تكملة قصة الكرسي يشكو لي

[كريم أبو العبد]

تكملة قصة الكرسي يشكو لي ​

​

وبعد أن سمعت طرقاً على الباب ​

وفتحت عيناي علمت أنني كنت أحلم ​

قلت في نفسي : ما أزعج هذا الحلم والعياذ بالله ! ​

دخلت زوجتي إلى الغرفة وبعد أن ألقت التحية​

قالت : ما لي أراك مفزوعاً والقلق يبدو على وجهك ؟​

قلت : لقد حلمت حلماً غريباً ومزعجاً .​

قالت : خيراً إن شاء الله ؟​

قلت : لقد حلمت أنني معاق وأنني في شر حال وفي بلاء والعياذ بالله​

قالت : استعذ بالله من الشيطان الرجيم ​

وأنت ما شاء الله عليك في صحة وعافية وراحة بال ​

وأنت رجل أعمال ناجح ومعروف ​

انهض من فراشك فقد تأخرت عن الذهاب للعمل .​

وقالت أيضاً : لو أنك قمت وصليت الفجر حاضراً لكان خيراً لك ​

قلت : لم أسمع آذان الفجر ولم أصل والشمس الآن تملاً السماء​

قالت : سامحك الله إذ لم تتغلب على نفسك وغلبك الشيطان ​

قلت : إن الله غفور رحيم ولكنني ​

وعلى فكرة أظن أنني أعرف سبب هذا الحلم المزعج​

قالت : ما هو ؟​

قلت : قبل عدة أيام كان لدينا في الشركة مقابلات لتعيين موظف إداري ​

وقد قابلت عدة أشخاص ولقد لفت انتباهي من بين كل هؤلاء شاب و شابة ​

أما الشاب فكان شخصاً معاقاً يستخدم كرسياً متحركاً أكل الدهر عليه وشرب ​

وأما الشابة فكانت في منتهى الحسن والجمال ​

ولقد حاولت جهدي أن أتخلص من هذا الشاب ​

وأصعب عليه شروط القبول رغم أنه يحمل عدة شهادات علمية في التخصص المطلوب ​

ولديه الرغبة الشديدة في العمل​

ويتلهف للحصول على وظيفة ​

وقد أبدى استعداده للعمل براتب متدن حتى أتأكد من كفاءته ​

ورغم ذلك كنت بصراحة في قرارة نفسي قد اتخذت قراراً بتعيين هذه الحسناء ​

مع أنها تحمل شهادة متواضعة ليس لها علاقة بالوظيفة المطلوبة ​

وقد أجبتها بأن الشهادة ليست مشكلة كبيرة ​

فالإمكان التعويض عن ذلك بالدورات التدريبية أثناء العمل ومن خلال الخبرة ​

فلا تشغلي بالك أما الراتب فإنه حسب الكفاءة والإمكانيات وهي تبدو عندك واضحة ​

وسيكون هناك مكافآت وحوافز المهم أن تقبلي بالوظيفة ​

أما فيما يتعلق بالشاب المعاق ​

فلم أستطع أن أتخيل كيف ستبدو الشركة وفيها موظف معاق ​

وهذا يحتاج إلى من يساعده عند صعود الدرج وعند النزول ​

ويحتاج إلى مرحاض خاص به وما إلى ذلك من حاجات ​

وأنا والشركة في غنى عن هذا كله على العكس من الشابة​

فبصراحة إنها تناسب المكتب المجاور لمكتبي الفخم وتصلح لاستقبال زبائن الشركة ....​

ولكن لا تغاري أيتها الزوجة العزيزة فانا أحبك كثيراً .​

قالت زوجتي بغضب : إن شاء الله تتزوج أربع نسوان ​

فهذا ما أنتم تفلحون فيه عندما يكون لديكم فائض من المال​

ولكن ليس هذا ما يغضبني​

وإنما ما أغضبني سوء تصرفك مع الشاب ذوي الإعاقة ​

أما فكرت قليلاً بحاله ​

أما علمت أنك لو أعطيته الفرصة للعمل ​

ووضعته تحت التجربة ستة أشهر أو ثلاثة أشهر​

واختبرت مقدرته على تحمل أعباء العمل ​

ماذا ستخسر وأنت ربما سمعت عن القوانين والاتفاقيات التي تحض على توفير فرص العمل للأشخاص ذوي الإعاقة وتحدد نسبة معينة لهم حتى يتم دمجهم في المجتمع ويأخذوا حقهم في المشاركة في البناء ​

وحتى لا يكونوا عالة على غيرهم . ​

أما علمت لو أنك وظفته عندك وصار يتقاضى راتباً شهرياً محترماً ​

لأصبح بإمكانه أن يعيل أسرة ويعيش كغيره من أبناء المجتمع بكرامة دون أن يحتاج ليمد يده للآخرين ​

ولكنك إنسان أناني ولا تفكر إلا في نفسك ​

و القانون الذي يجب أن يلزمك ويلزم أمثالك بضرورة توظيف نسبة من ذوي الإعاقة في المؤسسات العامة والخاصة غير مفعل وعلى فكرة القانون يحدد تشغيل نسبة 5 % في المؤسسات .​

قلت لها باستهزاء وغطرسة : هذا كلام فاضي وارتاحي أحسن لك والأحسن أن يتم تجميعهم في مؤسسات تأهيل أو أي شيء من نحو ذلك خاص بهم ليتعلموا ويتدربوا ويعملوا هناك.​

قالت : اتق الله في كلامك ​

وفكر للحظة أنه لو صار معك حادث - لا سمح الله - كيف ستتدبر أمرك ​

وأنت تقول أن العمارة التي توجد فيها شركتك لا يوجد فيها أي شكل من أشكال التسهيلات .​

قلت : فال الله ولا فالك أصبحت مثل البوم ! ​

قالت : سامحك الله وغفر لك ​

ولكن لا تغرنك الدنيا وهذا المال الذي بين يديك وهذا الجاه والنفوذ ​

فإنه لا يدوم إلا وجه الله والأيام دول .... ​

في هذا اليوم اخترت من بين سياراتي الثلاث سيارتي الرياضية الجديدة ذات المحرك الكبير والصوت الهادر وخرجت مسرعاً من الفيلا لأدرك موعداً هاماً يترتب عليه عقد كبير قد ينهض بمستوى الشركة إلى مراتب عالية ومن شدة تلهفي لتوقيع العقد كنت أقود سيارتي بسرعة زائدة وبرعونة وتهور في بعض الأحيان ​

وعندما حاولت تجاوز حافلة كانت تسير أمامي بسرعة بطيئة ودون أن أتحقق جيداً من الطريق تفاجأت بشاحنة كبيرة أضطررت بسببها أن أخرج عن الطريق فاصطدمت السيارة بعمود كهربائي أفقدني الوعي ودخلت في غيبوبة....وكأني قد دخلت في نفق من الظلام الضاغط على صدري والملتف حولي كأفعى كبيرة تريد أن تخنقني ...​

عندما فتحت عيناي وإذا بي في غرفة مليئة بالأجهزة الموصولة بجسمي وإذا بزوجتي المخلصة تقف فوق رأسي والدموع في عينيها وابتسامتها الوردية لا تغادر بستان وجهها المشرق ولكن الحزن الذي كانت تحاول أن تخفيه عني كان يطل علي برأسه من خلال عينيها الدامعتين وقد أمسكت بيدي فحاولت أن أكلمها عندها اكتشفت أني لا أقوى على ذلك ولكنني سمعتها تقول : الحمد لله على سلامتك فإن الله قد أنجاك من الموت وبعد عدة محاولات ​

قلت لها بصوت خافت : أخبريني ماذا حصل ؟​

قالت : أنت بخير ولكن الأطباء سيراقبون وضعك وستحتاج إلى عدة عمليات جراحية لأن إصابتك في الظهر وإن شاء الله بصير خير​

شعرت أنها تخفي عني الحقيقة ​

وقلت لها : قولي لي الحقيقة هل سأستطيع المشي ثانية ​

عندها أخذت في البكاء ​

فعلمت أنني قد أصبحت معاقاً أو معوقاً أو من ذوي الاحتياجات الخاصة ​

ولكن مهما تكن المسميات فقد وقعت الفأس في الرأس ...... وللقصة بقية :7:​

 

[بنت التحدي]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

الله كلام جميل جدا ومعبر عن كل شخص ذوي اعاقة
نحن بانتظار البقية
متاااااااااااااابع

 

[متحدية واحد]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

سبحان الله الذي بيده كل شيء وهو القادر على كل شيء!
هذه القصة توضح لنا إإلى أي مدى الانسان يجهل بعض سلوكاته ولا يدرك عواقبها إلا حين يقضي الله أمرا كان مفعولا ولا مفر منه!؟
وهي رسالة لكل من اغتر بصحته اليوم بأنه قد يفقدها غدا!!؟
ورسالة لكل من كان بامكانه ادماج المعاق في يوم ما ورفض!
هي الدنيا يوم لك ويوم عليك!

شكرا وبارك الله فيك أخي

 

[كريم أبو العبد]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

الأخت العزيزة بنت التحدي أشكرك على تعليقك المختصر والجميل وإن شاء الله أن تكون هذه القصة معبرة عن أشياء كثيرة مشتركة فلا تبخلوا علي بملاحظاتكم فهي جزء مهم من القصة :17:

 

[كريم أبو العبد]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

الأخت العزيزة متحدية واحد ما أجمل أن نعرف كيف ينظر الأخرون لنا ولماذا وكيف نستطيع أن نغير هذه النظرة إذا كانت سلبية وهي للأسف في كثير من الأحيان كذلك ولدينا التجارب الزاخرة في هذا المجال ولكن ما أجمل أن نبعث برسائلنا للآخرين بصورة واضحة لهم ليستطيعوا فهمها وحتى لا يقعوا في نفس المعاناة إلتي سبقهم إليها غيرهم من ذوي الإعاقات :16:

 

[الصقر العماني]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

قصة معبرة ولها مغزى كبير فكم عدد الأشخاص الذين لا يبالون بذوي الإعاقة ولكنهم لا يدركون أنهم في يوم من الأيام سيصبحون من هذه الفئة
شكرا أخي كريم على هذه القصة يا ليت تنشر في الصحف والمنتديات التي يرتادها الكثير من الزوار

 

[ندى الايام]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

قصة رائعه اخي الكريم
هل هي من كتابتك ؟
متابعين

 

[كريم أبو العبد]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

تحياتي لك أيها الصقر العماني الشامخ إننا لا نتمنى للآخرين إلا الخير والسعادة والتوفيق ودوام النعم ...ولكن يجب علينا تذكيرهم بأمور قد يتعرضون لها أولاً ليهيئ الإنسان نفسه لذلك فيرضى بقدر الله وثانياً ليشعر مع الآخرين فيحس بألمهم ويؤدي واجبه نحوهم من منطلق الشعور بالإنتماء وتحمل المسؤولية أرجو منك شخصياً أن لا تبخل علي بملاحظاتك فالقصة في طور البناء وأنتم المهندسون ... :14:

 

[كريم أبو العبد]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

الأخت العزيزة ندى الأيام أقول لك أن هذه القصة يكتبها قلمي على استحياء خطوة بعد خطوة وهي تحمل في سطورها أحلام وآمال وخيال وهموم وحقائق ورسائل وبالتأكيد هي ليست لي وحدي ....:5: لذلك فملاحظاتكم قد تنمو مع القصة

 

[متحدية واحد]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

السلام عليكم ورحمة الله ..
لك كل الاحترام والتقدير
تقبل مروري

 

[كريم أبو العبد]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

الأخت العزيزة متحدية واحد أنه ليشرفني ويسعدني مرورك
مع كل الاحترام والتقدير متمنياً لك التوفيق وتحقيق الأماني إن شاء الله . :14:

 

[بنت فلسطين 6]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

قصه فيها عضه وعبره ​

لكل انسان

ونشعر بكل كلمه كتبتها ​

الله يكون بعونك​

 

[فراشة التحدي]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

حقيقة اخي كريم قصتك مع الشاب ذو الاعاقة ماثرة جدا وموقفك معه مؤسف جدا بصراحة بعكس موقف زوجتك والتي كانت بفس ظروفك ولم تغرها لا الصحة ولا الشباب ولا المادة فمن وجهة نظري هي الكنز الحقيقي الذي يجب ان تحافض عليها واوجه اليها دعوة للانضمام الي اسرتنا اسرة التحدي
تحية اليك والي روحك الصامدة
اختك الفراشة

 

[كريم أبو العبد]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

الأخت العزيزة " الفراشة " كل التقدير والاحترام لك مني ومن زوجتي التي لها الفضل الكبير في الوقوف معي أثناء الأزمة التي مررت بها فهي إنسانة جامعية مثقفة وواعية وتتصف بالشجاعة والحكمة وهذا من فضل الله فالزوجة الصالحة خير متاع للرجل في هذه الدنيا وهذه رسالة إلى أهمية تعليم المرأة وتوعيتها لتحسن التصرف خصوصاً في الظروف الصعبة التي يمكن أن تمر بها الحياة الزوجية فكل التقدير للزوجات الصالحات والأمهات الصابرات ولكل من يؤازر ذوي الإعاقة من الأقرباء والأهل والأصدقاء فواجبنا أن لا ننسى دورهم وأن نهتم بهم فإنه يطولهم من الألم والمعاناة ما يطولهم فلهم جزيل الشكر والتقدير .

 

[هادية]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

يوووووووووه بقي

تعبتنى معاك

انا حاروح اكمل القصة واعلق في نهايتها

بس على فكرة

اجرة التاكسي عليك

عشان انت السبب في الشحططة اللى انا فيها دي هههههههههههههه

 

[كريم أبو العبد]

رد: تكملة قصة الكرسي يشكو لي

يوووووووووه بقي

تعبتنى معاك

انا حاروح اكمل القصة واعلق في نهايتها

بس على فكرة

اجرة التاكسي عليك

عشان انت السبب في الشحططة اللى انا فيها دي هههههههههههههه

الأخت " هادية " أنا بشكرك على الجهد الذي تبذلينه في الوصول .....والله يعينك خلال الزحمة :11:
لكن أنا " غلبان " :7: لا أظن إنك " راح " تستفيدي مني شيء :17: