التصفح للزوار محدود

ماذا لو لم يكن توحدا؟ (2)

رد: ماذا لو لم يكن توحدا؟ (2)

الجزء الثاني من المحاضرة

في شهر يونيو 2007 حضرت اجتماعا جمع عددا من الباحثين المميزين الذين قضوا زهاء 25 عاما في دراسة المرض المعروف باسم "متلازمة الإجهاد المزمن CFS". كل الباحثين في ذلك الاجتماع أجمعوا على استنتاج واحد: وهو أنه إذا لم يكن المريض يعاني من نوع من التسمم أو المعادن أو غير ذلك من المشاكل، فحالته ستكون بالتأكيد حالة مناعية عصبية معقدة أو حالة إصابة معقدة بفيروس ما. وأنهم كلما ازدادوا تعمقا في دراسة تلك الحالة كلما ازدادت تعقيدا!!!

الآن، نرجع إلى قاعدة أساسية وهي: أننا لا يمكن أن نعالج مرضا ما بمحاربة أعراضه فقط، بل يجب أن نوجه العلاج إلى المسبب الرئيسي لذلك المرض حتى نربح المعركة ضده.
قديما في سنوات الدراسة، لم يتم اعتبار مشاكل مثل: صعوبات التعلم، فرط النشاط وضعف التركيز ADHD والتوحد وغيرها، لم يتم اعتبارها أمراضا. بل تم تدرسيها لنا على أنها اضطرابات نمائية تندرج تحت تخصص الطب النفسي.

ما نحاول أن نثبته نحن في مركز أبحاث نيدز NIDS هو أنه مهما كان المسبب الرئيسي: جيني، تطعيمات، عوامل بيئية، فيروسات، حساسيات، أو غيرذلك، فقد تم تخطي حد ما في الجسم، مما أدخله في حالة اضطراب مناعي أدّى إلى تقليل ضخ الدم إلى الدماغ. ومن ثمّ أدى ذلك إلى التأثير على الجهاز العصبي المركزي ووظائفه. بعد كل هذه السنوات، أستطيع أن أؤكد لكم أن أغلب البيانات الموضوعية في مجال الأبحاث كلها تشير إلى نفس هذه الفكرة.

جهاز المناعة في جسم الإنسان يعمل على أكثر من مستوى (Th1, Th2, Th3, Th4, Th0)، وحتى يعمل هذا الجهاز بكفاءة طبيعية بحيث يتمتع الجسم بصحة جيدة، يجب أن يتّسم عمله بالتوازن بين مستويات عمله المختلفة. إلا أنه في حالة أطفالنا وكذلك حالة مرضى متلازمة الإجهاد المزمن، فإن بعض مستويات عمل جهاز المناعة تكون مرتفعة عن الحد الطبيعي والبعض الآخر منخفض. وهذا الأمر هو ما نحاول في مركز ابحاث NIDS تنبيه الأطباء إليه. لأن هذه الحالة تحديدا غير مألوفة في الطب ولم يتم تعلمها في الجامعات. هنا يكمن مفتاح مساعدة أطفالنا وعلاجهم. الصعوبة في العلاج هي أننا لو حاولنا رفع مستويات المناعة المنخفضة، فإننا لا نستطيع ان نضمن تخطي الحد الطبيعي المطلوب!! وكذلك الأمر لو حاولنا تخفيض المستويات المرتفعة. هذه النقطة مهمة جدا في فهمنا لحالة هؤلاء الأطفال.

هناك نقطة أخرى مطروحة في قضية مرض التوحد. تقول هذه النقطة بوجود خلل في عمل وحدات الطاقة في خلايا الجسم (الميتوكندريا) لدى مرضى التوحد مما يؤدي إلى ظهور أعراض هذا المرض. كنت قد حضرت اجتماعا في عام 1992 لمناقشة هذه النقطة بالذات وعلاقتها بمرض متلازمة الإجهاد المزمن، المرضى بهذا المرض يعانون من جهاز مناعة منهك للغاية ولديهم عدد قليل جدا من الخلايا المناعية المسماة Natural Killers NK ، لن أنسى ذلك النقاش الذي دار يومها في الاجتماع. حيث دار النقاش عن أن المرضى الذين يعانون من جهاز مناعة منهك وانخفاض في عدد خلايا NK تكون وحدات الطاقة في خلايا أجسامهم (الميتوكندريا) لا تعمل كما يجب!! إذن، قضية خلل عمل الميتوكندريا هي نتيجة وليست سبب لاضطراب عمل المناعة عند هؤلاء المرضى.

الوهم الخامس: هو أنه يمكن تقوية عمل المناعة ببساطة بتناول عدد من المكملات أو الأدوية. لكن بالرجوع إلى طريقة عمل جهاز المناعة على مستويات عدة، فهذا أمر لا يمكن التحقيق. فكما ذكرنا يوجد تباين في مستويات عمل جهاز المناعة لدى مرضى التوحد، هو ليس جهازا معطوبا أو عاجزا بأكمله حتى نقوم بتقويته ككل!!
فرفع أحد مستويات عمل جهاز المناعة سيرفع كل المستويات الأخرى. وهنا تكمن مشكلة العلاجات الدوائية التي تعمد إلى تقوية المناعة ككل. فعلى الرغم من أن هذه العلاجات تحقق درجة من النجاح، إلا أن الأعراض السلبية التي تصاحبها في تزايد مستمر وخاصة على صعيد المناعة.

وعندما تعمقت في موضوع ما يسمى بالتوحد أكثر، وبدأت أبحث في علاقة نوبات النشاط الزائد في الدماغ Seizures مع عمل المناعة، كانت صدمتي كبيرة من كثرة ما وجدت من تقارير طبية ودراسات تشير إلى تلك العلاقة. كل تلك الدراسات ليست لها علاقة بأبحاث التوحد!! حيث تحدثت العديد من المقالات الطبية عن مواد كيميائية يفرزها جهاز المناعة تسمى Interleukins أثناء عمله، هذه المواد تقوم بمهاجمة الدماغ مسببة نوبات من النشاط الزائد في الدماغ Seizures. بل لقد وجدت دراسة طبية من ضمن أبحاث النشاط الزائد في الدماغ Seizures ، تقول الدراسة أنه بإعطاء فأر التجارب مادة كيميائية هدفها إثارة المعدة تحديدا، فإن ذلك يجعل دماغ الفأر أكثر عرضة لنوبات النشاط الزائد. هذه الدراسة تحديدا مهمة جدا لفهم حالة أطفال مرضى ما يسمى بالتوحد.
في كلية الطب تعلمنا أن هناك علاقة ثلاثية تجمع (الدماغ – جهاز المناعة – الأمعاء)، لكن الذي لم نتعلمه هو أن الأمعاء أحيانا هي التي من الممكن أن تتحكم بالدماغ. ما تعلمناه يقضي بكون الدماغ هو المسيطر دائما والمتحكم بكامل الجسم. بينما في حالة أطفالنا، فإن وجود التهابات Inflammation في أمعائهم، إضافة إلى ظاهرة نفاذية الأمعاء لديهم، تؤثر في عمل أدمغتهم. وإذا أردنا علاج هؤلاء الأطفال فإننا يجب أن نتوقف عن زيادة مشاكل الدماغ لديهم بالتوقف عن إطعامهم ما يزيد من إثارة جهاز المناعة عندهم.

هناك دراسة مميزة قامت بها مستشفى جون هوبكنز في عام 2005. الكثير منكم لم يسمع بهذه الدراسة قط. عندما صدرت هذه الدراسة اعتقدت وقتها أنها ستغير واقع ما يُعرف بالتوحد. الدراسة شملت تشريح أدمغة عدد من الأطفال الذين قضوا في حوادث متفرقة، وهم جميعا من مرضى التوحد. كشفت الدراسة الفريدة عن وجود عملية مناعية عصبية التهابية في أدمغة أولئك الأطفال بطريقة شبيهة تماما بما يحدث في أدمغة مرضى الزهايمر والباركنسون. وقد كانت تلك الدراسة قوية جدا لدرجة أن زملائي الباحثين اقترحوا علي لأول مرة أن نتوجه إلى الـ FDA للتصريح بالطرق التي نستخدمها في طريقة نيدز NIDS لعلاج الأطفال.
 
رد: ماذا لو لم يكن توحدا؟ (2)

لما اقراء عن تميز اطفال التوحد وتفوقهم الدراسي اشك ان ابني لديه توحد ولدي لايعرف حتى الذهاب للحمام اكرمكم الله ياليت ولدي متفوق ومعتمد على نفسه ومو لازم يصادقه احد اااااااااااعذروني
 
رد: ماذا لو لم يكن توحدا؟ (2)

مرحبا بكم خواتي مشكورين على هالنقاش الاكثر من رائع حبيت اسال صاحبة الموضوع ان ولد اخوي 4سنوات ونصف يتكلم يمشي اموره بنفسه لاكن يعاني من خجل شديد ومايحب الاطفال كثير كلماته محدوده مو طلق نفس اللي بعمره لا يبي شي يطلب وبس مايسولف ابد ولا يلعب مع الاطفال الا بالجري ومو كثير بعد كان يحب طيور الجنه كثير لاكن ماكان في اي حركات تكراريه او دوران ابد كانت تصرفاته طبيعيه بس يوم دخلوه الروضه طلبوا من اخوي انو يعرضه على استشاري لانو خجول جدا ومايلعب مع احد ايش رايكم هل توحد ام حاجه ثانيه
 
رد: ماذا لو لم يكن توحدا؟ (2)

جزاك الله خيرا ام حمود على رفع الموضوع ...كنت قراته في بدايه تسجيلي للمنتدى وفي وقتها لم استطع فهمه بالكامل
العزيزة ريم انتظر على احر من الجمر عودتك الى المنتدى
 
رد: ماذا لو لم يكن توحدا؟ (2)

جزاك الله خيرا على رفع الموضوع الرائع فالنقاش ثري جدا ومفيد
 
رد: ماذا لو لم يكن توحدا؟ (2)

نقاش هادف، مع أنه خرج نهائيا عن موضوع المحاضرة، على فكرة يا جماعة منذ ان علمت بمرض التوحد، أشعر فعلا ان عندي توحد يمكن خفيف والله أعلم، انا معروفة من طفولتي اني غير اجتماعية، وكنت دائما ألعب وحدي.
عزيزتي ريم، أسأل الله ان يطمئنك عن طفلك ويشفيه شفاء لا يغادر سقماً.

نفس كلامي ,, صرت اشك بنفسي لاني غير اجتماعية واتضايق جدا عند جلوسي مع اشخاص كثيرين
والله مناقشة رائعة
 

عودة
أعلى