صناع الحياة ( متجدد )

رد: صناع الحياة ( متجدد )

معلك بشكل متواصل ... علنا نغيّر من هفواتنا ... نحتاج دوماً للتذكير ..
تيار الأخطاء سريع الجريان .... قد لا نقدر على السباحة عكس التيار ...
لكن نخرج منه قبل أن يصل لنهاية مجراه ..
نوّر الله أيامك : تاتي
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

معلك بشكل متواصل ... علنا نغيّر من هفواتنا ... نحتاج دوماً للتذكير ..
تيار الأخطاء سريع الجريان .... قد لا نقدر على السباحة عكس التيار ...
لكن نخرج منه قبل أن يصل لنهاية مجراه ..
نوّر الله أيامك : تاتي

شكراً لك فارس على المتابعه الجيده

انتظرنى باذن الله
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




(48) خشية سيدنا عمر رضي الله عنه...




ذات يوم يقول لجليسه أبي موسى الأشعري :

يا أبا موسى ، هل يسرّك ان إسلامنا مع رسول الله وهجرتنا معه وشهادتنا وعملنا كله يردّ علينا لقاء أن ننجو كفافاً ، لا لنا ولا علينا ؟
فيجيبه أبو موسى : لا والله يا عمر ، فلقد جاهدنا وصلينا وصمنا وعملنا خيراً كثيراً ، وأسلم على أيدينا خلق كثير ، وإنا لنرجو ثواب ذلك .
فيجيبه عمر : أما أنا ، فوالذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك يردّ لي ، ثم أنجو كفافاً رأساً برأس..
إن رسول الله بشّره بالجنة ، ومع هذا يقف دائماً مع الله موقف الخشية والحياء..




(49) إسلام عكرمة بن أبي جهل...




جاءت امرأته أم حكيم - وكانت قد أسلمت يوم الفتح – فقالت : يا رسول الله ، هرب عكرمة خائفاً أن تقتله فأمّنه . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : هو آمن .
وأدركت المرأة زوجها قبل أن يرحل فنادته قائلة : جئتك من عند أوصل الناس ، وأبرّ الناس ، وخير الناس ، لا تهلك نفسك وعد معي فقد استأمنت لك رسول الله .
قال ابن عسكر : فلما دنا من مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمناً ، فلا تسبوا أباه ن فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت . ولما أقبل عكرمة وثب إليه النبي متعجلا من فرحه بمقدمه ، وعرض عليه الإسلام ، فقال عكرمة : والله ما دعوت إلا إلى الحق ، وإلى كل أمر حسن جميل ، قد كنت والله فينا قبل دعوتك هذه أصدقنا حديثاً ، وأبرّنا براً..وأعلن الرجل إسلامه ، ثم قال : يا رسول الله ، استغفر لي كل عداوة عاديتها لك ، أو موقف أوضعت فيه أريد إظهار الشرك والصد عن سبيلك . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له . فقال عكرمة : أما والله لا أدع نفقة كنت أنفقها في الصد عن سبيل الله ، إلا وأنفقت ضعفها في سبيل الله ، ولا قتالاً قاتلت في الصد عن سبيل الله ، إلا أبليت ضعفه في سبيل الله .




(50) أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم...




أسر المشركون زيد بن الدثنة وساقوه إلى ساحة القتل ، وأحاطوا به في لحظاته الأخيرة ليشمتوا ويتشفوا فيه ، قال له أبو سفيان والرمح موجه إلى بطن زيد ليغرس في أحشائه : أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك ، نضرب عنقه وأنك سالم في أهلك ؟ قال زيد : والله ما أحب أن محمداً صلى الله عليه وسلم الآن في مكانه الذي هو فيه فتصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في اهلي . قال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحداً يحب أحد كما يحب أصحاب محمد محمداً ..وقتل الصحابي الوفي المحب لله ورسوله ..




(51) تضحيات رجال ونساء...




تقول أم سلمة رضي الله عنها : لما أجمع ابو سلمة على الهجرة ، أعد لي بعيري وحملني إليه ثم خرجنا إلى المدينة..فتبعنا رجال من أهلي معترضين طريقنا قائلين : هذه نفسك غلبتنا عليها..وهذه صاحبتنا ، علام نتركك تسير بها في البلاد ؟ ونزعوا خطام البعير من يده واخذوني منه ،وغضب عند ذلك رهط بني سلمة ، وقالوا : والله لا نترك ابننا معها إذا نزعتموها من صاحبنا ( أي أن أهل أبي سلمة سوف يأخذون الطفل سلمة من أهل امه) ..قالت أم سلمة : فتجاذبوا الولد بينهم حتى كادوا يخلعون ذراعه ، ثم انطلقوا به ، وذهب زوجي إلى المدينة وحده ، ففرقوا بيني وبين ابني وزوجي..
فكنت أخرج كل غداة فأجلس بعيداً فما أزال أبكي حتى أمسي ، ومكثت على ذلك نحو عام ، حتى مر بي رجل من بني عمومتي ، فرأى ما بي ورقّ قلبه لي فقال لأهلي : ألا تتركون هذه المسكينة تلحق بزوجها ؟ فقالوا لي : إلحقي بزوجك إن شئت . فاسترددت ابني وارتحلت بعيري وخرجت أريد المدينة وما معي أحد من خلق الله .
حتى إذا كنت بالتنعيم – قريباً من مكة – لقيت عثمان بن طلحة ، فسألني إلى أين ؟ قلت : أريد زوجي بالمدينة . قال : وما معك أحد ؟ قلت : ما معي إلا الله وابني هذا .
فأخذ بزمام البعير وهو يقول : والله مالك من مترك ..وانطلق مسرعاً بي.. فوالله ما صحبت رجلاً من العرب قط أرى أنه أكرم منه ، كان إذا نزل مكان ، أناخ لي بعيري ثم تأخر عني حتى أنزل ، ثم قيد بعيري إلى شجرة ثم ذهب بعيداً إلى شجرة أخرى فاستراح تحتها ..حتى إذا دنا الرواح قام إلى بعيري فأعده ، ثم استأخر عني حتى أركب ، فإذا استويت عليه أخذ بالزمام يقودنا ، ومازلنا كذلك حتى أقدمني المدينة ، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف قال : هنا يقيم أبو سلمة ، فادخلي على بركة الله ، ثم انصرف قافلاً إلى مكة بعد ما أدّى واجبه الشريف..واجتمع شمل الأسرة مرة أخرى في دار الهجرة ، لكن أبا سلمة واصل كفاحه في نصرة الإسلام ، وشاء أن يكون من شهداء أُحُد ، وأن تبقى أم سلمة وحيدة حتى قدر الرسول جهادها ومصابها فبنى بها وأعز جانبها..




(52) أكرهها ..فليطلقها...


ذهب أب غاضباً إلى أحد الأئمة يقول له : مُر ابني فليطلق امرأته . قال له الإمام : لماذا ؟ قال : لأني أكرهها..قال الإمام : كراهيتك لها لا تبيح طلاقها . فقال الرجل : ألم يأمر الرسول عبد الله بن عمر أن يطلق امرأته لأن أباه يكرهها ؟ فقال الإمام : عندما تكون في دين عمر وتقواه وعدالته ، أكلف ابنك بما تريد..




(53) الباب الذهبي...




صنع أحد النجارين نموذجاً لباب ذهبي ، أسماه ( باب الرحمة ) ، وجاء جمهور من الناس يناقشون عمله ، وبينهم أحد النجارين المحترفين .قال النجار المحترف ناقداً : ان بابك عريض جداً وما هكذا تصنع الأبواب ..قال صاحب الباب : أعلم ذلك ..لكن باب الرحمة ليس ككل الأبواب ..إنه واسع عريض ليتسع لكل القادمين إليه..
ضحك المحترف وقال ساخراً : ولكنه قصير حتى أن الإنسان العادي لا يستطيع أن يدخل منه دون أن ينحني..قال صاحب الباب : وهكذا باب الرحمة ..لا يدخله إلا المتواضعون الذين يدخلونه راكعين ساجدين بلا ترفع ولا كبرياء..قال الآخر : ولماذا لم تصنع له مفتاحاً ككل الأبواب ؟ قال صاحب الباب : لأنه مفتوح دائماً .فرد عليه النجار المحترف : فلماذا إذن كل هذه المزاليج والأقفال من الداخل ؟ قال الرجل : لأنه سيأتي يوم يغلق فيه باب الرحمة في وجه الرافضين إلى الأبد..



يتبع باذن الله
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



(54) شهادة مجهول ...



شهد عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل ، فقال له عمر : لست اعرفك ، ولا يضرّك ان لا أعرفك ، ائت بمن يعرفك . فقال رجل من القوم : أنا أعرفه . قال عمر : بأي شئ تعرفه ؟ قال الرجل : بالعدالة والفضل . قال : هو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه ؟ قال الرجل : لا . قال عمر : فعاملته بالدينار والدرهم الذين يُستدل بهما على الورع ؟ قال : لا . قال عمر : فرافقك في السفر الذي يُسّتدل به على مكارم الخلاق ؟ قال : لا . قال عمر رضي الله عنه: ربما رأيته يركع ويسجد في المساجد ، لست تعرفه . ثم قال للرجل : ائت بمن يعرفك .




(55) الشهادة على النفس ...



عن أبي ذر رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنظر إلى من هو أسفل مني ، ولا أنظر إلى من هو فوقي ، وأن أحب المساكين ، وأن أدنو منهم ، وأن أصل رحمي ، وإن قطعوني وجفوني ، وأن أقول الحق وإن كان مراً ، وأن لا أخاف في الله لومة لائم ، وأن لا أسأل أحداً شيئاً ، وأن أستكثر من ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) فإنها من كنوز الجنّة .
لا حول ولا قوة إلا بالله..




(56) حكم سيدنا سليمان الحكيم ...



عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كانت امرأتان معهما ابناهما ، جاء الذئب فذهب بإبن أحداهما ، فقالت صاحبتها : إنما ذهب بإبنك ، وقالت الأخرى : إنما ذهب بإبنك . فتحاكما إلى داود عليه السلام فقضى للكبرى . فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه فقال : ائتوني بالسكين أشقّه بينكما . فقالت الصغرى : لا تفعل يرحمك الله هو ابنها .. فقضى سيدنا سليمان للصغرى .
لأن عاطفة الأمومة تحرّكت عند الأم الحقيقية ورفضت أن يُقتل ابنها ، وآثرت أن يبقى حياً ولو بعيداً عنها ، فاستدل سيدنا سليمان بهذه القرينة على أنه ابنها .






(57) سيدنا عمر يحاسب نفسه ...



يقول الأحنف بن قيس : كنت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلقيه رجل فقال : يا أمير المؤمنين انطلق معي فأعِدني على فلان فقد ظلمني ( أي انصفني عليه ) .. فرفع عمر درّته ( عصاه ) وخفق بها رأس الرجل وقال له : تدعون أمير المؤمنين وهو معرّض لكم ، مقبل عليكم ، حتى إذا شغل بأمر من أمور المسلمين أتيتموه : أعدِني .. أعدِني ..


فانصرف الرجل غضبان أسفاً ن فقال عمر : عليّ بالرجل .. فلما عاد ، ناوله درته وقال له : خذ واقتص لنفسك مني .. قال الرجل : لا والله ، ولكني ادعها لله ، وانصرف..



يقول الأحذف بن قيس : وعدت مع عمر إلى بيته ، فصلى ركعتين ثم جلس يحاسب نفسه ويقول : ابن الخطاب .. كنت وضيعاً فرفعك الله .. وكنت ضالاً فهداك الله .. وكنت ذليلاً فأعزك الله .. ثم حملك على رقاب الناس ، فجاءك رجل يستعديك فضربته ، فماذا تقول لربك غداً إذا أتيته ؟



وأنت ما تقول لربك غداً ..؟؟





(58) الصبر ...




عن القاسم بن محمد قال : هلكت امرأة لي ، فأتاني محمد بن كعب القرظي يعزيني بها فقال : إنه كان في بني إسرائيل رجل فقيه ، عالم عابد مجتهد ، وكانت له امرأة كان بها معجباً فماتت. فوجد عليها وجداً شديداً أي حزن عليها حزناً شديداً ، حتى دخل في بيته وأغلق على نفسه واحتجب ، فلم يكن يدخل عليه أحد . فسمعت به امرأة من بني إسرائيل فجاءته فقالت : إن لي حاجة أستفتيه فيها ، ليس يجزيني إلا أن اشافهه بها ( أي أنها لابد أن تقول له حاجتها شفاهة وبنفسها ) ولزمت بابه. فأُخبر بها ، فأذن لها فقالت : أستفتيك في أمر ، قال : وما هو ؟ قالت : إني استعرت من جارة لي حلياً ، فكنت ألبسه زمناً ، ثم أرسلت لي تطلبه ، أفأرده إليها ؟ قال : نعم والله . قالت : لقد مكث عندي زماناً . فقال : ذاك أحق لردك إياه . فقالت له : يرحمك الله ، أفتأسف على ما أعارك الله ثم أخذه منك ، وهو أحق به منك ؟ فأبصر ما كان فيه .. ونفعه الله بقولها ..





(59) عمر رضي الله عنه أمير المؤمنين ...




قدم المدينة بعض التجار وخيموا عند مشارفها ، فاصطحب عمررضي الله عنه عبد الرحمن بن عوف ليتفقد أمر القافلة ، وكان الليل قد جاء وقارب على الإنتهاء ، وعند القافلة النائمة ، اتخذ عمر وصاحبه مجلساً على مقربة منها ، وقال عمر رضي الله عنه لعبد الرحمن : فلنمض بقية الليل هنا ، نحرس ضيوفنا .



وإذ هما جالسان ، سمع عمر صوت بكاء صبي ، وانتظر عمر أن يكف الصبي عن البكاء ، ولكنه تمادى فيه ، فمضى يسرع صوبه ، وحين اقترب منه وسمع أمه تنهنهه قال لها : اتق الله وأحسني إلى صبيك . ثم عاد إلى مكانه .. وبعد حين عاود الصبي البكاء ، فهرول نحوه عمر ، ونادى أمه : قلت لك اتق الله وأحسني إلى صبيك .. وعاد إلى مكانه .. بيد أنه لم يكد يستقر حتى زلزله مرة أخرى بكاء الصبي ، فذهب إلى أمه وقال لها : ويحك .. إني لأراك أم سوء ، ما لصبيك لا يقر له قرار ؟ قالت وهي لا تعرف من تخاطب : يا عبد الله .. قد أضجرتني..إني أحمله على الفطام فيأبى .. سألها عمر : ولم تحملينه على الفطام ؟ قالت : لأن عمر لا يفرض إلا للفطيم .. ( أي يعطي مالاً ) قال سيدنا عمر : وكم له من العمر ؟ قالت : بضعة أشهر .. قال : ويحك لا تعجليه ..



يقول صاحبه عبد الرحمن بن عوف : فصلى بنا الفجر يومئذٍ ، وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء . فلما سلم قال : يا بؤساً لعمر..كم قتل من أولاد المسلمين ..



ثم أمر منادياً ينادي في المدينة : لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام ، فإنا نفرض من بيت المال لكل مولود في الإسلام .. ثم كتب بهذا إلى جميع ولاته في كافة المدن ..






يتبع باذن الله




 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

ماشاء الله عليك

يعطيك العافية اختي تاتي
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(60) طيبات الدنيا...




يحدثنا جابر بن عبد الله فيقول :
رأى عمر بن الخطاب لحماً معلقاً في يدي فسألني : ما هذا يا جابر ؟ قلت : هو لحم ، اشتهيته فاشتريه ، فقال عمر رضي الله عنه : أو كلما اشتهيت إشتريت ، أما تخاف أن يُقال لك يوم القيامة " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا "...؟


(61) بين أبو بكر وعمررضي الله عنهما...



جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤوس الناس ، وجاء أبو بكر بماله أجمع يكاد أن يخفيه عن نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما تركت لأهلك ؟ قال : عدة الله وعدة رسوله . فقال عمر لأبي بكر : ما سبقناك إلى باب خير قط إلا سبقتنا ".
وعن عمر رضي الله عنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أن نتصدّق ، فوافق ذلك مالاً عندي فقلت : اليوم أسبق أبا بكر فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله . وأتى أبو بكر يحمل ما عنده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قال : أبقيت لهم الله ورسوله . فقلت : لا أسابقك إلى شئ أبداً .



(62) طعام عمر ...



زار حفص بن أبي العاص يوماً أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكان عمر جالساً إلى طعامه ، فدعا إليه حفصاً ..وكان حفصاً قد رأى القديد اليابس الذي كان يأكل منه عمر ، فلم يشأ أن يكبّد نفسه عناء أكله ، ولا أن يجشّم معدته مشقة هضمه ، فاعتذر شاكراً..
وأدرك عمر رضي الله عنه سر عزوفه عن طعامه ، فرفع بصره نحوه وسأله :
- ما يمنعك عن طعامنا ؟
ولم تنقص الصراحة حفصاً فقال :
- إنه طعام جشب غليظ ، وإني راجع إلى بيتي فأصيب طعاماً ليناً قد صنع لي ...فقال عمر :
- أتراني عاجزاً عن أن آمر بصغار الماعز فتطهى ، وآمر برقاق البر ( القمح) فيخبز ، وآمر بصاع من زبيب فيلقى في السمن ثم يصب عليه الماء ، فآكل هذا وأشرب هذا ؟
فقال حفص وهو يضحك :
- إنك بطيب الطعام لخبير ..!
قال عمر :
- والذي نفسي بيده ، لولا أن تَنقُص حسناتي لشاركتكم في لين عيشكم ، ولو شئت لكنت أطيبكم طعاماً ، وأرفهكم عيشاً ، ولنحن أعلم بطيب الطعام من كثير من آكليه ، ولكننا ندعه ليوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها .. وإني لأستبقي طيباتي لأني سمعت الله تعالى يقول عن أقوام ، أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها ..




(63) من أقوال سيدنا أبو بكر الصديق ...



- إذا فاتك خير فأدركه ..وإن أدركك فاسبقه .
- احرص على الموت توهب لك الحياة .
- ليست مع العزاء مصيبة .
عزّى عمر في طفل احتسبه فقال له : عوّضك الله منه ما عوّضه منك ..
وسأل رجلاً يحمل ثوباً : أتبيع هذا الثوب ؟ فأجابه : لا ... عافاك الله ! قال أبو بكر رضي الله عنه : هلا قلت لا وعافاك الله !




(64) من حكم الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ...



- المرء مخبوء تحت لسانه ..
- إذا هِبت أمراً ، فقع فيه ( أي أقبل عليه ) ، فإن شدّة توقيه أعظم مما تخاف منه ..
- لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يصانع ، ولا يضارع ، ولا يتبع المطامع ..
- أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه ..
- من نصب نفسه للناس إماماً ، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره .. وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم..





(67) إسلام حمزة ...



كان حمزة رضي الله عنه عائداً من رحلة صيد ، فقابلته زوجته وقالت له :
- ياأبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد من أبي الحكم بن هشام ، وجده جالساً فآذاه وسبّه وبلغ منه ما يكره . فاحتمل حمزة الغضب لما فعله أبو جهل بابن أخيه ، فخرج حتى وصل إلى الكعبة ووجد أبا الحكم جالساً بين القوم ، فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له :
- أتشتم محمداً وأنا على دينه أقول ما يقول ؟ فرُد ذلك عليّ إن استطعت .
وصار سنداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، وظل يجاهد في سبيل الله حتى سقط شهيداً في غزوة أحد ، فكان سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ..




(68) نصائح ...



كان يحيي بن أكثم عالماً وقاضياً ، جاءه رجل ذات مرة لينصحه ، قال الرجل : كم آكل ؟ قال له : فوق الجوع ودون الشبع . قال الرجل : فكم أضحك ؟ قال : حتى يسفر وجهك ولا يعلو صوتك .
قال الرجل : فكم أبكي ؟ قال بن أكثم : لا تملّ البكاء من خشية الله . قال الرجل : فكم أخفي من عملي ؟ قال له بن أكثم : ما استطعت . قال : فكم أظهر منه ؟ قال : ما يقتدي البر ويحفظك من كلام الناس .




(69) سماحة قائد ...



دخل عمر بن عبد العزيز المسجد ذات يوم لصلاة الفجر ..فتعثر في قدم رجل كان نائماً بجوار باب المسجد من الداخل ، فرفع الرجل رأسه غاضباً وقال لللخليفة : هل أنت أعمى ؟ فرد الخليفة : لا .. عندئذٍ هجم الحراس على الرجل وقبضوا عليه ليعاقبوه ..فقال لهم عمر : لماذا تقبضون عليه وهو لم يفعل ذنباً ؟ قالوا : لقد شتمك يا أمير المؤمنين .. قال عمر : ما شتمني ..ولكنه سألني هل أنت أعمى ؟ وكان جوابي له : لا .. وليس في السؤال والجواب شتيمة ..




(70) الملك والملح ...



روي أن كسرى خرج للصيد يوماً ، وفيم كان أتباعه يقومون بشي بعض اللحوم ، لم يجدوا ملحاً ..فذهب أحد الحراس ليحضر الملح من قرية مجاورة .. فقال له كسرى : ادفع ثمن الملح حتى لا تصبح عادة ويُقضى على القرية بالخراب ..فسأله أحد أتباعه عن الضرر من الحصول على شئ تافه كالملح دون مقابل ..فقال كسرى :
- لقد بدأ الظلم في الدنيا ضئيلاً ، ولكننا نحن الحكام أخذنا نضيف إليه حتى زاد وملأ الدنيا ، فإذا اقتطف الملك تفاحة ، فإن جنوده يقتلعون الشجرة من جذورها .. وإذا سمح بأخذ خمس بيضات ، فإن حاشيته ورجاله سيذبحون أمامه ألف دجاجة ..





يتبع باذن الله
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

(72) عمر بن الخطاب وفاتح مصر ...




وفد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فتى مكروب يقول : يا أمير المؤمنين هذا مقام العائذ بك ..استوضح سيدنا عمر من الفتى فعلم أن محمد بن عمرو بن العاص قد أوسعه ضرباً لأنه سبقه فسبقه ، فعلا ظهره بالسوط وهو يقول : خذها وأنا ابن الأكرمين !

أرسل أمير المؤمنين يدعو عمرو بن العاص وكان فاتح مصر وحاكمها ويدعو معه ابنه محمد بن العاص ..يروي لنا أنس بن مالك القصة فيقول :

فوالله إنا جلوس عند عمر ، وإذا عمرو بن العاص يقبل في إزار ورداء ، فجعل عمر يلتفت باحثاً عن ابنه محمد ، فإذا هو خلف أبيه .. فقال : أين المصري ؟ قال ها أنا ذا يا أمير المؤمنين ..قال عمر : خذ الدرّة واضرب بها ابن الأكرمين ..فضربه حتى أثخنه وعمر يقول : اضرب ابن الأكرمين !

ثم قال عمر للمصري : أجلها على صلعة عمرو ، فو الله ما ضربك إلا بفضل سلطانه ..!! قال الفتى المصري : يا أمير المؤمنين ، قد استويت واشتفيت وضربت من ضربني ..
قال عمر رضي الله عنه : أما والله لو ضربته ، ما حلنا بينك وبينه حتى تكون أنت الذي تدعه ..

ثم التفت إلى عمرو وقال : يا عمرو ، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ والتفت إلى المصري وقال له : انصرف راشداً ، فإن رابك ريب فاكتب إليّ ..
هذا هو عمرو بن العاص ، صحابي من شيوخ الصحابة ، وحاكم إقليم من أكبر أقاليم الفتح الإسلامي ، ولا ينجو ولده من العقوبة ، بل وتكاد العقوبة تدرك عمرو بن العاص نفسه لولا عفو صاحب الحق ....

هل رأيت كم ابتعدنا عن الإسلام ؟ !




(73) فضل بلال بن رباح ...



دخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : الغداء يا بلال ..قال : إني صائم يا رسول الله . فقال الرسول : نأكل رزقنا وفضل رزق بلال في الجنة ، أشعرت يا بلال أن الصائم تسبّح عظامه وتستغفر له الملائكة ما أكل عنده ؟




(74) إيمان عبد الله بن الزبير ...



قال عمر بن عبد العزيز يوماً لإبن أبي مليكة : صف لنا عبد الله بن الزبير فقال :
والله ما رأيت نفساً ركبت بين جنبين مثل نفسه ، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شئ إليها ، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله ، لاتحسبه من طول ركوعه وسجوده إلا جداراً أو ثوباً مطروحاً ، ولقد مرّت قذيفة بين لحيته وصدره وهو يصلي ، فوالله ما أحس بها ولا إهتز لها ، ولا قطع من أجلها قراءته ولا تعجّل ركوعه .
وسئل عنه ابن عباس فقال : كان قارئاً لكتاب الله ، متبعاً سنة رسوله ، قانتاً لله صائماً في الهواجر من مخافة الله ، ابن حواري رسول الله ، وأمه أسماء بنت الصدّيق ، وخالته عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله .




(75) ثوب عمر...

ذات يوم يصعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه المنبر ليحدث المسلمين ،يقول بعد حمد الله : اسمعوا يرحمكم الله ، ولكن أحد المسلمين ينهض قائماً فيقول :والله لا نسمع ..فيسأل عمر : ولم يا سلمان ؟..فيجيب سلمان : ميّزت نفسك علينا في الدنيا ، أعطيت كلاً منا بردة واحدة وأخذت أنت بردتين..فيجيل الخليفة في صفوف الناس ثم يقول : أين عبد الله بن عمر ؟ فينهض ابنه عبد الله : ها أنذا يا أمير المؤمنين . فيسأله عمر : من صاحب البردة الثانية . يجيب عبد الله : أنا يا أمير المؤمنين. ويخاطب عمر رضي الله عنه سلمان والناس فيقول : إنني كما تعلمون رجل طوال ، ولقد جاءت بردتي قصيرة فأعطاني عبد الله بردته فأطلت بها بردتي ..فيقول سلمان : الحمد لله ..والآن قل نسمع ونطع يا أمير المؤمنين.






يتبع باذن الله
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(76) يوم الجمعة ...


روى الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي لبابة البدري رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((إن يوم الجمعة سيد الأيام، وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله عز وجل فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئًا إلا أعطاه ما لم يسأل حرامًا، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب، ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة).




(77) بائع العطر ...



سأل رجل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو كنت تاجراً ، فأي تجارة تختار ؟ فأجاب : لو كنت تاجراً ما اخترت إلا العطر ، فإن فاتني ربحه لم يفتني ريحه .




(78) تجربة الدهر ...



قال إلياس بن معاوية : خرجت في سفر ومعي رجل من الأعراب .. فلما كنا في بعض النواحي ، لقيه ابن عم له ، فعاتب كل منهما الآخر .. وكان بجوارهما شيخ من الحي فقال لهما : إن المعاتبة تبعث التجنّي ، والتجنّي يبعث المخاصمة ، والمخاصمة تبعث العداوة ، ولا خير في شئ ثمرته العداوة .. فقلت للشيخ : من أنت ؟ قال : أنا ابن تجربة الدهر .. فقلت : ماذا استفدت من عمرك الطويل هذا ؟ قال : العلم به .. فقلت : فأي شئ أفضل للإنسان من عمره ؟ قال أن يترك المرء حديثاً حسناً بعده ..




(79) صفات ...


سُئل هارون الرشيد عن أكرم عباد الله فقال : أولوا المروءة والنهي .. وعن أفضل الأعمال قال : دعاء المحسن للمحسن .. وعن أفضل صدقة قال : التي ليس فيها منّ ولا أذى .. وعن أعدل القول قال : قول الحق عند من تخافه أو ترجوه .. وعن أكيس المؤمنين قال : رجل عمل بطاعة الله ودلّ الناس عليها .. وعن أحمق الناس قال : رجل ظالم باع آخرته بدنيا غيره



يتبع باذن الله
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )



(81) عمر رضي الله عنه ونيل مصر ...




لما فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر ، أتى أهلها إليه حين دخل شهر بؤنة - وهو من الأشهر القبطية – فقالوا له : يا أمير المؤمنين إن لنيلنا هذا سُنّة لا يجري إلا بها . قال لهم : وما ذاك ؟ قالوا إنه كان في اليلة الثانية عشرمن هذا الشهر ، عمدنا إلى جارية وأخذناها من أبويها بعد إرضائهما ، فجعلنا عليها شيئاً من الحُليّ والثياب أفضل ما يكون ، ثم ألقيناها في هذا النيل ( عروس النيل ) فقال لهم عمرو بن العاص رضي الله عنه : إن هذا لا يكون في الإسلام ، فإن الإسلام يهدم ما قبله .
فأقام الناس بؤنة وأبيب ومسري - وجميعهم من الشهور القبطية - والنيل لا يجري إلا قليلاً حتى همّ الناس بترك أراضيهم ، فلما رأى ذلك عمرو بن العاص رضي الله عنه ، كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك ، فكتب عمر إليه : قد أصبت ، إن الإسلام يهدم ما قبله ، وقد بعثت إليك ببطاقة مع كتابي هذا فألقها في النيل . فلما فتح عمرو بن العاص البطاقة فإذا فيها :
" من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر ..




أما بعد :



فإن كنت تجري من قِبَلك فلا تجر .. وإن كان الواحد القهار يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك ".
فألقى عمرو بن العاص البطاقة في النيل وقد تهيأ أهل مصر للجلاء عن أراضيهم لأنهم لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل ، فأصبحوا وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعاً ، وقطع تلك ألسنة السوء من أهل مصر .





(82) دعاء واستجابة ...




تزوجت إمرأة من رجل يدعى إسماعيل .. وكان عالماً جليلاً درس على يد الإمام مالك ، وكان ثمرة هذا الزواج المبارك طفل أسموه محمداً ، وما لبث أن مات الزوج تراكاً للزوجة والإبن مالاً كثيراً ، وأخذت الأم على عاتقها تربية إبنها تربية إسلامية قوية ، ولعلها أرادت أن يكون عالماً من علماء المسلمين ، ولكن للأسف كانت هناك إعاقة في الطفل ، فقد وُلِد الطفل أعمى ، وهذا جعل إنتقاله من شيخ إلى شيخ ومن بلد إلى بلد لتلقّي العلم أمراً صعباً ، ولكن الأم لم تيأس من رحمة الله ، وفتح الله عليها فأخذت تدعو بإخلاص وبنيّة صادقة .. وفي إحدى الليالي ، وعندما كانت الأم نائمة ،إذا بها ترى في منامها الخليل إبراهيم عليه السلام يقول لها : يا هذه ، قد ردّ الله على إبنك بصره بكثرة دعائك ... واستيقظت المرأة وإذا بها ترى إبنها مبصراً .. سبحانك يا ربنا يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ..
وبعد أن ردّ الله تعالى البصر لولدها محمد بن اسماعيل ، بدأت الأم توجهه لطلب العلم ، وفتح الله عليه فألف بعد ذلك كتاباً من أصح الكتب في هذه الدنيا بعد كتاب الله ، وإسم الكتاب هو ( صحيح البخاري ) في شرح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ... نعم إنه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري الذي رزقه الله العلم وسعة الحفظ .







يتبع باذن الله


 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

(83) حسن الخلق ...




كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : أعلم الناس بالله .. أشدّهم تعظيماً لأهل لا إله إلا الله ..
وكان بكر بن عبد الله المزني يقول : إذا رأيت من هو أكبر منك فعظمه وقل : إنه سبقني إلى الإسلام والعمل الصالح ، وإذا رأيت من هو أصغر منك فعظمه وقل : إني قد سبقته في الذنوب ، وإذا أكرمك الناس فقل : هذا من فضل الله عليّ ولا أستحقه ، وإذا أهانوك فقل : هذا بذنب أحدثته .





(84) قيام الليل ...




كان عبد العزيز بن أبي داود يُفرَش له الفراش ، فيضع يده عليه ويقول : ما ألينك ، ولكن فراش الجنّة ألين منك ، ثم يقوم إلى صلاته فلا يزال يصلي حتى الفجر .
وكان الحسن البصري يقول : ما ترك أحد قيام الليل إلا بذنب أذنبه . وكان يقول : إنما يثقل قيام الليل على من أثقلته الخطايا . وكان يقول أيضاً : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار ، فاعلم أنك محروم ، قد كبّلتك الخطايا والذنوب .





(85) صفات المؤمنين ...


جمع يحيى بن معاذ في بعض رسائله جملة من صفات المؤمنين فقال : أن يكون كثير الحياء قليل الأذى ، كثير الخير قليل الفساد ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العمل قليل الزلل ، قليل الفضول كثير البر للرحم ، وَصُولاً وقوراً شكوراً ، كثير الرضا مع الله إذا ضاق عليه الرزق ، حليماً رفيقاً بإخوانه ، عفيفاً شفوقاً لا لعّاناً ولا سبّاباً ولا عيّاباً ، ولا مغتاباً ولا نمّاماً ، ولا عجولاً ولا حسوداً ولا حقوداً ، ولا متكبّراً ولا معجباً ، ولا راغباً في الدنيا ولا طويل الأمد ، ولا كثير النوم والغفلة ، ولا مرائياً ولا منافقاً ولا بخيلاً ، هشّاشاً بشّاشاً ولا جسّاساً ، يحب في الله ، ويرضى في الله ، ويغضب لله ، زادُه تقواه ، وهمّته عقباه ، وجليسه ذكراه ، وحبيبه مولاه ، وسعيه لأخراه .



يتبع باذن الله
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

(86) لطائف وطرائف ...




سُئلت إمرأة مؤمنة عن أدوات تجميلها فقالت : أستخدم الصدق لشفتيّ ، والقرآن لصوتي ، والرحمة والشفقة لعيني ، والإحسان ليديّ ، والإستقامة لقوامي ، والإخلاص لله لقلبي .


- قيل لحكيم : أي الأشياء خير للمرء ؟ قال : عقل يعيش به . قيل : فإن لم يكن ؟ قال : فإخوان يسترون عليه . قيل : فإن لم يكن ؟ قال : فمال يتحبب به إلى الناس . قيل : فإن لم يكن ؟ قال : فأدب يتحلى به . قيل : فإن لم يكن ؟ قال : فصمت يسلم به . قيل : فإن لم يكن ؟ قال : فموت يريح منه العباد والبلاد .


- سأل رجل أحد الصالحين فقال : إني أشكو من مرض البعد عن الله ، فما العلاج ؟ قال العبد الصالح : عليك بعروق الإخلاص ، وورق الصبر ، وعصير التواضع ، وضع كل هذا في إناء التقوى ، وصب عليه ماء الخشية ، وأوقد عليه بنار الحزن ، وضعه بمصفاة المراقبة ، وتناوله بكف الصدق ، واشربه من كأس الإستغفار ، وتمضمض بالورع ، وأبعد نفسك عن الطمع .. تشفى من مرضك بإذن الله .


- سأل أحد العلماء وهو على المنبر عن مسألة فقال : لا أدري فقالوا له : ليس المنبر موضع جهل . قال : إنما علوت بقدر علمي ، ولو علوت بقدر جهلي لبلغت السماء .


- مر عصام بن يوسف على حاتم الأصم في مجلسه فقال له : يا حاتم أريد سؤالك ولكن قل لي : هل تُحسن تصلي ؟


قال حاتم : نعم ، قال عصام : كيف تصلي ؟ قال حاتم الأصم : أقوم بالأمر ، وأمشي بالخشية ، وأدخل بالنيّة ، وأكبّر بالعظمة ، وأقرأ بالترتيل والتفكير ، وأركع بالخشوع ، وأسجد بالتواضع ، وأجلس للتشهّد بالتمام ، وأسمِ بالنيّة ، وأختمها بالإخلاص لله عز وجلّ ، وأرجع على نفسي بالخوف ، أخاف أن لا يقبل الله مني ، وأحفظ بالجهد إلى الموت .. قال عصام بن يوسف : تكلم فأنت تحسن تصلي .


- وقف أبو الدرداء ذات يوم أمام الكعبة فقال لأصحابه : أليس إذا أراد أحدكم سفراً يسّتعد له بزاد ، قالوا : نعم ، قال : فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون ، قالوا : دلنا على زاده قال : حجوا حجة لعظائم الأمور ، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور ، وصوموا يوماً شديد حرّه لطول يوم النشور .


- من أراد أنيساً فذكر الله يكفيه
ومن أراد جليساً فالقرآن يكفيه
ومن أراد الغنى فالقناعة تكفيه
ومن أراد واعظاً فالموت يكفيه
ومن لم يكفه هذا ولا هذا فالنار تكفيه .





(87) فوائد النكبات ...




قال عمر بن الخطاب : ما من مصيبة تصيبني إلا رأيت خلالها ثلاث فوائد قد أنعم الله بها عليّ :
الأولى .. أن هذه المصيبة لم تكن في ديني ، فإن المصيبة في الدين هي بليّة كبيرة قد يخسر المرء فيها دنياه وآخرته .
والثانية .. أن هذه المصيبة لم تكن أكبر من ذلك ، فما من مصيبة إلا ولها أكبر منها .
والثالثة .. أن الله سبحانه وتعالى رزقني الصبر عليها ، فإن بالصبر والإحتساب يخفّف الله النكبات عند وقوعها .





(88) عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه والنفس التواقة ...




قال رجاء بن حيوة - وزير عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه – كنت مع عمر بن عبد العزيز لما كان والياً على المدينة ، فأرسلني لأشتري له ثوباً ، فاشتريته له بخمسمائة درهم ، فلما نظر فيه قال : هو جيد لولا أنه رخيص الثمن !


فلما صار خليفة للمسلمين ، بعثني لأشتري له ثوباً ، فاشتريته له بخمسة دراهم فقط ، فلما نظر فيه قال : هو جيد لولا أنه غالي الثمن !


قال رجاء : أتذكر ثوبك قبل سنوات لما كنت والياً على المدينة ، وقولك عن رخص ثمنه وكان بأضعاف هذا الثمن . قال عمر رضي الله عنه : يا رجاء ، إن لي نفس توّاقة ( أي مشتاقة متطلعة ) وما حققت شيئاً إلا تاقت لما هو أعلى منه ، تاقت نفسي إلى الزواج من إبنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها ، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها ، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها ، والآن تتوق نفسي إلى الجنّة فأرجو أن أكون من أهلها .





يتبع باذن الله
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

باااااااارك الله فيكي اختي الحبيبه تاتي "

قصص وعبر وطرائف رائعه"


موفقه باذن الله


لكي مني اجمل تحيه
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

أكرمكِ الله , وحماكِ .
صارت بنا عادة , أن نبدأ بمتصفحك قبل أن نتابع المنتدى , عند كل دخول إليه .
لنرى الجديد .
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

(89) رجل دخل الجنّة ولم يركع ركعة ...




بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاصر لبعض حصون خيبر ، أتاه راع أسود ومعه بعض الغنم كان فيها أجيراً لرجل من اليهود ، فقال للرسول : يا رسول الله ، إعرض عليّ الإسلام ، فعرض عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلم وقال : يا رسول الله ، إني كنت أجيراً لصاحب هذه الأغنام وهي أمانة عندي فكيف أصنع بها ؟ قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : اضرب في وجوهها فإنها سترجع إلى صاحبها ، فأخذ الراعي حفنة من الحصى فرمى بها في وجه الغنم وقال : إرجعي إلى صاحبك ، فوالله لا أصحبك أبداً ، فخرجت مجتمعة كأن سائقاً يسوقها حتى دخلت الحصن ، ثم تقدم الراعي إلى الحصن ليقاتل مع المسلمين فأصابه حجر فقتله واستشهد مسلماً وما صلى ركعة واحدة .





(90) ورع أبي حنيفة ...





قال يزيد بن هارون : ما رأيت أورع من أبي حنيفة ، رأيته جالساً يوماً في الشمس عند باب أحد الأشخاص فقلت له : يا أبا حنيفة ، لو تحولت إلى الظل . قال : لي عند صاحب هذه الدار دراهم فكرهت أن استظل بظل حائطه فيكون ذلك أجر منفعة . فأي ورع أكثر من هذا ؟
- كما ترك أبو حنيفة رحمه الله أكل لحم الغنم سبع سنوات لما فُقدت شاه في الكوفة إلى أن علم بموتها لأنه سأل عن أكثر ما تعيش الشاه فقيل له : سبع سنين فترك أكل لحمها سبع سنين تورعاً منه لإحتمال أن تبقى تلك الشاه الحرام فيصادف أكل شئ منها فيظلم قلبه .




(92) طلب الآخرة ...




كان مالك بن دينار - رحمه الله تعالى – يقول : من خطب الدنيا طلبت منه دينه كله في صداقها ، لا يرضيها منه إلا ذلك ؟
- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إرتحلت الآخرة مقبلة وارتحلت الدنيا مدبرة ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل .






(93) ذكر الله ...



كان الفضل بن عياض – رحمه الله تعالى – يقول : إذا ذكرتم الخلق في مجالسكم فاذكروا الله تعالى ، فإن ذكره دواء لداء ذكر الخلق .
- وكان أبو المليح – رحمه الله تعالى – إذا ذكر الله تعالى يحصل له سرور وبشر ويقول : إنما طربي بذكر الله تعالى لي فإنه سبحانه وتعالى يقول :" فَاذْكُرُونِي أذْكُرْكُم ".
وكان إذا مشى في طريق وهو غافل عن ذكر الله تعالى رجع ثانياً وذكر الله تعالى فيه ولو لمرحلة ، ويقول : إني أحب أن تشهد لي البقاع التي أمر فيها كلها يوم القيامة .



(94) أنوار عمرية ...





اشترى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين فرساً ، وسار به بعيداً عن البائع ليجربه ، فوجد الحصان به ما يعيبه فعاد به إلى البائع ليعيده إليه ، ولكن البائع رفض قبول الحصان من أمير المؤمنين وقال أنه باعه الحصان وكان سليماً من أي عيب . فقام سيدنا عمر بتقديم شكوى في حق البائع ولكن البائع أصرّ على أن يختار هو القاضي حتى لا يحابي أحد أمير المؤمنين ، واختار شريح وهو قاضي معروف بالعدل .. ووقف عمر رضي الله عنه أمام القاضي فأمره القاضي وقال : خذ ما ابتعت أو رد كما استلمت ، ويقول سيدنا عمر مسروراً وهو ينظر إلى شريح : وهل القضاء إلا هكذا .





(95) الرضا بمر القضاء ...





يحكى أن رجل من الصالحين مر على رجل أصابه الفالج ( هو الشلل النصفي عافانا الله وإياكم) وأصاب عينيه مرض فذهب ببصرهما ولا يملك من أمره شئ وسمعه الرجل الصالح يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتُلي به كثيراً من العباد . فتعجب الرجل وقال له : يا أخي ما الذي عافاك منه الله تعالى ؟ لقد رأيت جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . قال له : إليك عني فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره .
- وقال الأحنف بن قيس : شكوت إلى عمي ألماً فنهرني وقال : إذا نزل بك شئ فلا تشكه لأحد ، فإنما الناس رجلان صديق تسوءه وعدو تسرّه ، والذي بك لا تشكه إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه ، ولكن أشك لمن ابتلاك به فهو قادر على أن يفرّج عنك ، يا ابن أخي إحدى عينيّ هاتين ما أبصر بها من أربعين سنة وما أطلعت على ذلك امرأتي ولا أحد من أهلي .



يتبع باذن الله



 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

076.gif
 
رد: صناع الحياة ( متجدد )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



(96) معاملات السوق ...





كان الإمام مالك رحمه الله تعالى يأمر الأمراء فيجمعون التجار والسوقة ويعرضونهم عليه ، فإذا وجد أحداً منهم لا يفقه أحكام المعاملات ولا يعرف الحلال من الحرام أقامه من السوق وقال له : تعلم أحكام البيع والشراء ثم اجلس في السوق فإنه من لم يكن فقيهاً أكل الربا شاء أو أبى .





(97) كره السلف للعُجب ...





كان سيدنا عمر بن الخطاب يقول : اللهم إني أعوذ بك من شر ما يقولون ، وأسألك أن تغفر لي ما لا يعلمون .
- وكان السلف إذا أثنى أحد عليهم خيراً يقولون : اللهم اجعلني خيراً مما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون .
- وكان عبد العزيز بن أبي رواد رحمه الله تعالى يقول : إذا ذُكرت أحوال السلف بيننا افتضحنا كلنا .





(98) يتزوج بالقرآن ...



عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لتهب نفسها ، فقام رجل من أصحابه صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله زوجنيها . فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : هل عندك من شئ ؟ قال : لا والله يا رسول الله ، قال : اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئاً . فذهب الرجل وعاد يقول : لا والله يا رسول الله لا أجد شيئاً . قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : إلتمس ولو خاتماً من حديد ، فالتمس الرجل فلم يجد شيئاً فقال : لا والله يا رسول الله ، ولا خاتماً من حديد ولكن هذا إزاري فلها نصفه ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ما تصنع بنصف إزار لو لبسته لم يكن عليها من شئ ولو لبست أنت النصف الآخر لا يكن عليك من شئ . فجلس الرجل فسألله الرسول الكريم : ماذا معك من القرآن ؟ قال : معي سورة كذا وسورة كذا ، قال صلى الله عليه وسلم : إذن فزوجتك لها بما معك من القرآن .





(99) قصة الإبن المبارك ...





عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ما خلق الله تعالى مؤمناً سمع بي ولم يرني إلا أحبّني .. إن أمي كانت مشركة وإني كنت أدعوها إلى الإسلام فتأبى عليّ ، وإني دعوتها ذات يوم فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، إن أمي إمرأة مشركة ، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام ، فتأبى عليّ ، وإني دعوتها فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله أن يهدي أمي ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : اللهم اهد أم أبي هريرة .، فخرجت أعدو أبشّرها بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أتيت الباب إذا هو مغلق وسمعت صوت رجلي فقالت : يا أبا هريرة ، كما أنت ، وفتحت الباب وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. فرجعت إلى الرسول أبكي من الفرح فقلت : يا رسول الله لقد استجاب الله دعوتك فهدى أم أبي هريرة ، ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إليّ وإليها ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
اللهم حبب عبدك وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليه .



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



(100) جناح بعوضة ...




كان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول : اتقوا السحارة التي تسحر قلوب العلماء وتلهيهم عن الله تعالى ( ويعني بها الدنيا ) وهي أسحر وأقبح من هاروت وماروت ، لأن ذاك يفرّق بين المرء وزوجه وهي تفرّق بين العبد وربه ..
- وكان الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول : لقد أدركنا الناس وهو يرون الدنيا عندهم كوديعة يؤدونها إلى صاحبها ، ليس لهم فيها ملك ولذلك ذهبوا إلى الآخرة خفافاً ..
- وكان عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى يقول : الدنيا سجن المؤمن ، وأعظم أعماله في هذا السجن الصبر وكظم الغيظ ، وليس للمؤمن في الدنيا دولة وإنما دولته غداً في الآخرة .





(101) صلاح الدنيا والآخرة ...





كان أبو حازم رحمه الله تعالى يقول : قد رضى علماء هذا بالكلام وتركوا العمل ، وقد كان السلف رضي الله عنهم يفعلون ولا يقولون ، ثم صار الذين بعدهم يفعلون ويقولون ، ثم صار الذين بعدهم يقولون ولا يفعلون ، وسيأتي زمان أهله لا يقولون ولا يفعلون ..
- وكان عبد الرحمن السلمي رحمه الله تعالى يقول : لقد أدركنا الناس وهم يتعلمون القرآن عشر آيات عشر آيات ، فلا ينتقلون من عشر إلى عشر حتى يعملوا بها .
- وقد قيل للشعبي رحمه الله تعالى يوماً : أفتنا أيها العالِم ، فقال : لا تقولوا لمثلي عالم ، فإنما العالِم هو الذي تقطعّت مفاصله من خشية الله .





(102)من أخلاقهم ...





قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : من نمّ لك نمّ عليك ومن نقل إليك نقل عنك ، ومن إذا أرضيته قال فيك ما ليس فيك ، وإذا أغضبته كذلك قال فيك ما ليس فيك ( الأولى مدح والثانية ذم) .



يتبع باذن الله
 

عودة
أعلى