التصفح للزوار محدود

كفيفة , تبصر العنف الأعمى في الصومال

فارس عمر

مشرف منتدى القصص والرواياترياضات وإبداعـات متحدي ا

_78673_habiba7-6-09.jpg

blank.gif

حبيبة المريضة: لا ارض لي ولا مال

كفيفة تبصر العنف الاعمى في الصومال


بعد أن ثكلت بزوجها وابنائها الثلاثة، حبيبة علي تهجر كيسمايو وتبدأ معاناة جديدة يعيشها مئات الاف الصوماليين.

داداب (كينيا) - من فرانك نياكايرو
بعد رحلة شاقة مسافتها 90 كيلومترا من الصومال الى كينيا ما زالت حبيبة علي تشعر بالارهاق والتعب وما زالت المشاعر تهزها.

قبل أيام انطلقت حبيبة الكفيفة البالغة من العمر 53 عاما خارج كيسمايو في الصومال لاول مرة في حياتها لكي تتوحد من جديد مع ابنها الوحيد الناجي المقيم في أكبر مستوطنة للاجئين في العالم في داداب بكينيا.

وتوفي ابراهيم زوج حبيبة وأبناؤها الثلاثة الاخرون في دوامة العنف الذي لا ينتهي في الصومال.

وقالت وهي تجلس أسفل شجرة في وحدة تسجيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة في قطاع داجاهالي في داداب المستوطنة التي تضم ثلاثة مخيمات للاجئين في شمال كينيا "كنا عائلة كبيرة سعيدة ولكن انظروا ما فعلته بنا الحياة الان".

وبتشجيع من ابنها انطلقت هي وحفيدتها البالغة من العمر ثمانية أعوام في الخامس والعشرين من مايو/ايار تاركتين كيسمايو الساحلية الواقعة منذ منتصف عام 2008 تحت سيطرة حركة الشباب الاسلامية المتشددة.

ودفعت حبيبة مئة دولار أجرة شاحنة لنقلها من كيسمايو الى الحدود حيث كان في انتظارها ابنها حسين باري (21 عاما).

وتنتظر حبيبة الان مع مجموعة من اللاجئين الاخرين لتسجيل أسمائهم وهي واحدة من سبعة الاف لاجئ يصلون شهريا.

وقد تبدو قصة حبيبة لافتة للنظر ولكنها مشابهة لقصص 275 ألف لاجئ في داداب المخيم الذي بني لاستيعاب 90 ألف لاجئ.

ويعاني الصومال من فوضى منذ أن أطاحت ميليشيات بالزعيم محمد سياد بري عام 1991.

وقالت حبيبة التي فقدت بصرها وهي في الثامنة عشرة من عمرها "عندما قتل زوجي بالرصاص في الايام الاولى من الحرب عام 1991 كنت ضد مغادرة الصومال ومن ثم طلبت من أبنائي البقاء لحماية قطعة الارض الصغيرة والماشية التي نملكها".

واندلع القتال هناك ثانية عام 2007 عندما اشتبك الاسلاميون الذين يسيطرون على المنطقة مع القوات الاثيوبية التي كانت تحاول تعزيز الحكومة الصومالية المدعومة دوليا.

وتابعت "واصلت عائلتي عمل زوجي المتعلق بمعالجة الفحم النباتي وهو ما ساعدنا على الحياة في كيسمايو ولكن في عام 2007 عاد الرعب من جديد".

وفي أحدث دوامة من أعمال العنف استعادت حركة الشباب ومتمردون اسلاميون اخرون متحالفون معها السيطرة على أجزاء كبيرة من جنوب ووسط الصومال بما في ذلك كيسمايو.

وتعقد الاشتباكات القبلية من الحرب الاهلية في الصومال. ولكونها من قبيلة الدارود تلقي علي باللوم في الام عائلتها على قبيلة الهوية المنافسة.

وأضافت وهي تبكي "ميليشيات الهوية أولا قتلت اثنين من أبنائي عام 2007. لم يسببا ضررا لاي أحد ولكنهم أخذوهما ذات ليلة وعثرنا على جثتيهما خارج منزلنا في الصباح".

وفزع ابنها الاصغر حسين وفر الى داداب.

وفي مايو/ايار من العام الحالي قتل ابنها الاخر حسن وقررت التوجه الى داداب أيضا.

وقالت حبيبة "طلبت من حسن الابتعاد عن السياسة وتفادي الوقوع في مشاكل ولكن هذا لم يكن كافيا لانقاذه. قتل مسلح حسن بالرصاص في الضواحي أثناء رعايته الماشية وسرق 20 رأسا من الماشية وعشر عنزات".

وكانت حبيبة أقسمت ألا تغادر كيسمايو ولكنها قالت ان في نهاية الامر لم تجد أمامها بديلا. وساعد أقارب لها في جمع المال اللازم لرحلتها الى داداب.

وقالت "كان حسين هناك عند الحدود في انتظاري. هو أملي الوحيد الان. كما ترون ليس لدي شيء الان، لا أرض ولا مال".

وتشكو حبيبة من آلام في البطن ولكن لا يمكن أن تحصل على مساعدة طبية مناسبة الى أن تسجل اسمها رسميا.
وبيتها الجديد عبارة عن مأوى مساحته محدودة للغاية يتقاسمه ابنها مع ثلاثة من أصدقائه. والمخيمات مكتظة باللاجئين ولكن حبيبة لا يمكنها العودة لمنزلها ولا الذهاب لاي مكان اخر.

 

عودة
أعلى