظاته فيما يقربهم من الله عز وجل ويرفع درجاتهم عنده، هو يوم عظيم مشهود يشهده رب العزة سبحانه وتعالى وملائكته الكرام؛ الله عز وجل ينزل نزولاً يليق بجلاله وعظمته إلى السماء الدنيا ثم يُباهي بأهلِ الأرض أهلَ السماء، وهذا اليوم لعظمته وفضله وتميزه على سائر الأيام أعلن الله سبحانه وتعالى فيه تمام الدين وإكمال النعمة، ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَ‌ضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ ﴿المائدة: ٣﴾ ولهذا كما قال هذا اليهودي وهو فقيه حقيقة، يعني قال لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا، هو يوم عيد بل هو عيد مُضاعف سبحان الله يا أخي لما فيه من الفضائل العظام ولأنه يتبعه مباشرة عيد الأضحى الذي هو أكبر أعياد المسلمين.
من خصائصه أن الله سبحانه وتعالى أقسم به كما سمعنا في الآيات قبل قليل ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ ﴿الفجر: ٣﴾ مع أن الشفع والوتر يعني يوم عرفة ويوم النحر داخلة في الليالي العشر لكن الله سبحانه وتعالى خصهما بالذكر ليبين عظيم شأنهما. من فضائله الجليلة يا أخي الكريم أن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا ويُباهي بأهلِ الأرض أهلَ السماء، وفي الحديث الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال: "ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار [وفي رواية عبيدًا من النار] مثل يوم عرفة، وإن الله عز وجل ليدنو من عباده فيباهي بهم أهل السماء" سبحان الله، وفي بعض الروايات أنه يقول سبحانه وتعالى: "هؤلاء عبادي جاءوني شُعثًا غبرًا أُشهدكم أني غفرتُ لهم". من خصائصه العظيمة أن صيام هذا اليوم وهو يوم واحد يُكفر ذنوب سنتين كاملتين، يقول عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده".
ولهذا وصيتي لجميع إخواني أولاً من الحجاج وأهل الموسم ممن أكرمهم الله بالوقوف في مشعر عرفة في هذا اليوم العظيم حيث وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالاجتهاد في هذا اليوم العظيم بكثرة العبادة وخاصة الذكر والدعاء والتهليل والتكبير والتلبية وقراءة القرآن وغير ذلك من أنواع الذكر، النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلتُ أنا والنبيون قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير". البُعد أيضًا عن كل المعاصي صغيرها وكبيرها، وحفظ السمع والبصر واللسان والآذان والجوارح عن أي معصية في هذا اليوم العظيم المقدس، النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه رأى الفضل بن عباس وكان شابًا في عز فتوته وشبابه رضي الله عنه وأرضاه وكان يتلفت يمنة ويسرة ينظر إلى النساء فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصد بصره إذا رآه ينظر عن يمينه صده إلى الشمال فإن كان ينظر إلى النساء إلى الشمال صده إلى اليمين ثم قال له عليه الصلاة والسلام: "إن هذا اليوم يوم عظيم من أمسك فيه بصره ولسانه وأذنه [أو قال وسمعه] غفر الله له" الله أكبر.
إذن يا أخي الذي يجب على كل مسلم أن يجتهد في البعد عن المعاصي والمنكرات كلها؛ عن النظر الحرام وسمع الحرام وقول الحرام على الأقل في هذا اليوم يا أخي الذي عظمه الله عز وجل والأجور فيه مُضاعفة والحسنات تُكفر، والثانية الاجتهاد في أنواع الطاعات وخاصة الصيام لغير الحجاج والإكثار من الذكر للحجاج وغيرهم وخاصة التكبير فإنه من أفضل ما يُشرع في هذه الأيام العشر وخاصة في يوم عرفة ويوم النحر وهو من أظهر الشعائر وأجلها.
هنا مسألة أختم بها حتى لا آخذ وقت الإخوة قد يقول بعض الناس أن هذه الفضائل التي ذكرتها ما عدا صيام يوم عرفة هي خاصة بأهل الموسم، فأقول كلا، ما جاء في العتق من النار في بعض الروايات قال الله عز وجل: "لماذا جاءوا؟ جاءوا يرجون رحمتي ويخشون عذابي أشهدكم أني غفرت لهم وأحللت عليهم رحمتي وأجرتهم من عذابي" قد يظن بعض الناس أن هذا خاص فقط بأهل عرفة وهذا غير صحيح لأن أكثر الأحاديث الواردة في هذا وكذلك الآيات جعلت هذه الأجور مربوطة بيوم عرفة، ويوم عرفة ولله الحمد يشترك فيه العالم كله، ليس خاصًا بالواقفين بعرفة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة" ما قال خير الدعاء دعاء من يدعوا في عرفة أو الحاج في عرفة، لم يقيد ذكره في يوم عرفة وهذا يعم الحاج وغير الحاج ولله الحمد؛ ولهذا وصيتي لإخواني أن يجتهدوا في هذا اليوم العظيم الذي ينزل الله عز وجل فيه إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله وعظمته ويُباهي بأهل الأرض أهل السماء ويُشهد ملائكته على أنه غفر لهم وأجارهم مما استجاروا واستجاب دعاءهم سبحانه وتعالى.
41328992610.gif

أم فراس
** ناوية تُضحي هذه السنة ، وتسأل عن تمشيط الشعر والاغتسال وما يتساقط من الشعر ؟
نعم ، من أراد الأضحية فالمنهي عنه هو التعمد الأخذ من الشعر أو قص الأظفار أو البشرة ، أما كونه يُمشط شعره أو يغسله بالصابون أو الشامبو هذا لا حرج فيه ، حتى لو سقط شيء من الشعر ، لأن المنهي عنه فقط هو تعمد إسقاط الشعر بقص أو نحوه أو نتف أو نحو ذلك ، أما إذا جاء تبعاً للاستحمام مثلاً أو الاغتسال أو حك الشعر أو نحو ذلك هذا لا يضره ولو سقط منه .
41328992610.gif

** لها أخ مريض نفسياً وهو كما ذكرت لديه انفصام شخصية ، وهذا المرض معروف لدى الأطباء النفسيين ، تقول بأنه لا يصوم رمضان ولا يصلي كما ذكرت ، هل يُطعم عنه كل يوم مسكين ؟
الأصل أن الإنسان إذا كان قادراً على الصيام وهو عاقل أيضاً يعي أن الصيام واجب عليه وكذلك الصلاة ، فالواجب مناصحته وتخويفه بالله عزوجل وتذكيره بهذا الواجب العظيم ، قد يوجد كثيرون عندهم نفس المرض لكنهم يصلون ويصومون وعندهم انفصام في الشخصية ، لكن المصيبة إذا اجتمع مع هذا رقة دين وقلة خوف من الله عزوجل بحيث لا يُبالي ويحتج أنا مريض أو مصاب بانفصام لكي يتخلى عن الواجب الشرعي هذا لا يجوز له ، فلا يصح التساهل في الأمر وإشعاره والله إنك معذور ولا حرج عليك لا تصلي ولا تصوم ، أبداً يا أخي مادام معه عقله وإذا قيل إن الصلاة واجبة ويعرف وقت دخول الصلاة ويسمع الأذان وكذلك صوم رمضان ويعرف أنه دخل رمضان ويعي ذلك معه عقله لا يجوز يا أخي التساهل معه ، بل يجب مناصحته وتخويفه بالله عزوجل حتى يستقيم ويصلي ويصوم ،
أما إذا كان فعلاً هذا المرض يجعله كالمجنون ، إنسان لا يفقه ، لا يدري حتى قد يتجاوب معك لكنه لا يفهم
المقدم / في إحدى الدرجات يا شيخ يصل إلى مرحلة انقطاع عن الناس ، انقطاع عن العمل ، يعني رؤيته للأمور تتم بشكل مغاير .
أعرف أنه يقطع وينزوي هذا معروف عن كثير من هؤلاء ، والشك في الناس والوسوسة هذا موجود ، لكن هل هو فعلاً إذا قيل له غداً رمضان لا يفهم رمضان يعني وقت الصيام والصيام ركن ، ما أدري أنا أظن أنه يفهم ! ، لا أريد أن يُجعل هذا ذريعة له أو سبباً للتساهل في هذه الفريضة العظيمة ،
لكن إن كان لا يفهم لا يعقل ، قد يتجاوب معك في البداية لكنه سريعاً ما ينسى ، أو ربما يصوم ثم تفاجئ به يُفطر ! ، هذا الرجل فعلاً أشبه بالمجنون ، فإن كان كذلك فإنه لا صيام عليه و لا إطعام ، لأن الإنسان إذا ذهب عقله مثل المُخرف الذي بلغ حد الهذيان وسقط تمييزه فهذا لا صيام عليه ولا إطعام ، لأن مناط التكليف هو العقل وهو ليس عاقلاً ، فإن كان وصل إلى هذه المرحلة فلا شيء عليه ولا إثم ولا يلزم أهله أن يُطعموا عنه ، أما إن كان معه عقله فالواجب أن يصوم ولا يفتح له مجال لقضية الإطعام وهو قادر على الصيام .
المقدم / ذكرت أنه لا يصلي كذلك
هذا مصيبة وهذا الذي يجعلني أقول إن الرجل يظهر لي أنه فيه رقة دين وقلة خوف من الله ، يحتاج إلى مناصحة وتقوية الإيمان في قلبه لعل الله أن يهديه ، لكن إن كان كما ذكرت وصل إلى حد التخريف والهذيان ، إنسان لا عقل معه ، أو يعقل أحياناً ويذهب عقله أحياناً فهذا لا يلزمه الصوم ولا الصلاة إلا إذا عقل ، يلزمه حال حضور عقله ويسقط عنه حال هذيانه .
المقدم / الأخت عطفاً على مسألة الأخت ، هل تجب مثلاً لو كانت الحالة أنه مريض ويلزمه إطعام ، من يجب عليه هل يجب على الأخت ؟ أو يجب على وليه ؟ أو من يجب ؟
هو يا أخي الكريم الأصل أنه يجب عليه وهو في ماله إن كان له مال هذا الأصل يجب عليه في ماله وإن تطوع أحد وتبرع له كأخته أو أبيه أو غيرهم فهذا حسن ، لكن إن كان قادراً على الصوم فلا يُجزئه الإطعام ولا تبرأ ذمته ، فالقضية يجب أن تُفهم يعني كون الإنسان إنساناً متساهلاً ولا يُبالي هذا لا يُعفيه من الواجب الشرعي وحتى لو أُطعم عنه لا تنفعه ولا يسقط الواجب عنه ، ولذلك يحتاج إلى نصح ووعظ حتى يقوم بالواجب الشرعي إن كان بلغ مرحلة ذهاب العقل فكما قلت لا يلزمه شيء لا صيام ولا إطعام .
41328992610.gif

** المقدم / هذه السنة العيد يوافق الجمعة فضيلة الشيخ ، وحينما يتوافق الجمعة والعيد هناك أحكام شرعية لحضور صلاة الجمعة أو الاستعاضة عنها بصلاة العيد ، هناك من الناس من يخلط ويعتقد أنه إذا صلى العيد مع الناس فقد سقطت عنه الجمعة وكذلك سقطت عنه صلاة الظهر ، تفصيل هذه المسألة بحاجة إلى مزيد بيان خاصة أنها ستأتي .
الحمد لله هذه السنة اجتمع عندنا عيدان ولله الحمد والمنة عيد الأضحى وعيد الجمعة وهذه أيضاً خصيصة عظيمة ولله الحمد والمنة لأهل الإسلام في هذه السنة لأهل الموسم وغيرها ، يعني كما ذكرت لو تأملت النصوص الواردة في فضل يوم عرفة وفي فضل العاشر من ذي الحجة وجدت أنها لا تخص الحجاج وحدهم ، يعني في يوم عرفة كما ذكرنا " خير الدعاء دعاء يوم عرفة " وقال " ما من يوم أكثر من أن يُعتقل الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة " فهو عام ولله الحمد لكل المسلمين وهذه بشرى لمن تحترق أكبادهم أنهم لم يوفقوا في الحج والوقوف مع الموسم ، أنتم على خير عظيم والله الله بالاجتهاد في يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة بعده ، فهي كما قال عليه الصلاة والسلام " أيام أكل وشرب وذكر لله عزوجل " ،
إذا اجتمع يوم عرفة ويوم العيد مثل هذه السنة ، فمن صلى صلاة العيد سقطت عنه صلاة الجمعة ، سقط عنه الوجوب وإن كان يستحب له أن يصليها حيث يصلي العيدين معاً ، صلاة العيد وكذلك الجمعة ، لكنه إن لم يصلي الجمعة مع الناس فيلزمه أن يصلي صلاة الظهر ، صلاة الظهر باقية لا تسقط ، يلزمه وجوباً أن يصلي صلاة الظهر أربع ركعات ،
بالنسبة لإمام المسلمين وكذلك أئمة المساجد أو الجوامع هؤلاء يلزمهم أن يصلوا الجمعة لا تسقط الجمعة عن كل الناس ، إنما تسقط عن عامة الناس أما إمام الجامع فيلزمه أن يصلي الجمعة أو أن يُنيب من يصلي عنه ، لابد من التجميع ، والدليل على هذا أنه لما اجتمع العيد ويوم الجمعة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام قال عليه الصلاة والسلام " اجتمع في يومكم هذا عيدان ، فمن صلى معنا العيد أجزأه عن الجمعة ، وإنا إن شاء الله مُجَمِعون " يعني نحن نصلي الجمعة ، يعني من أحب أن يصلي معنا فسنصلي ، فهذا يدل على الأحكام التي ذكرتها قبل قليل وهي أن من صلى العيد لا تلزمه صلاة الجمعة ، لكنه إن لم يصلي الجمعة مع الناس فيلزمه صلاة الظهر ، وأما أئمة الجوامع فإنه يلزمهم أن يقيموا الجمعة ، كما قال عليه الصلاة والسلام " وإنا إن شاء الله مجمعون " فلابد من إقامة الجمعة .
المقدم / من لم يصلي العيد تلزمه الجمعة ؟
طبعاً ، من لم يصلي العيد يلزمه أن يصلي الجمعة ، لكن الكلام في من صلى العيد ، ومع ذلك يستحب لمن صلى العيد أن يصلي الجمعة ، وهذا لاشك يا أخي أفضل وأعظم أجرا من صلاة الظهر ، صلاة الجمعة أفضل من صلاة الظهر ، لكن لو لم يفعل فصلاة الظهر تُجزئه .
41328992610.gif

همس
** تقول بأن جدتي تقول كان زوجي يضربني وكنت هاربة وأمشي في شدة حر الشمس ومعي رضيعي ، وبعد ساعتين خرج الدم من أنفه وبعد يومين تُوفي هذا الرضيع
لا إله إلا الله ، حسبنا الله ونعم الوكيل يا أخي ، هذا من البلاء العظيم الذي يعيشه النساء ، والله لا يرضى الله بمثل هذا العمل ، والله لا يرضى الله والويل لمن يفعل هذا بزوجته وعياله ،
قبل يومين إحدى الأخوات أرسلت لي رسالة أبكتني حقيقة عندما قرأتها ، وتحكي كيف أن زوجها وهو معدد المصيبة يعني جمع عليها الظُلمين والبلاءين ، يعني مع أنه تزوج عليها لم يعدل في التعامل معها ، تقول أنه رجل غضوب ، وإنه لما غضب عليّ أخذ يضرب رأسي في الجدار ثم ضربني بالكرسي وأخذ يمسك بشعري حتى ذهب أكثرة وصورت لي صورة كومة من الشعر والله يا أخي في البريد الإلكتروني يا أخي شيء عظيم ، كيف يحصل هذا من إنسان مسلم وهذه زوجته حقها عليه عظيم والنبي عليه الصلاة والسلام يقول " اللهم إني أُحرج حق الضعيفين : المرأة واليتيم " أين هذا عن مثل هذا ! ، أين هو عن قول النبي عليه الصلاة والسلام " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم " ومن يظلم زوجته وأولادها هو يا أخي باغٍ ظالم وقاطع للرحم والعياذ بالله ، ارتكب الجرمين العظيمين ، والإثمين معاً نسأل الله العافية ، تقول لم يكتفي بهذا ! ، أخذ يُلاحقني فأغلقت الغرفة عليّ ، فقال : إن لم تفتحي طلقت ، فلما فتحت وكان معي طفلي الصغير وأخذ يضربني والطفل معي يبكي بين يدي ، يا أخي أي قلوب هذه والعياذ بالله كأنها قُدت من حجر ! ، فلا يتقون الله يا أخي ولا يخافونه ، والواحد كالمجنون نسأل الله العافية هكذا يتصرف مع أقرب الناس إليه ! ، ثم رمت الطفل وأخذ يضربها ثم أطلق عليها ثلاث طلقات ! ، يا أخي هذا ظلم وجهل وهذا من تعدي حدود الله عزوجل والتلاعب بكتاب الله ، النبي عليه الصلاة والسلام مجرد أنه سأله أحد الصحابة أنه طلّق ثلاثاً ، قال " أيُلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ! " ، كيف لو علِم عن مثل هذه الحالات ! ، مسكينة تهرب من زوجها ومع طفلها الصغير ويُلاحقها ليضربها ! ، نسأل الله العافية هذا لا يجوز يا أخي ، ومثل هذا والله بشره بالعقوبة العاجلة ،
يعني يقول بعض السلف : ما هِبْتُ أحداً هيبتي لضعيفٍ ظلمته ولا حيلة له إلا أن يرفع يديه ويقول : حسبي الله عليه ، يعني فعلاً يا أخي
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم ترجع عُقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك ، وعين الله لم تنمِ
لمّا وُضع خالد البرمكي وابنه في الحبس ، قال له ابنه : يا أبتي بعد العز والمُلك صرنا في القيد والحبس ! ، قال : يا أبتي دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها ،
يقول سفيان الثوري رحمه الله : إنك إن لقيت الله عزوجل بسبعين ذنباً فيما بينك وبينه ، أيسر عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد ،
ويقول أبو بكر الورّاق رحمه الله : أعظم ما ينزع الإيمان من القلب ظُلم الخلق ،
هذا الذي يتساهل فيه كثير من الناس ، بل بعضهم رواد مساجد يا أخي ، وقد تجده يصوم عرفة والعشر وغيرها وهو من أظلم الناس لزوجته ولأولاده و لأرحامه ولقرابته وجيرانه وأصحابه ، تناقض عجيب سبحان الله ، وكأن التقوى هي قيام بحقوق الله دون حقوق عباده ! ، مع هذا يا أخي تذكر في الحلقة الماضية ذكرنا بعض الأحاديث في فضل حُسن الخُلق والإحسان إلى الخلق ، حتى يقول النبي عليه الصلاة والسلام " ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن " ، أعظم الأعمال التي يثقل بها ميزانك يوم القيامة والله ليس هو صلاة الليل ، ولا صيام النهار ، ولا قراءة القرآن ، ولا غيرها مع عِظم شأنها وكثرة أجرها وإنما هو حُسن الخلق ، حُسن الخلق يا أخي وأقل ما يكون من درجات حسن الخلق كف الأذى والظلم عن الناس .
المقدم / تسمح لي هذه رسالة أخرى وصلت ، تقول : إحدى الأخوات زوجها هاجرها من ثلاث سنوات ، فقط يأتي عند الباب كل أسبوع مرة واحدة ، ولا يعطيها أي حقوق وهو مقتدر ولكن يعطيها مبلغ جداً زهيد .
هذا من الظلم ، وأنا أقول للأخت لماذا تسكت يا أخي ؟ ، لماذا تبقى مُعلقة لا هي زوجة ولا مطلقة ؟ ، إن كان الرجل بهذه الطريقة تطلب منه الطلاق ، إما ان يعدل معها ويقوم بحقها أو أن يطلقها ، لكن المشكلة يا أخي أنا قلت هذا لبعض بل كثير من النساء ممن يشكون ، تقول : أين أذهب ؟ ، ومعي أولاد ، أهلي لن يقبلونا بأولادي معي ، وهو سيرمي بأولادي عندي أو ربما يساومها عليهم ، فلا تراهم والعياذ بالله يأخذهم من بين يديها ، فهو ظلم مضاعف والعياذ بالله ، ولهذا أقول لهم تذكروا قول النبي عليه الصلاة والسلام " اللهم إني أُحرج حق الضعيفين : المرأة واليتيم " ، وتذكروا قول الله عزوجل ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) ، وتذكروا قوله عزوجل ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) ، الأمر عظيم وشنيع والله يا أخي ،
لكن بالنسبة للأخت التي ذكرت عن طفلها ، اسأل الله أن يجبر كسرها ويُخلف عليها خيراً مما فاتها ، هو إن شاء الله سبقها إلى الجنة ، لكن إن كانت فعلاً ترى أن موته بسبب ركضها وربما ضغطها عليه أو شيء من هذا
المقدم / أو الشمس كما ذكرت
إيه أو الشمس ، فهي لاشك متسببه في ذلك ، متسببه ويلزمها الكفارة وهي : عتق رقبة فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين ، وإن كان فعلاً زوجها وراءها ولم يجعل لها فرصة وصارت كالآلة بيده فيكون الكفارة على الزوج وليس عليها ، أما والله هروبها كان هذا خوف وهو بعيد عنها ، لكنها بسبب خوفها الشديد يعني بالغت وظلمت نفسها وطفلها فالذي يتحمل الكفارة هي ، أما إذا كان فعلاً وراءها وتراه فعلاً وربما لو توقفت لضربها وأهلكها فالكفارة عليه هو وتعتبر هي كالآلة في يده هو الجاني .
** سألت عن وفاة رضيع جدتها ، تقول : يا شيخ جدتي لا تستطيع الصيام لموت رضيعها لأنها الآن كبيرة بالسن ، فهل نصوم عنها ؟
المقدم / هي ذكرت القصة في القديم
إن لم يستطيعوا العتق ولا تستطيع أيضاً الصيام ، في هذه الحال اختلف العلماء هل يلزمها أن تطعم ستين مسكيناً عن كل يوم قياساً على كفارة الظهار بعض العلماء قال بذلك ، أو أنه يسقط عنها الواجب ولا يلزمها شيء ، وإذا أرادت أن تُطعم فهذا لعله أحوط وفيه إبراء للذمة بيقين تُطعم ستين مسكيناً .
41328992610.gif

سهام
** تقول بأن زوج أختها توفي رحمه الله تعالى ، هل لأختها أن تجلس في بيت أهلها ؟
نعم إذا كان بيت أهلها أيسر عليها فلا بأس أن تنتقل إليه ، بل يجوز للمرأة يا أخي أن تخرج من بيتها وقت الحداد في النهار لحاجة وغير حاجة ، حتى يجوز لها أن تخرج لنزهة أو زيارة قريب أو زيارة مريض فهذا جائز على الصحيح من أقوال العلماء ، وإنما الواجب عليها أمران : أولاً المبيت في بيتها ، والمقصود بيتها البيت الذي تراه أنسب سواء كان بيت الزوج أو بيت أمها أو غيرها من البيوت ، بحيث لا تنام إلا في ذلك البيت وتتخذه بيتاً مناسب لها ، والثاني أن تجتنب الزينة المعتادة من لُبس الحُلي والكحل والطيب وأنواع الزينة الماكياج وغيره المعروفة مما يُشعر برغبتها في الأزواج ، هذا يجب عليها اجتنابه ،
المقدم / استخدام الشامبو ؟
أما استخدام الصابون المعطر أو الشامبو أو مزيل العرق أو غيره فلا حرج عليها ، كذلك الزعفران كونها تشرب منه ، النعناع كل هذا جائز .
41328992610.gif

فجر
** شخص يريد الحج سيلبس المخيط تفادياً لنقاط التفتيش ويدفع الفدية ؟
المقدم / هذا كثير يا شيخ ويحصل !
يعني هو بين أمرين إما أن يدخل بغير نية الحج ثم لا يعزم الدخول في الإحرام إلى بعد ما يصل إلى مكة ، فيكون ترك واجباً وهو الإحرام من الميقات ، ومن ترك نسكاً فليُهرق دماً كما قال ابن عباس رضي الله عنه ، يلزمه شاة في هذه الحال ، الحالة الثانية أن ينوي الإحرام من الميقات لكنه لم ينزع ثيابه ، نقول له على الأقل انزع الغترة والشماغ والطاقية حتى لا ترتكب محظورين يكفي لبس الثوب وحده ، لأنه إذا غطى رأسه ارتكب محظورين ! ، لبس المخيط على الجسم ، و تغطية الرأس ، ففي هذه الحال انزع ما على رأسك ، وتكون ارتكبت محظوراً وعليك الاستغفار والتوبة ويلزمك واحد من ثلاثة أشياء : إما ذبح شاة وإما إطعام ستة مساكين وإما صيام ثلاثة أيام اختار الأيسر منها لك .
41328992610.gif

عبدالرحمن
** يقول بأن أخته تضع الحليب على بشرتها ؟
نعم وضع الحليب أو الزبادي أو الخيار أو غيره من الأطعمة التي تستخدم لأجل الزينة أو للعلاج لا حرج فيها حتى لو وضعتها المرأة على يدها أو قدمها أو على وجهها أو غير ذلك لأجل أن هذا فيه معالجة أو فيه تجميل للمرأة وترطيب لبشرتها أو نحو ذلك فهذا فيه مصلحة وليس عبثاً أو إهانةً للنعمة ، فلا حرج في ذلك ، مثل الزيت يا أخي الزيت نعمة والدُهن والشحوم كل هذه نِعَم ، ومع ذلك يستخدمها الإنسان في العلاج والترطيب والتنظيف ونحو ذلك .
41328992610.gif

تركي بن محمد
** هل للمفرد طواف وسعي حيث سأصل فجر عرفة ؟
نعم المفرد والقارن أعمالهما واحدة ، اللهم إلا في النية وفي التلبية وفي وجوب الهدي على القارن دون المفرد ، يعني ثلاثة فروق بينهما أما بقية الأعمال فيه واحدة .
المفرد والقارن يُشرع لهما إذا وصلا إلى مكة طواف القدوم وهو سنة وليس بواجب ، وإذا طاف طواف القدوم جاز له أن يُقدم السعي ، سعي الحج وهو ركن من أركان الحج والعمرة بالنسبة للقارن ، القارن عليه طواف وسعي لحجه وعمرته ، أما المفرد فعليه طواف وسعي لحجه فقط ، فإن شاء أن يُقدم سعي الحج تُقدمه بعد طواف القدوم وقد برئة ذمته منه ، بقي عليه طواف الإفاضة وطواف الوداع مع بقية أعمال الحج المعروفة .
لكن الأخ عبدالعزيز سأل يقول : إذا طُفت طواف القدوم وسعيت سعي الحج هل يجوز أيضاً أقدم طواف الإفاضة ؟
نقول كلا لأن الله سبحانه وتعالى لما ذكر الإفاضة من عرفات ومن مزدلفة قال ( وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) فلا يكون الطواف طواف إفاضة إلا في يوم العيد أو ما بعده من أيام التشريق أو حتى بقية أيام ذي الحجة .
41328992610.gif

** هدي الإحصار أين يكون ؟
هدي الإحصار حيث يُحصر ، افرض أنه مُنع من دخول مكة أصلاً لم يصل إلى مكة وهو محرم فهدي الإحصار يذبحه في مكانه .
المقدم / وإذا لم يجد في المكان الذي هو فيه
لا يلزمه على أية حال ، يبحث حوله ، أقرب مكان إليه ويذبح شاة ثم يحلق رأسه كما الله عزوجل ( وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) إذا كان وصل إلى مكة ، ولكنه حُصر عن الحج بسبب مرض أو حادث سيارة فيذبحه لأهل مكة .
41328992610.gif

أم العبادة من قطر
** تقول سمعنا أن المرأة لا تلزمها الأضحية ولا تتوفر فيها الشروط ؟
لا هي ذكرته كلاماً أخطر من هذا ! ، تقول أنها سمعت من أحد طلاب العلم أنه يقول حرام على المرأة أن تُضحي ! ، هذا غير صحيح يا أخي ولا يقوله إنسان يفقه الشريعة ، صحيح أن السنة أن أهل البيت الواحد ولو كانوا مئة شخص تكفيهم أضحية واحدة ، النبي عليه الصلاة والسلام ظل في المدينة عشر سنين يُضحي ، كل سنة يُضحي بكبشين أملحين أقرنين ، أحدهما يقول عن محمد و آل محمد ، والآخر عمن لم يُضحي من أمة محمد .
فكونه عليه الصلاة والسلام يُضحي عن محمد عليه الصلاة والسلام وآل محمد كلهم الأحياء منهم والأموات ، دليل على أن أهل البيت الواحد يكفيهم أضحية واحدة ، لكم لو رغبت المرأة خاصة إذا كانت غنية و قالت والله أنا أحب أن أضحي عن نفسي وعن أمي وأبي مثلاً متوفين ! أو عن صديقتي أو غيرهم من قرآبتها أو أصدقاءها فلها ذلك ، وهي مأجورة على الأضحية ، لكن السنة كمآ ذكرت أنه يُكتفى بأضحية واحدة ، ولكن إن أحبت المرأة أو الرجل المضحى عنه ، أو حتى المضحي بأضحية بأضحية أخرى فهذا خير ولله الحمد ، وكلها قُربان إلى الله .
41328992610.gif

أم العبادلة
** الصلاة الجهرية ، هل ترفع المرأة صوتها بهآ ؟
نعم ، الله سبحانه وتعالى قال ( وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً ) فإذا كانت المرأة في بيتها أو مع نساء فتقرأ قراءة مخافته لا ترفع رفعاً شديداَ ولا تقرأ سراً بحيث لا يُسمع لها شيء ، فتقرأ مخافتته إلا إذا حولها رجال أجانب فتُسر .
41328992610.gif

الحياة موفقة
** طفت الوداع في حجتي الفريضة وعلي الدورة خجل ، وأنا متزوجة وقد حججت بعدها حجة طيبة ماذا علي ؟
اسأل الله أن يغفر لها ، على أية حال العلماء اختلفوا هل يُشترط لصحة الطواف الطهارة من حدث الأكبر والأصغر ؟ ، أو هو واجب في الطواف وليس شرط للصحة ؟ أو ليس واجباً ؟
والراجح وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن القيم وجماعة أن الطهارة ليست شرطاً في صحة الطواف ، ولهذا يجوز للإنسان أن يطوف وعليه حدث ، وإن كان لاشك حرصه على الطهارة هذا ابرأ للذمة وأحوط وفيه خروج من الخلاف ، لكنه لو أحدث مع الزحام ، هذا نُسأل عنه كثيراً ، والزحام شديد ويشق عليه أن يخرج وربما كان في آخر الطواف ، نقول الحمد لله أكمل طوافك وطوافك صحيح .
المشكلة في المرأة الحائض أن حدثها أكبر ، وأن الحائض ممنوعة من الإقامة في المسجد كما قال الله عزوجل ( وَلاَ جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ ) هذا حق الجنب والحائض مثله ، وفي الحديث " لا أُحل المسجد لا لحائض ولا جُنب " وإن كان في سنده مقال ، لكن من العلماء من حسنه ، فالإشكال أنها طافت معناه أنها مكثت في المسجد فتُمنع لهذا السبب ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة لما حاضت أمرها أن تدخل الحج في العمرة قال لها " افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفِ بالبيت ،فقالت : يا رسول الله يرجع الناس بحج وعمرة ، وأرجع بحج ، قال : طوافك وسعيك لحجك وعمرتك " ،
فالشاهد أنه منعها من الطواف بالبيت وتفعل كل ما يفعله الحاج من الوقوف بعرفة وغيره ، الشاهد من هذا أن الإنسان لو المرأة لو طافت وعليها الحيض وخصوصاً إذا كانت مضطرة لذلك كمن يكون لها رفقة وحجزهم سيفوت فإنه لا بأس أن تغتسل وتتحفظّ ثم تطوف وهي حائض ، ولهذا الأخت مادام أنه حصل منها هذا فحجها صحيح ، واسأل الله أن يغفر لها.
41328992610.gif

الروابط



41328992610.gif

شكر وتقدير للمفرغة : رآجية عفو الرحمن
المؤمنة بربها
ومن سجل الحلقة : يآسر اليآسر
 
رد: حلقة اليوم الثامن 8\12\1433هـ للشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان "حفظه الله"

رد: حلقة اليوم الثامن 8\12\1433هـ للشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان "حفظه الله"

جزاك الله خيرا
 
رد: حلقة اليوم الثامن 8\12\1433هـ للشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان "حفظه الله"

رد: حلقة اليوم الثامن 8\12\1433هـ للشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان "حفظه الله"

بارك الله فيك
 
رد: حلقة اليوم الثامن 8\12\1433هـ للشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان "حفظه الله"

رد: حلقة اليوم الثامن 8\12\1433هـ للشيخ عبد العزيز بن فوزان الفوزان "حفظه الله"

جزاك الله خيرا​
 

عودة
أعلى